منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2012, 02:52 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

عزيزي القارئ، المؤمن الجسدي هو موضوع حديث هذه الرسالة.. أي المؤمن الذي لم يختبر بعد قوة الروح القدس المُحرِرة، ومازال يسلك ويخضع لميول ورغبات الجسد. وقد وصف الرسول بولس في رسالته إلى غلاطية بعض من هذه الأعمال، قائلاً "وأعمال الجسد ظاهرة، التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر... " (غلا 5: 19-21)، كما قال لمؤمني كنيسة كورنثوس "فأنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر" (1كو3: 3).



نعم، إن كل واحدة من تلك الأمور كافية لتدمير حياتك.. أسرتك.. عملك.. خدمتك.. علاقاتك مع كل من حولك. وقد تكون أنت بالفعل مؤمناً جسدياً جربت مرارة الخصام، صراعات الغيرة والحسد، تلوث النجاسة، ولذا أنت تحيا فاقداً حرارة العلاقة والشركة مع الرب. يقول الكتاب المقدس "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رو8:8)، فالجسد لا يستطيع أن يُخلص للقرارات الزائفة التي تتخذها أحياناً عندما تشعر بشكاية الضمير، الجسد غير قادر أن يُكمل أو يلتزم بالتعهدات والرغبات الروحية، ولا أن يصمد كثيراً في مقاومة الأهواء والسعي نحو البر والقداسة.



أحبائي، الحديث ليس عن الخطاة الذين لم يختبروا محبة الرب ولم يغتسلوا بدم المسيح بل عن مؤمنون يحيون مساقين بشهوات وأهواء الجسد. فإبليس لا يبحث عن الخطاة فقط، بل عن المؤمنين المؤثرين في عمل الرب والذين لحياتهم خطة ودعوة من الرب ليقع بهم في فخاخ إغواءات الجسد..



تستطيع أن تدرك هذا المفهوم واضحاً من خلال قراءة سفر دانيال حيث تجد أن هذه كانت خطة الملك نبوخذ ناصر ملك بابل مع دانيال وأصحابه "وأمر الملك رئيس خصيانه بأن يحضر من بني إسرائيل ومن نسل الملك ومن الشرفاء فتياناً لا عيب فيهم، حسان المنظر، حاذقين في كل حكمة وعارفين معرفة وذوي فهم بالعلم، والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك، فيعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم" (دا 1: 3،4). فقد حاول العدو أن يأخذ أفضل شباب شعب الله ويسلبهم هويتهم ومبادئهم الروحية ويجعلهم يستسلمون لخططه وطرق تفكيره. إن إبليس يبحث ويبذل مجهوداً عظيماً من أجل أن يقع بك تحت صراعات الجسد ويسلبك أشواقك الروحية.. فهل أنت يقظ؟ وهل تريد أن تخلع الإنسان العتيق مع أعماله؟ يقول الرسول بولس ".. إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه" (كو 3: 9، 10).



صلِ لكي يملأ الرب قلبك بقوة حقيقية بالروح لتخلع كل غضب.. خبث.. عناد.. فضول معرفة الأمور المستقبلية بالسحر والعرافة.. نجاسة.. مرارة وغيظ، وتلبس الرب يسوع، تلبس المحبة، والنقاوة والتعفف.



في هذا المقال سوف نتحدث عن بعض مجالات أعمال الجسد التي ظهرت من خلال المواقف في حياة كل من شاول وداود النبي، ونرى أيضاً مواقف أخرى لرفض لأعمال الجسد والسلوك بالروح. فلا تظن أنه بإمكانك إخفاء أعمال الجسد كثيراً في أعماقك. لذا أدعوك أن تتعلم من تلك الدروس "الفاهمون يضيئون" (دا 12: 3) حتى تحيا في القداسة التي دعاك إليها الرب يسوع.



الجسد يؤذي: صراعات.. مقارنات.. غيرة

إن المؤمن الذي يعيش بالجسد سريع التقلب في انفعالاته بمعنى أنه يتقلب حسب حالته النفسية المزاجية.. حسب علاقاته مع الآخرين.. محبته غير ثابتة ومشروطة – اليوم يحبك وغداً لا لأبسط الأسباب. وهذا ما نراه في قصة علاقة الحب الحميمة والصداقة التي كانت بين شاول وداود والتي سريعاً ما تحولت إلى صراعات وكراهية.



"فجاء داود إلى شاول ووقف أمامه، فأحبه جداً وكان له حامل سلاح. فأرسل شاول إلى يسى يقول: ليقف داود أمامي لأنه وجد نعمة في عيني. وكان عندما جاء الروح من قِبل الله على شاول أن داود أخذ العود وضرب بيده، فكان يرتاح شاول ويطيب" (1صم 16: 21-23).



".. وكان عند مجيئهم حين رجع داود من قتل الفلسطيني، أن النساء خرجت من جميع مدن إسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات. فأجابت النساء اللاعبات وقلن: ضرب شاول ألوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جداً وساء هذا الكلام في عينيه، وقال: أعطين داود ربوات وأما أنا فأعطينني الألوف وبعد فقط تبقى له المملكة" (1صم 18: 5-9).



