رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخدمة وخلاص نفس الخادِم لا يدهشك يا عزيزي الخادم عندما نقول أن من يخدم خدمة الرب إنما يخدم نفسه أولًا، الخدمة في حد ذاتها تستطيع أن نقول عنها أنها غاية ووسيلة في نفس الوقت، فهي غاية في كونها تحقق تمجيد أسم إلهنا القدوس، وتوصيل مفاهيم المحبة والفداء الألهيين إلى النفوس التي ما زالت يعوزها الألمام بهذه المفاهيم والاحاطة بها أما عن جهل أو عدم اكتراث... وهي وسيلة أيضا في كونها تلزمك وأنت تقوم بها أن تشحن ذاتك أنت أولًا، وذلك لأن الخدمة أنما هي فيض بعد امتلاء، وهذا المفهوم في حد ذاته سيكون له أثره العظيم في حياتك... إذ كلما تزمع أن تخدم لا بد وأنك تبحث كيف تمتلئ. أما هذا الامتلاء فلا يخفي عليك مصادره فتسرى نفسك أنك في احتياج أن تمثل أمام عرش النعمة لتطلب القوة والمعونة والاستحقاق، وسيتوفر لك هذا بدوره في أوقات الصلاة التي فيها تنتعش، وبها تمتلئ وتذوق حلاوة الرب، بل وتعيش اختباراته الحية. وأيضا إذ أنت مزمع أن تتكلم بكلمة الرب سيقودك ذلك إلى أن تزود نفسك أولًا بهذه الكلمة، وأن تنهل أنت منها أولًا من ذلك الينبوع .. كتاب الرب القادر أن يعلمك ويقومك ويشبعك. وفي هذا أكبر مكسب لحياتك. من أجل ذلك عليك يا أخي أن تجعل هدفك الأساسي كيف تخدم خلاص نفسك أولًا. فالرب عندما دعاك لخدمته لم تكن هذه الدعوى لأنك أفضل من المخدومين أو أكثر قداسة منهم، أو أكثر معلومات ومعرفة، لكنه دعاك لكي تخدم نفسك بواسطة خدمة هؤلاء. لأنك عندما تخدم وسط أطفال صغار فأنت موجود بين الملائكة أطهار تستطيع أن تتعلم منهم البساطة والبراءة، ونقاء القلب، وإذا خدمت وسط شباب يمكنك أن تتعلم منهم كيف تكون لك الإرادة القوية في العمل، والعزيمة الصلبة في التوبة وتطلعات الطموح التي لا حدود لها في حقل الخدمة الواسع، وعندما تخدم سوط شيوخ يمكنك أن تتعلم منهم الحكمة والاتزان، وعدم التسرع في أوجه السلوك المختلفة. ومن خلال خدمتك لهذه النوعيات المختلفة يمكن للخدمة أن تكون لك مثل الفرملة التي توجد بالعربة، حيث تستخدم عندما يواجهها أي خطر. فأنت كإنسان كثيرا ما تحارب من عدو الخير بمحاربات مختلفة، فتستطيع الخدمة أن تعطيك من التبكيت الكثير الذي يجعلك تستيقظ من غفلتك، وتقوم مرة أخرى من سقطتك، وتشعر أنك كخادم لا يصح أن تفعل هذا السلوك. فعليك أن تتعرف على نفسك جيدًا، وتكون حريصًا أن تسلك سلوك القدوة الحسنة، والمثل الطيب، وتكون حذرًا من أن الخدمة تفقدك الأبدية، وهذا ما نطلب من الروح القدس أن يرشدنا إلى معرفته في هذا الفصل. |
|