هل تخدمني أنا؟!
"هل تخدمني أنا" سؤال يطرحه الرب يسوع أمام كل خادم في الكنيسة في أي موقع من مواقع الخدمة لكي يضعه في موضع المسئولية عندما يجيب على هذا السؤال بأمانة... أنه فحص لأعماق كل من يعمل في كرم الرب، سواء كان هؤلاء العاملون من المتطوعين أو المكرسين، وجيد للإنسان أن يفهم ما بداخله لكي يرجع إلى نفسه ويذكر من أين سقط ويتوب.
إن الخدمة يا أخي الخادم عمل مبارك، وشيئ حسن أن يسعى المؤمن ويشتهي هذا العمل لأنه يشتهي عملا صالحًا (1تيمو1:3) لكن نجد القديس بولس الرسول ينصح تلميذه القديس تيموثاوس ويقول له لاحظ نفسك و التعاليم (1تيمو16:4) فمن يعطيه الرب أن يعمل في هذا الحقل ليعلم أن حرب عدو الخير معه سوف تكون حربا لا هوادة فيها، وعندما يفشل في أن يهزمه بالضربات اليسارية، يهاجمه بالضربات اليمينية فإذا به بعد جهاد طويل في الخدمة، وبعد زمن ليس بقليل يكون قد قضاه في هذا العمل يكتشف أنه لا يخدم المسيح بل هو في واقع الأمر، يخدم أصنامًا مختلفة مرتبطة بذاته وغروره ونزواته، وأنه قد أخذ الخدمة ستارا لكي يشبع بها نزعات بشرية، شأنه شان شاول الطرسوسي الذي كان يعمل كثيرًا وبغيرة وحماس شديدين من أجل هدم بناء المسيح، فإذا بالمسيح له المجد نفسه يشفق عليه لكي يحول اتجاهه، فيصبح شاول هذا بولس الرسول العظيم الغيور على خدمة المسيح ومجد أسمه.
هكذا يا عزيزي أن الرب يسوع المحب لك يشاء بهذا السؤال "هل تخدمني أنا"؟! أن يجعلك تقف قليلًا لتتعرف على حقيقة الطريق الذي أنت تسير فيه لئلا تكون قد ضللت الطريق الصحيح. ذلك لأن الله لا ينسى تعبك ومجهوداتك الكثيرة في الخدمة، ولكن يريد أن يحول هذه الطاقات المبذولة لمجد اسمه هو، فهو يريد أن يجعلك تخدمه هو، ولا تخدم أي شيء آخر، لكي تصبح خادم المسيح بالحق وتكون أهلًا لتتمتع بأمجاده في الأبدية لأن وعده صادق وأمين إذ يقول حيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي (يو11:2 -26)
الرب قادر أن يجعل لهذا الكتيب فائدته وثماره في نفس كل خادم ويستخدم موضوعاته لأجل مجد اسمه بشفاعة القديسة السيدة العذراء مريم وكل الشهداء والقديسين، وبفضل صلوات حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشريكة في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا أمونيوس أسقف المدن المحبة للمسيح الأقصر واسنا وأرمنت، وله المجد في كنيسته إلى الأبد أمين...