إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟
الله يحب العمل والعاملين ، يريدنا ان نعمل ، ويريدنا ان نعمل حسنا ً ، ومن لا يعمل حسنا ً يخطئ . يقول يعقوب الرسول في رسالته 4 : 17 " فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ. العمل ليس لعنة ً كما يتصور البعض ، العمل والعرق ليس عقاب ٌ . لم يبدأ عمل الانسان بعد السقوط والخروج من الجنة . نعم حين أخطأ آدم ووقف أمام الله ليتلقى العقاب قال له الله " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا " ( تكوين 3 : 19 ) . العقاب لم يكن العمل ، العقاب كان في لعنة الارض لتُخرج له شوكا ً وحسكا ً . بعكس ذلك حين كان آدم في الجنة قبل سقوطه في الخطية كان يعمل ، يقول الوحي " وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا." ( تكوين 2 : 15 ) . يعملها ويحفظها ، لم يكن عاطلا ً ، كان يعمل ولا بد انه كان يعمل مع الله . كان في علاقة وشركة بالله ، كان في علاقة عمل ممتعة مع الله . يقول سليمان الحكيم " اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي ." ( أمثال 10 : 4 ) . ويقول ايضا ً " مَنْ يَشْتَغِلُ بِحَقْلِهِ يَشْبَعُ خُبْزًا ، أَمَّا تَابعُ الْبَطَّالِينَ فَهُوَ عَدِيمُ الْفَهْمِ ." ( أمثال 12 : 11 ) . العمل في المفهوم المسيحي نعمة وبركة لا تعب وتذمر وعقاب والم . نحن لا نعمل لنأكل فقط فالله قادر ان يقيتنا ويوفر لنا طعامنا ولباسنا . طيور السماء لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وأبونا السماوي يقوتها وزنابق الحقل لا تتعب ولا تغزل لكن سليمان في كل مجده لم يكن يلبس كواحدة منها ( متى 6 : 26 ، 28 ، 29 ) . ونحن نعمل للرب . يقول بولس الرسول " وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ " ( كولوسي 3 : 23 ) . ما نعمله لا نعمله للناس ، نعمله للرب لذلك نعمله ببهجة وامانة وكفائة . ونحافظ على عملنا ونهتم بانجازه ونسعى للنجاح فيه لنرضي الله لا لنرضي الناس . ما اتعس الكسلان واشقاه . الكسل لا يتفق مع خطة الله لنا ولحياتنا . يوجه سليمان الحكيم انظارنا الى النملة لنقتدي بها ويطلب من الكسلان ان يتأملها " اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا." ( امثال 6 : 6 ) . تعد في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد أكلها ويقول " إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟ " ( أمثال 6 : 9 ) . " قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ..... فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَاز ٍ ." ( امثال 6 : 10 ، 11 ) . انظر الى العمل الذي وضعه الله لك لتعمله وأفرح به . اشكر الله انك تقوم بعمل كلفك به ولا تعش حياة الكسل فالعمل نعمة ٌ ، العمل بركة ، العمل طاعة ، العمل خدمة . " كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ " ( جامعة 9 : 10 ) .