لقد أحب شاول داود جداً، وجد نعمة في عينيه، استأمنه على حياته إذ كان حامل سلاحه الذي يذهب معه أينما ذهب. لم يجد شاول الراحة ولم يطيب قلبه إلا في حضور داود، لكنها محبة الجسد الحماسية السريعة، محبة غير معتمدة على حب الرب المجاني لأن محبة الروح ثابتة.



وفجأة أثناء وقت الاحتفال بالنصر على العدو، ووسط أجواء من الفرح والشركة ظهرت أعمال الجسد الكامنة داخل نفس شاول بسبب أنه سمع النساء يهتفن قائلات "ضرب شاول ألوف وداود ربوات (عشرات الألوف)". كانت جملة قصيرة جداً ولكنها أثارت الطبيعة الجسدية لشاول، حولَّت المحبة إلى خوف وكراهية ومقارنات وحواجز. كان شاول ملكاً ولكنه فقد الإحساس بالأمان، خاف من داود لئلا يأخذ مكانه "فلما رأى شاول أنه مفلح جداً فزع منه" (1صم 18: 15).



كان ملكاً ولكنه يحيا بالجسد إذ تقول كلمة الله "وذهب روح الرب من عند شاول" (1صم 16: 14). لقد فارق روح الرب شاول.. فقد المسحة التي على حياته وبقي له خشونة وعنف وجراح الجسد. لم يعد شاول يبحث إلا عن أخطاء داود " فكان شاول يعاين داود من ذلك اليوم فصاعداً "، يراقبه ويفتش عنه لإيذائه وقتله.



عزيزي القارئ، هل ترى نفسك في شخص شاول؟ هل أنت سريع الاندفاع في غضبك، لا تشعر بالأمان مع كل المحيطين بك في العمل، في الخدمة، في العائلة؟ هل تنزعج إذا رأيت مَنْ يتفوق عليك في العمل أو الدراسة؟ هل تغار إذا سمعت مدح الناس لغيرك في الخدمة؟ إنها أعمال الجسد لأن كلمة الله تقول "لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضاً، ونحسد بعضنا بعضاً " (غلا 5: 22 ). نعم أنت في العهد الجديد لا يفارقك روح الله ولكنك قد تحزن الروح "ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أف 4: 30). فلتصل لكي يملأك الرب بالروح القدس.. وأطلب أن يحررك الرب بقوة الروح من الجسد، والغضب والخصام وليعطيك ثمر الروح "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان وداعة، تعفف" (غلا 5: 22). ولأن الثمر يأخذ وقتاً كي ينضج، فإني أشجعك أن تعطي مجالاً ووقتاً لعمل الروح القدس في حياتك ليأخذك في هذه الرحلة خطوة خطوة مع الرب بنعمته وحبه.



الروح يشفي: لا للغضب والانتقام.. لا إيذاء



إن كنت ترى نفسك في داود، جُرحت فعلاً مِن مَن ظننت أنهم يظهرون لك محبة حارة ملآنة بالعواطف وعندما حدث الخصام أو ظهرت عيوبك تخلوا عنك، فلا تندم على تلك العلاقات لأنها لم تكن محبة الروح. بل احفظ قلبك ونفسك في الروح، نقي.. لا ترد عن الشر بشر ولا عن الغضب بغضب.



لقد حاول رجال داود أن يثيروا غضبه لينتقم لنفسه من شاول "فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك. فقام داود وقطع طرف جبة شاول سراً وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي، بمسيح الرب" (1صم 24: 1-6).



صديقي، احذر أن تكون مثل هؤلاء الأصدقاء، مَن يثيرون غضبك أكثر في المواقف، مَن يشجعك على الانتقام، فالرسول بولس يقول في رسالته إلى أهل أفسس "اغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 26). لا تصدق النميمة ولا تسمح لإبليس أن يغزي الخصام أو التحزب والشقاق داخل ذهنك وقلبك.

حتماً لو كان داود يحيا بالجسد لأراد أن يغضب، يجرح، يؤذي وينتقم، ولكن لأنه يحيا ممتلئاً بالروح يعرف معنى ضبط النفس والتعفف، أستطاع أن يقاوم صوت الجسد ورغبته في الانتقام ويسلك بالمحبة بالروح. وهكذا أنت أيضاً كلما امتلأت بالروح، كلما أعطيته المجال ليضبط انفعالاتك، ويجعل طبيعتك القديمة تحت التحكم بكل جموحها من غضب، شهوة، أهواء جنسية، خصام.



نعم، سيفيض قلبك بكلام الاحترام، الحب، اللطف والوداعة. انظر ماذا يقول عن شاول الذي يُعاديه ويريد أن يؤذيه "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي، بمسيح الرب". شاول يخطئ بالجسد.. ولكن داود بالروح يغفر.



