عدم خلق صفوف أخرى في الخدمة
أنها الظاهرة الرابعة من ظواهر عبادة الذات في الخدمة، التي تسيطر على كل شئ في العمل، ولا تدع الفرصة لتقسيم العمل وتوزيع الاختصاصات والمسئوليات بحيث يكون هناك المسئول الذي يعمل في خدمته بحرية وانطلاق. مثل هذه القيادة لا تريد خلق صفوف أخرى في الخدمة لأنها تخشى أن هذه الصفوف تتطاحن معها في المنصب، ولأن رغبتها هي أن تنفذ كل شئ برأيها، ولذلك فهي تحاول أن تضع كل المسئوليات في يدها، وبدلا من أن يختفي قائد الخدمة ويعلم الآخرين حياة أنكار الذات فهو على النقيض يشاء بصفة مستمرة أن يكون هو الوحيد الذي يرتبط العمل باسمه ولو أنه يحاول ان يظهر بعكس ذلك!! لكن في حقيقة الأمر أن أي عمل لا ينفذ إلا باعتماده أو بتوقيعه مما يترتب عليه التعطيل وعدم خلق صفوف أخرى تستطيع أن تقود العمل، بعد أن تذهب هذه القيادة، وهذا من شأنه أن يضعف التلمذة في الخدمة.
أننا نسمع عن قادة في الخدمة أنجبوا مكانهم قيادات كثيرة وتلاميذ كثيرين، وهذه بالحق هي الخدمة الولود التي تظل باستمرار متجددة. أما أن تنتهي الخدمة بانتهاء قيادتها فهذا كما نعتقد أسوأ نتيجة ممكن أن نصل إليها في العمل. وعند ذاك يسمع الخادم المسئول همسة العتاب من الرب متسائلًا هل تخدمني أنا...؟؟ أم أنك تخدم نفسك أي ذاتك.