رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
أ. بولين تودري مقدمة عامة الكاتدرائية التي نتكلم عنها هي التي اهتم بإعادة بنائها وتزيينها الأسقف بولس عام 707 م.، ولذلك سُمِيَت باسمه. أما الكاتدرائية الأولى (ويرُجَّح من خلال كتابات كثيرة بها أنها كانت تسمى باسم السيدة العذراء)، وقد دمرها هجوم الساسانيون Sasanid على مصر والنوبة عام 616 م. والكاتدرائية القديمة لم تكن مزينة برسومات، بل ببروزات (نقش أو نحت)، وأيقونات، غالبًا أُدْخِلَت فيها لِتُسْتَخْدَم في العبادة الكنسية. أما الكاتدرائية الجديدة فلم يوجد بها أي نقش أو نحت، بل من بدايتها زُينت برسومات جدارية تُعبّر عن مناظر دينية مهمة والتي كانت كافية لأغراض العبادة والزينة في نفس الوقت. ومن الكتابات الموجودة على الرسومات في الكاتدرائية الجديدة باللغتين القبطية واليونانية ومن قائمة أسماء الأساتذة (والتي ساعدت في تأريخ حبرية هؤلاء الأساقفة، والتي وُجدت على جدران المعمودية بداخل الكنيسة) ومن الكتابات الموجودة على شواهد القبور... كل هذا ساعد على معرفة تاريخ فَرس، بل وتاريخ المسيحية في النوبة كلها. وأيضاً ساهم في معرفة المراحل المختلفة للرسومات التي زينت الكاتدرائية. وقد تم معرفة أن زخرفة الكاتدرائية تم على عدة طبقات من البلاستر (جبس، مصيص)، وبالتالي تمكن العلماء من معرفة النماذج المختلفة في الزخرفة وتحديد عمر الرسومات النوبية والقبطية. وهذه الرسومات تُغطي الفترة من بداية القرن الثامن إلى نهاية القرن الثالث عشر. 1- من جهة الألوان: أ- قُسمت إلى أربعة مراحل حسب العالِم ميشاتويسكي Michatowski وهي: (1) البنفسجي الغامق.وإن كان العالِم ويتزمان Weitzmann لم يذكر سوى ثلاثة مراحل فقط: (1) البنفسجي الغامق.2- ومن جهة الزمن: قُسمت الرسومات إلى ثلاث مراحل: المرحلة المبكرة (قرن ثامن وتاسع)، المرحلة التقليدية (قرن عاشر)، المرحلة المتأخرة (القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر). وعند عرض الرسومات في هذا البحث سأتبع التقسيم تِبعاً للألوان، وسف يتضمن تاريخ كل قسم. |
23 - 07 - 2014, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
مرحلة البنفسجي الغامق وهي تشمل الرسومات المبكرة في الكاتدرائية، والتي تمتد من القرن الثامن إلى القرن التاسع. والألوان الشائعة في هذه المرحلة هي: البنفسجي الغامق، ومعه الأصفر الشاحب (الزعفراني)، وأحياناً الرمادي الفولاذي. في هذه الفترة كانت الكاتدرائية مملوءة من الداخل برسومات للسيدة العذراء، والسيد المسيح، والملائكة والقديسين... ولكن هذه الرسومات لم يكن لها خلفية (ما عدا رسم الميلاد). وهذه الرسومات كانت على مستوى مرتفع ومرسومة على حوائط بيضاء تحت سقف خشبي ومثبت بأعمدة من الغرانيت "الجرانيت" granite (ربما لكي تظهر للكل). ورسومات هذه الفترة تمت على طبقة يليها طبقات أخرى تكونت عند كل تجديد أو إصلاح في الكاتدرائية في القرون التالية. وتغلغُل الفن القبطي واضح في الرسومات النوبية لهذه الفترة (وذلك ظاهر من مقارنة الرسومات النوبية في باويط وسقارة لإدراك هذا)، ومن الجدير بالذكر أن استخدام اللون البنفسجي في فَراس في هذه الفترة له ما يمثله في الفن القبطي التقليدي. وإن كانت توجد بعض الاختلافات بين الرسومات القبطية وبين رسومات فَرس، أي أن الأخيرة تتميز بالاستدارة، وهذا اختلاف واضح بينها وبين الرسم القبطي. وأيضاً طريقة رسم العيون والأنف في رسومات