24 - 07 - 2014, 02:58 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الأنا في الخدمة
الأنا ذلك الفكر الخطير في كل الأعمال التي يمارسها الإنسان في حياته، وكثيرا ما كانت معطلا للعمل عندما تحدث تلك الصراعات المتنوعة بسبب هذا الفكر. فإذا كانت خطورة الأنا ملموسة في أنشطة العالم المختلفة فكم بالحري تكون هذه الخطورة في عمل الله الذي يقول تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم (متى29:11) ويقول القديس غريغوريوس الكبير "ان من يرفع ذاته فوق كل الناس يفقد إنسانيته حسب عدالة الحكم ووضوحه".
أنني كخادم عندما يشغلني هذا الفكر أبعد كثيرا عن هدفي الروحي في خدمتي وهو مجد الله، وأن كنت أدعي غير ذلك، وأبرر تصرفاتي بأنها لمجد المسيح ولكنها في حقيقة الأمر هي لإرضاء ذاتي والأنا الكامنه في، وأهم مظاهر هذا الفكر هي:
1. عندما أحاول أن أربط كل عمل بأسمي وبشخصيتي وأخشى أن يشاركني أي خادم آخر في هذا العمل حتى أشعر. ويلمس الآخرون معي أن هذا العمل من انتاجي، ومن أفكاري أنا.
من أجل ذلك لا يكون هناك فكر تقسيم العمل أو توزيع المسئولية بالمعنى الحقيقي، وحتى لو وجد هذا التقسيم فكثيرا ما يكون شكليا وغير واقعي لأنني بسيطرتي على العلم وتحكمي في كل الأمور لا أدع شخصًا آخر يساهم برأيه أو بفكره أو بعمله، وتكون النتيجة أن هذا العمل يخرج ضعيفًا ويحكم ويحكم عليه بالضياع نظرا لأنه مبني على الفردية في الفكر والتنفيذ ولم تعط فيه الفرصة للتعاون والفكر المشترك.
2. عندما أسعى بكل الطرق لكي أعرف الآخرين بتلك الأعمال والمجهودات التي قمت بها في الخدمة المعينة فأنا الذي أتصلت بالجهة المعينة، وأنا الذي واجهت المشاق والمتاعب المختلفة من أجل أنجاز هذا الأمر او ذاك، وأنا الذي قد استطعت بعلاقاتي وأسلوبي أن أكسب فلانا وفلانا للخدمة بعد أن فشل جميع المسئولين في أن يكسبوهم.
3. كثيرا ما تجعلني الأنا أشوه وأقلل من عمل الآخرين وأشعر المسئولين في الخدمة أو أخوتي الخدام أن هذا العمل الذي فشل لم أكن أنا مشتركا فيه، ولو كنت أنا المسئول عنه لكان قد سار في طريقه الصحيح وتحقق نجاح كبير فيه، لكن لأن الأشخاص الذي قاموا به ليست لهم القدرات المطلوبة ولا الصفات التي تؤهلهم للقيام بهذه المسئولية كانت النتيجة الفشل.
4. عندما أتقدم الصفوف، وأحاول أن أمتلك المكان الأول في المناسبات العامة أو في المواقف الرسمية وأدعي أن هذا السلوك لمجد المسيح لأنني لا بد أن أكون أنا بحكم منصبي العالمي أو وظيفتي من الممثلين للكنيسة في مثل هذه المواقف، ويحدث أنني عندما أفشل في الوصول إلى هذا الموقع، أتضجر كثيرا وأنشق على جماعة الخدمة، وقد أترك عمل الله نهائيًا لأنني لم أعط فرصة ارضاء ذاتي في مثل هذه المواقف.
5. عندما يحدث أن تؤخذ مني مسئولية ما في الخدمة وتعطى لخادم آخر وأكون أنا غير راض عن ذلك فأبتدئ في بذل كل الجهود لتشويه العمل الذي أخذه غيري مني لكي اكشف فشله للمسئولين في الخدمة أو للمخدومين مما يجعلني أتخذ أساليب خفية وملتوية لمحاربة العمل حتى لا يحقق هذا الخادم أي نتائج حسنة أو تقدم في خدمته، بل ربما تكون سلبيتي كعضو في الخدمة عامل هدم لهذا العمل، فلم أعد الخادم السابق الذي كان يعمل بأفكار متجددة، ومجهودات كثيرة عندما كان مسئولًا لكنني حاليًا أتعمد التراخي وعدم مد اليد للمعونة وذلك لأنني أصبحت غير مسئول ويهمني أن تفشل هذه الخدمة.
كما أن الأنا في الخدمة قد تكون فردية كذلك أيضا يمكنها أن تكون جماعية حيث تتمثل في كنيسة من الكنائس أو هيئة من الهيئات عندما يحدث أن هذه الكنيسة أو تلك الهيئة تتمسك بأن تقوم بهذا العمل بمفردها، ولابد أن الخدمة تصدر بأسمها، ولا تقبل أن تشترك مع هيئة أخرى أو كنيسة أخرى حتى يكون معلوما لدى الجميع أن الكنيسة المعينة والهيئة المعينة هي التي قامت بذلك المشروع فتتجه إليها أنظار الكثيرين سواء بالمديح أو بمنح العطايا المادية المختلفة.
وكل ما سبق أن قيل عن الأنا الفردية ينطبق بالنسبة لهذه الأنا الجماعية، وبعد ذلك يا عزيزي الخادم هل نستطيع أن نحكم على أنفسنا بأننا نخدم الله... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). أننا في حقيقة مؤلمة للغاية نقرر "لم نعبد الله في خدمتنا بل نعبد ذواتنا".
|