رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عُمال الحادية عشر _ جيروم أصحاب الساعة الحادية عشر القديس جيروم "فان ملكوت السموات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه. فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم وارسلهم الى كرمه" هذا المثل ومشابهته لملكوت السموات يُفهم من الكلام الذي قد قيل سابقاً. لأنه قبل المثل مكتوب الآتي: "ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين وآخرون أولين" (مت 30:19)، حيث يصوِّر الرب أهمية لا التوقيت بل إيمانهم . وهو يقول أن المستأجر خرج مبكراً في الصباح ليستأجر العمال للعمل في الكرم. وأتفق على أجرة دينار للعمل. وعندما خرج حوالي الساعة الثالثة، رأى آخرون يقفون في السوق بطالين، ولهؤلاء لم يعد بدينار بل "ما يحق لهم". وفي الساعة السادسة والتاسعة فعل كذلك. وفي الساعة الحادية عشر وجد آخرين واقفين هناك طول النهار بطالين، وأرسلهم إلى الكرم. ولما جاء المساء، أمر الوكيل بأن يدفع الأجرة مبتدئاً من الأخير، أي مبتدئاً من عمال الساعة الحادية عشر، إلى أن يصل إلى عمال الساعة الأولى. وثار جميع العمال على حد سواء بالنية السيئة ضد الفعلة الآخرين، وإتهموا المستأجر بالظلم، ليس لأنهم تلقوا أقل مما كانوا قد أتفقوا عليه، بل لأنهم أرادوا أن يستملوا أكثر من أولئك الذين قد انسكبت عليهم بغنى رحمة المقاول. يبدو لي أن عُمَال الساعة الأولى هم صموئيل وإرميا ويوحنا المعمدان، الذين يستطيعون أن يقولوا مع صاحب المزامير: "من بطن أمي انت الهي" (مز 10:22). أما عُمَال الساعة الثالثة هم أولئك الذين بدأوا في خدمة الله من سن المراهقة. وعُمال الساعة السادسة هم أولئك الذين بدأوا بحمل نير المسيح في سن البلوغ. وأصحاب الساعة التاسعة هم أولئك الذين تقدم بهم العمر بضعفه. وأخيراً، أصحاب الساعة الحادية عشر هم أولئك الذين قد شاخوا. إلا أنه رغم ذلك، يتلقى الجميع الأجرة بشكل متساوي، وإن تفاوتت أعمالهم. هناك من فسروا هذا المثل على نحو مختلف. قالوا أنه في الساعة الأولى تم إرسال آدم وبقية البطاركة حتى نوح للعمل في الكرم. وفي الساعة الثالثة، أرسل نوح والآخرون حتى إبراهيم، حيث أعطي لهم الختان. والساعة السادسة تمتد من إبراهيم إلى موسى، حينما أعطي الناموس. وعند الساعة التاسعة، أرسل موسى والأنبياء. وفي الساعة الحادية عشر، أرسل الرسل وشعوب الأمم، ومن ثم يشعر الجميع بالحسد تجاههم. ولأن يوحنا الإنجيلي يفهم هذا الأمر، يقول: - بعد أن عبرت الساعة الحادية عشر، والوقت نحو المساء والشمس على وشك الغروب - "أيها الأولاد أنها الساعة الأخيرة". أيضاً، فيما يتعلق بعمال الساعة الحادية عشر، كل شخص على حد سواء يتهّم المستأجر بالظلم، رغم أنهم لا يرون أن معاملتهم الخاصة كانت ظالمة. لأنه لو كان المستأجر ظالماً، فهو ليس بظالم نحو شخص واحد بل نحو الجميع، نظراً لأن عامل الساعة الثالثة لم يكدح بنفس الطريقة مثل ذلك الذي أرسل للكرم في الساعة الأولى. وبطريقة مماثلة، عامل الساعة السادسة تعب أقل من عامل الساعة الثالثة، وعامل الساعة التاسعة أقل من عامل السادسة. وبالتالي، كل دعوة هي حاسدة للأمم الآتين بعدهم، ومُعذبة بنعمة الإنجيل. لهذا السبب، يختتم المخلص المثل قائلاً: "هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين". إذ أن اليهود قد تحولوا من الرأس إلى الذيل، ونحن قد تغيرنا من الذيل إلى الرأس. (تث 44:28) "فاجاب وقال لواحد منهم.يا صاحب ما ظلمتك" لقد قرأت في كتاب شخص ما، أن هذا الصديق الذي وبخه صاحب الكرم - أي عامل الساعة الأولى - يُعتقَد أنه الإنسان الأول، وأولئك الذين آمنوا في هذا الزمن. "أما اتفقت معي على دينار؟" الدينار مطبوع عليه صورة الحاكم. لذا، فأنت قد إستلمت الأجر الذي وعدتك به، أي صورتي ومثالي. لماذا تريد أكثر؟ ومع ذلك، أنت لا ترغب في تلقي أكثر لذاتك، بقدر ما ترغب في أن يتلقى الآخر أقل أو لا شيء، كما ولو أن إستحقاق مكافأتك يتقلص بإشتراك آخر. "فخذ الذي لك واذهب" اليهودي تحت الناموس يخلص لا بالنعمة بل بالعمل. لأن "الانسان الذي يفعلها سيحيا بها" (رو 5:10). لهذا السبب يقال له: "ام عينك شريرة لاني انا صالح؟" المثل في لوقا (15) يتوافق مع هذا، عندما حسد الابن الأكبر أخوه الأصغر، ولم يرغب في قبوله كتائب، واتهم الأب بالظلم. ويتفق مع المعنى الذي طرحناه، بداية المثل (كثيرون اولون يكونون اخرين واخرون اولين (مت 19: 30)، والخاتمة: "هكذا يكون الاخرون اولين والاولون اخرين.لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" (مت 20: 16). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر حزقيال 26: 1 و كان في السنة الحادية عشرة |
وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام |
أصحاب الساعة الحادية عشر |
الوصية الحادية عشر |
صلاة الغروب (الساعة الحادية عشر) |