الملائكة والقديسين تُعبر عن خاصية محلية لفناني فَرس. وأيضاً تأثرت الرسومات في النوبة بالفن الفلسطيني - السوري، وأيضاً تأثرت بالأيقونات التي جاء بها الحجاج من أورشليم وتحمل الطابع البيزنطي. وبالإجمال فإن الرسومات في فَرس تحمل آثار الأيقونات التي وصلت إلى النوبة عن طريق الحجاج، والرهبان الأقباط، والفنانين الرحالة، والمسيحيين المصريين الذين نزحوا إلى النوبة. ومما لا شك فيه أن رسومات هذه المرحلة قام بها ثلاثة فنانين على الأقل وليس واحد، وهذا تم معرفته من الكتابات الموجودة على الرسومات. ومن أمثلة رسومات هذه المرحلة: 1- صورة الميلاد: وهي أكبر رسم في الكاتدرائية، وهي تشتمل على المجوس الثلاثة باللون البنفسجي، والرعاة، والملائكة الطائرة. ونستنتج من ذلك براعة الفنان الذي أصبح يرسم أكثر من شكل على عدة مستويات، وهذا يشبه إلى حد كبير مميزات الفن المصري. 2- صورة الشرقية: الرسم مكون من السيدة العذراء وحولها الاثني عشر رسولاً، ويوجد إفريز مرسوم تحت أرجلهم نُفذت عليه أعداد من الحمام باللون البنفسجي الغمق. والرسل يرتدون أرواباً بيضاء متعددة الثنيات، والعذراء تلبس رداء أرجواني (ربما لكي تكون مميزة بينهم)، أما الملك جورجيوس الأول (850-920 م.) رُسم باللون البنفسجي، ورُسم فوق صورة العذراء مع إشارة بيدها التي تستقر على كتف الملك والتي تدل على أنه تحت حمايتها، ورداء الملك يُغطي جزء من الإفريز. وهذا الرسم تم إعادة رسمه عدة مرات. 3- صورة السيد المسيح على العرش: ويوجد تحتها أفريز نُفذت عليه أعداد من الحمام باللون البنفسجي الغامق. 4- صورة بطرس الرسول ويوحنا الإنجيلي: وفيها يظهر بطرس الرسول وهو يحمل في يده مفتاح، ويوحنا اللاهوتي الإنجيلي يحمل كتاب في يده. أجسادهم مصمتة (ليس فيها حركة) ومرتدي أرواباً طويلة، والرسم منسق، والوجوه خطوطها واضحة ومعبرة، والعيون واسعة تنظر إلى الأمام. ويغلب على الصورة اللون الأصفر مع الأرجواني، والهالة موجودة حول رأس كل منهم. ويرجع تاريخها إلى سنة 700-750 م. 5- صورة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع: وهي أيضاً يغلب عليها اللون الأصفر مع الأرجواني. 6- صورة الملاك ميخائيل: وهي باللون الأصفر مع الأرجواني ويرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن التاسع. وهذه الصورة مرسومة على المدخل الرئيسي من الغرب (كمن يحرسون المدخل). 7- صورة القديسة حنة والدة السيدة العذراء: ويغلب عليها اللون الأصفر مع الأرجواني، وهي تضع أصبعها على شفتيها، وكأنها تحتفظ بسر ميلاد العذراء. وتاريخ رسمها يرجع للفترة من 700-750 م.؟ 8- صورة القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية: في الغالب رُسمت هذه الصورة في عهد الأسقف أغناطيوس أسقف باخوراس (780-802 م.). وألوانها أصفر وأرجواني فاتح وبنفسجي غامق. 9- صورة يوحنا ذهبي الفم: يظهر القديس لابساً قميصاً ورداء أبيض، وبدرشيل حول رقبته ومتدلي باللون الأبيض أيضاً، وكل اللبس مُحدد باللون الأسود، ويلبس حول العنق شريطاً عريضاً باللون الأصفر ومعلقاً به قلادة، ويحمل في يده اليسرى كتاباً مُجلداً بالأصفر ومُرصَّعاً بالجواهر في كل مربع. شكل اللحية والشارب والجزء المتدلي من اللحية والشعر المجعد يُعتبر رسماً واقعياً، العيون بها استطالة، والأذن بارزة وكبيرة، وهالة من اللون الأصفر الغامق تحيط برأس القديس. وهذا الرسم يرجع إلى بداية القرن التاسع. وهو ثاني قديس من أنطاكية بعد أغناطيوس يُرسم في النوبة، وربما يرجع هذا لعلاقة الكنيسة النوبية ذات المعتقد بالطبيعة الواحدة مع الكنيسة السريانية صاحبة نفس المعتقد. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