أحبائي، هذا هو اتجاه قلب كل من شاول وداود كل أيام حياتهما.. فقد ظل شاول يطارد داود ويبغضه رغم كل الحب والأمانة التي أظهرها له داود. ورغم أن شاول قد حاول بالجسد أن يعلن حبه لداود "ثم قال شاول لداود أنت أبر مني، لأنك جازيتني خيراً وأنا جازيتك شراً" (1صم 24: 17)، ولكن تحت تلك المحبة المزيفة كانت تكمن أعمال الجسد من كراهية وبغضة، فعاد يبحث من جديد عن داود ليقتله "ثم جاء الزيفيون إلى شاول إلى جبعة قائلين: أليس داود مختفياً في تل حخيلة الذي مقابل القفر. فقام شاول ونزل إلى برية زيف ومعه ثلاثة آلاف رجل منتخبي إسرائيل لكي يفتش على داود في برية زيف" (1صم 26: 1، 2).



وظل داود نقياً بسبب خضوعه لعمل الروح في داخله. ففي كل مرة أراد فيها الجسد أن يثأر ويغضب نراه يغفر ويحب. وحتى عندما اندفع مرة وراء الجسد، فسريعاً كان قادراً على ضبط انفعالاته من جديد. ففي قصة أخرى وذات يوم كان هناك رجلاً قاسياً ورديء الأعمال اسمه نابال يجز غنمه (1صم 25)، وكان داود ورجاله محسنون جداً لرعاة هذا الرجل وكانوا مصدر حماية لهم أثناء رعيهم في الحقول وفي البرية حتى أن رعاته أنفسهم قالوا عن داود ورجاله "كانوا سور لنا ليلاً ونهاراً كل الأيام التي كنا فيها معهم نرعى الغنم" (1صم25: 15-16). فأرسل إليه داود غلمانه لهذا الرجل قائلاً "فليجد الغلمان نعمه في عينيك لأننا قد جئنا في يوم طيب. فأعطِ ما وجدته يدك لعبيدك ولأبنك داود". رد نابال بحماقة وعنف: "مَن هو داود؟؟ ومَن هو ابن يسى؟؟ قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من أمام سيده...".



حتماً لقد أثارت تلك الكلمات الساخرة غضب داود، فأغتاظ جداً في لحظات قليلة وكان رد فعله "ليتقلد كل واحد سيفه.. وتقلد داود أيضاً سيفه". إتخذ داود قرار سريع بقتل نابال، ولكن الرب كان أميناً وحفظ له عهده وأرسل له أبيجايل امرأة نابال وهي حكيمة جداً لتقابله في طريقه لقتل نابال وتنطق له بكلمات الحكمة "ولكن نفس سيدي لتكن محزومة في حزمة الحياة مع الرب". ويخضع داود لإلهامات الروح القدس من خلال هذه المرأة الحكيمة، ويتذكر أنه بالروح يسلك، ممتلئاً بزيت النعمة والمحبة فلا يطلب ما لنفسه أو لذاته. فيتنازل عن حقوقه ويتراجع عن انفعالاته، ويهدأ ويعترف بخطأه ويرجع عن قتل نابال.



ياله من مثال عظيم عن عمل الروح القدس الذي يقودك للتعفف وضبط النفس، يقودك للحياة الممتلئة بثمر الروح والمحررة من أعمال الجسد! ياله من مثال مشجع لتتعلم ألا تستسلم لأعمال الجسد بل بالروح تميت أهواء ورغبات وإنفعالات طبيعتك القديمةّ! اعلن إيمانك أنك ستنتصر على كل إغراءات الجسد، لا تنتقم لنفسك.. لا تقاوم الغضب بالغضب، فحنة أم صموئيل النبي لم تقاوم ضرتها بالغيظ والخصام بل لجأت إلى الرب. كن متضعاً مستعداً للتنازل والاعتراف بالخطأ. وإن كنت في أعماقك تشعر أنك لا تستطيع، أطلب إمكانيات الروح القدس لأن الجسد لن ينفع.



صديقي، أريدك أيضاً أن تطلب وأنت تقرأ هذه الكلمات أن ينقيك الرب وأن تتب عن كل كلمات ملتوية، كل رياء في المحبة، كل أراء تبدو صحيحة وغير ملومة ولكن كانت دوافعك من ورائها إيذاء الآخرين.



اعلن إيمانك

بالروح سأميت أعمال الجسد، سأخلع أعمال الظلمة

بالروح لن أغضب، بالروح سأسامح وأغفر لمَن أذوني

بالروح سأقاوم كل ميوعة وخلاعة العالم.

بالروح لي إرادة جديدة ضد كل الأهواء النفسية والرغبات الجنسية.

سألبس الرب يسوع، سألبس أسلحة النور.

لي ثمر الروح: المحبة، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الوداعة، التعفف

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نصلي أن تحفظنا من كل ما يؤذي الجسد أو الروح
لا شيء يؤذي الروح أكثر من بقائها عالقة في مكان لا تنتمي إليه
«لا أحد يستطيع أو يؤذي الإنسانَ الذي لا يؤذي نفسه ولا حتى الشيطان»
النفس التى تخشى الله لا تخاف من أى شىء يؤذى الجسد
أقوال القديس مار أسحق السريانى† النفس التى تخشى الله لا تخاف من أى شىء يؤذى الجسد ، فهى تضع رجاءها ع


الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024