ثانياً: رسومات يتغلغل فيها اللون الأبيض
وهي رسومات أخذ فيها اللون الأبيض مساحات كبيرة بجانب البنفسجي، وهي رسومات القرن العاشر، ويسميها العلماء الفترة التقليدية، ودخول اللون الأبيض في الرسم يُعبر عن تأثر الرسم النوبي بالرسم الفلسطيني - السوري، والذي استخدم الأرواب ذات الثنيات المتضاعفة. 1- صورة الأسقف كيروس: الأسقف كيروس (866-902م)، وهو ثاني مطران لفَرس بعد المطران أغناطيوس، وهو الذي أدخل اللون الأبيض في الرسومات، وقد عمل تجديدات كثيرة بالكاتدرائية: فقد أُعيد رسم شرقية الهيكل عدة مرات طبقة فوق طبقة، وعمل مبنى ملاصق لرقية الهيكل عبارة عن منبر له سبع درجات (تُعبر عن درجات الكهنوت)، علاوة على تغييرات أخرى. وبورتوريه الأسقف يُعتبر رسماً واقعياً له، فهو يُعبر عن وجه الأسقف، والأنف ذات الجلد السميك، والأذن البارزة، واللحية القصيرة التي حول الوجه، والشارب المتدلي، ومن الجدير بالذكر أنه نفس شكل سان دونجولا الآن. والبورتوريه مرسوم بالأصفر والأرجواني والأبيض ومُحدَّد باللون الأسود. 2- صورة الملكة يحميها الملاك: صورة ملكة يحميها الملاك ميخائيل، وألوانها الأصفر والأرجواني ومساحات كبيرة بيضاء، الوجوه واقعية وبيضاوية الشكل، وهي تُعتَبر مرحلة انتقالية تشمل القرن التاسع كله. 3- صورة قائمة أسماء الأساقفة: هذه القائمة تحوي 27 اسماً (لكن عدد الأساقفة أكثر من ذلك)، وقد نُقشت بجوار صورة السيد المسيح والتي تتوسط الحنية، وصورة عمانوئيل (الذي هو السيد المسيح) رُسمت في وقت سابق لكتابة القائمة، والتي ابتدأ الكتابة بها حوالي عام 902م. وعلى الجانبين خارج الحنية رُسم ملاكان وتأريخ رسمهم يسبق رسم عمانوئيل. ونلاحظ استخدام اللون الأرجواني الغامق مع البني في الرسم لكي يبرز شكل عمانوئيل. 4- صورة الثلاثة فتية في الأتون: وتُظهر الصورة الثلاثة فتية مع الملاك. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:18 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
ثالثاً: رسومات يبرز فيها اللون الأصفر مع الأحمر
وهذه المرحلة في النصف الثاني من القرن العاشر والقرن الحادي عشر، وظهر فيها اللون الأحمر مع الأصفر، وإن كان اللون الأصفر يغلب عليها، إلى أنه في رسومات أخرى كان اللون الأحمر هو الغالب. ورسومات هذه المرحلة تمت في عهد الأسقف بطرس (974-999م). ملحوظة: الكاتدرائية تعرضت لحريق عام 926م. وهذا استدعى بناء كنيسة أخرى لإقامة الشعائر، ومن بين أطلال هذه الكنيسة (والتي في الجهة الجنوبية من كوم وُجد أن جدرانها مزينة بالأصفر). وقد أعاد بناء الكاتدرائية الأسقف هارون (953-972م). وعن أمثلة رسومات هذه المرحلة: 1- صورة الأسقف بطرس مع الملك جورجيوس الثاني: وهذه الصورة موجودة على الجدار الغربي في صالة الأساقفة وهي: أعلى اليسار يظهر الأسقف بطرس محمياً بالرسول بطرس ورُسمت بعد عام 974م. أعلى اليمين: العذراء تحمل الطفل يسوع وتحمي الملك جورجيوس الثاني، ولكنها غير واضحة. ومن أسفل: صورة للقديس يوحنا المعمدان. وهي صورة تمثل التحول من اللون الأصفر إلى الأحمر، وهذا الرسم يرجع تاريخه إلى عام 975م. وهو رسم واقعي إذ يُبين الأسقف بطرس بوجه أسود، ويرتدي روباً خارجياً باللون الأحمر وبه خطوط مائلة ونقط خضراء، وبدرشيل ينتهي بكرات صفراء (أهداب)، ويحمل في يده كتاب (ربما الكتاب المقدس)، وهذا الكتاب له جلدة صفراء ومرصعة بالأحجار الكريمة الملونة بالأحمر والأخضر، وحبات اللؤلؤ الأبيض، ويلبس شملة بيضاء، وهذا اللبس يُعبر عن عقيدة الأسقف وهي الطبيعة الواحدة. والملك جورجيوس يلبس حذاء أحمر، ورداء أبيض مُزين بما هو شكل الشبكة الصفراء وبها نقط خضراء وحمراء، وفوق الرداء معطف طويل أبيض به مساحات صغيرة خضراء، وبجانبه من أسفل على الشمال قلادة تُعبر عن كونه ملكاً (وهي عبارة عن ثلاث كرات مُرَصَّعة بجواهر خضراء وحمراء، وتنتهي بخمسة سلاسل مزينة بجواهر مستديرة الشكل)، ويُمسك في يده اليُمنى صليباً، والعذراء تحمل الطفل يسوع فوق رأس الملك، والعذراء تلبس رداءً أرجوانياً كالعادة، والطفل يسوع به شعر أصفر، وحول رأسه، بدلاً من الهالة، صليب باللون الأخضر وبه خطوط بيضاء وسوداء. ومن الواضح أن رسم الملك تحميه العذراء، ورسم الأسقف بطرس، رُسموا في وقت واحد. وهي تُبين التوزيع المتساوي بين الألوان الأبيض والأحمر والأصفر، وكل مناظر الآلام موضوعة في إطار من اللون الأحمر. أعلى اليسار: إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب، أسفل اليسار: نزول السيد المسيح إلى الجحيم، وآدم وحواء على شماله، أعلى اليمين: المريمات الثلاثة (وقت القيامة)، أسفل اليمين: رسم لتلميذين (ربما تلميذي عمواس) ومعهم السيد المسيح وإلى يمينهم جزء من منظر الصعود. وتظهر في الرسم أشجار الزيتون والتي تُعبر عن بستان الزيتون. 3- صورة السيد المسيح على العرش: ولكن اللون الأحمر الذي ساد في عهد الأسقف بطرس، لم يمنع الرسم باللون الأبيض، كما في صورة السيد المسيح على العرش، والذي يعكس التقليد من أيام كيروس الأسقف، ويرجع تاريخ هذه الصورة إلى نهاية القرن العاشر. العرش الجالس عليه السيد المسيح محمولاً من أسفل بملاكين طائرين مرسومين أفقياً، والملاكان مرسومان قبل رسم السيد المسيح على العرش، ويوجد بينهما صليب، وهما مرسومان باللون الأبيض أيضاً وبه خطوط حمراء وصفراء. والجدير بالذكر أن رسم الملاكين مع الصليب موجودة في الفن القبطي أيضاً. السيد المسيح يرتدي قميصاً أبيضاً به خطوط أحمر وأصفر ومنقط بين الخطوط بالأحمر والأخضر، ويوجد وشاح أبيض نازل من عند الأكتاف إلى الركب، وأيضاً الوشاح مُزين بخطوط أصفر وأحمر، وبين هذه الخطوط عيون كثيرة محددة باللون الأسود، وقدمي السيد المسيح مسنودتان على قاعدة صفراء اللون، وممسكاً بيده اليسرى كتاب مفتوح على الآيات الاولى من إنجيل القديس يوحنا "في البد كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة لله" (يو 1:1)، وأيضاً الآية الأولى من إنجيل القديس مرقس "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مر 1:1). والكتابة مكتوبة بالقبطي الصعيدي، ويمسك بيمينه عصا الرعاية وفي أعلاها صليب مرصع بالجواهر، ونهاية العصا تشبه الرمح الذي طُعن به جنب السيد المسيح على الصليب. ورسم السيد المسيح على العرش مرسوم على طبقة ثانية من الألباستر. وجلوس السيد المسيح على العرش يُعبر عن ما جاء في (رؤ 4:8). |
||||
23 - 07 - 2014, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
رابعاً: مرحلة تعدد الألوان
في أواخر القرن العاشر والقرن الحادي عشر، دخلت العقيدة الملكانية إلى الكاتدرائية، حيث رُسم الأسقف يوحنا عام 997م. وبدأ نموذج جديد من الرسم يتميز بتعدد الألوان يدخل الكاتدرائية. ووصلت ظاهرة تعدد الألوان إلى ذروتها في منتصف القرن الحادي عشر، إذ أن الفنانين لم يكتفوا باستخدام الألوان الكثيرة، بل أيضاً استخدموا درجات اللون الواحد لعمل الظلال بغرض إظهار التفاصيل. وبالتالي أصبحت الوجوه أكثر تعبيراً ليس فقط برسم العيون الواسعة، ولكن أيضاً بجعل الوجوه تنظر لبعضها البعض. ومن أمثلة رسومات هذه الفترة: 1- صورة السيدة العذراء مع الأسقف ماريانوس: الأسقف ماريانوس (1005-1034م)، وقد مات في قصر إبريم، وبالرغم من أن الكرسي الأسقفي انتقل من فاراس إلى أبريم، وأصبح الأسقف يُدعى أسقف ابريم وباخوراس، إلى أن المجموعات المسيحية استمرت في فَرس كشهود على المسيحية فيها، وذلك بوجود دير في الشمال وكنيسة في الجنوب لاستمرار العبادة الطقسية، وشهادة بأن الكاتدرائية دُفنت هنا. ونلاحظ في هذا الرسم التفاتة العذراء للأسقف ماريانوس، ووضع يدها على كتفه. 2- صورة الصليب: السيد المسيح يظهر برأس بيضاوي ويتوسط الصليب، وفي الأربعة أركان رموز الأربعة حيوانات غير المتجسدين (وجه إنسان، ونسر، وكبش، وأسد)، ويرجع تاريخها إلى أواخر القرن الحادي عشر. ورُسم الصليب بهذه الصورة وُجد كثيراً على جدران الكاتدرائية. الصليب ذراعاه باللون الأصفر ومزينان بثلاث صفوف من الأحجار الكريمة الحمراء والخضراء. والصليب مزين بسلاسل صفراء ومعلق بها أجراس. السيد المسيح يلبس قميص أبيض، ورداءً أرجوانياً مع بني ومخططاً بالأسود، وتحيط برأسه هالة صفراء محددة بدوائر أبيض وأسود وأحمر، وبالهالة صليب باللون الأخضر. ورموز الحيوانات الأربعة لها أجنحة صفراء ومحددة بثلاثة خطوط أبيض وأسود وأحمر، الأجنحة والأرواب والهالة كلها مملوءة عيوناً (رؤ 8,4:7). 3- صورة العذراء تحمل الطفل يسوع مع الملكة: العذراء تنظر إلى الملكة الأم، وتضع يدها عليها إشارة إلى أنها تحت حمايتها واسم الملكة مرثا، وهي ترجع إلى بداية القرن الحادي عشر. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
خاتمة
وعند وصول الفن إلى قمته في التطور، ضُرب بكارثة. إذ جاءت حملة من إبراهيم الكردي على شمال النوبة، وأيضاً حرب أديندان عام 1175 م. والتي قُتل هو فيها. وقد قام إبراهيم الكردي بتحطيم صحن الكاتدرائية تماماً، الجدران والأعمدة والقبة، والتي كانت في الغالب ذات قيمة عالية. وبالرغم من التنظيف الذي تم برفع الأحجار الصغيرة، والصيانة الوقتية للكاتدرائية من الداخل، إلا أن الكاتدرائية لم تستعيد رونقها وبهاءها الأول. فالرسوم الأخيرة الموجودة على الحجاب تُثبت ضعف وانحطاط فن الرسم العظيم في فَرس. فالتكوينات الموجودة افتقرت إلى التمييز الذي كان في النصف الأول من القرن الثاني عشر. إذ أن الفنانين الأحداث احتفظوا بتقنيات العمل التي وصل إليها أسلافهم ولكنهم كان ينقصهم إبراز الحركة، والمهارة في استخدام الألوان. والرسومات الأخيرة التي تمت في الكاتدرائية مثلها مثل ما تم عمله مؤخراً في القرن الخامس عشر. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث عن تطور الفن المسيحي في كاتدرائية فَرْس
المراجع
1- The National Museum in Warsw, 1993. 2- Vantini, John (1970): “The excavations at Faras, a contribution to the history of Christian Nubin”. 3- Michatowski. Kazimierz (1974): Faras, Wall Paintings in the collection of the National Museum in Warsaw. 4- Jachobielski, Stefan (1972): “A History of the Bishorpic of Pachoras”. |
||||
|