أسرة تهاجر من «الشيخ زويد»

[Mary Naeem]

أسرة تهاجر من «الشيخ زويد»

الوطن الأهالى: قوات الجيش تستهدف الإرهابيين.. وأطفالنا أصابتهم أمراض نفسية من الخوف والفزع.. و«حمدان»: المحافظ ورئيس مجلس المدينة لا يعلمان شيئاً عن تهجير مئات الأسر

تسببت المواجهات التى تشهدها سيناء بين القوات المسلحة والإرهابيين بالشيخ زويد فى نزوح أكثر من 200 أسرة.. وأكد أهالى القرى أن هناك مأساة إنسانية تعانيها هذه الأسر الذين انتقلوا بأطفالهم ونسائهم وأغنامهم إلى المناطق الأكثر هدوءاً تاركين منازلهم ومزارعهم بالقرى فى ظل غياب كامل للأجهزة التنفيذية بالمحافظة ممثلة فى مجلس المدينة ومحافظ الإقليم اللواء عبدالفتاح حرحور الذى لا يعلم شيئاً عن هذه المعاناة.
يقول «غنيم س.م»: أعيش فى منزل بقرية التومة وأعول 7 من الأطفال وأمتلك مزرعة أعيش على إيرادها، فوجئنا يوم الجمعة بقصف عنيف للدبابات على القرية دون أن نرى عناصر إرهابية بالمنطقة وسقطت القذائف بالقرب من منازل القرية ما أدى إلى إصابة النساء والأطفال بالرعب والهلع بسبب أصوات القصف العنيف.
ويكمل: هذا القصف وقيام الإرهابيين بزرع العبوات الناسفة فى طريق قوات الأمن جعلنا نترك منازلنا إلى المناطق الأقل ضرراً بمدينة العريش وللأسف لم نجد منازل نؤجرها للإقامة فيها خلال الأيام المقبلة ما اضطرنا إلى العيش فى «عشش» بمحيط مدينة العريش فى ظل ظروف قاسية.
ويقول «ع.م» -من قرية تابعة لمركز الشيخ زويد- واكتفى بكتابة اسمه بالأحرف خشية ملاحقة الإرهابيين له: أنا وأسرتى المكونة من 10 أفراد اضطررنا إلى النزوح من قريتنا بعد أن أصبحت المنطقة غاية فى السوء حيث تتعرض قريتنا إلى مداهمات متكررة من قوات الأمن التى تقوم بقصفها لملاحقة الإرهابيين ما أدى إلى إصابة أطفالى وزوجتى ووالدتى بالهلع والخوف ولهذا اضطررت إلى النزوح لمركز بئر العبد الأكثر هدوءاً وقمت ببيع أغنامى، وأنا الآن أعيش فى عشة وتركت مزرعتى وبيتى.
يقول «حمدان ع.ن» إن المحافظ ورئيس مجلس مدينة الشيخ زويد لا يعلمان شيئاً عن تهجير مئات الأسر من قرى الشيخ زويد فى ظل الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش والعناصر الإرهابية وقوة القصف التى تتعرض لها القرى من قوات الأمن واضطرت الأسر للنزوح إلى الأماكن الأقل تضرراً.
الأطفال يلهون أمام الخيام على أطراف قراهم «أبورائد» -من الأهالى- يقول: «لقد كنت أعيش أنا وأولادى فى مكان واحد بالقرية وتركناها بعد القصف والمداهمات الأمنية للعناصر الإرهابية والآن كل واحد من أولادى يعيش فى مكان بعد أن استأجر له منزلاً وأصبحنا مشتتين كل واحد فى مكان.. متى نعود إلى منازلنا لا ندرى ولكن لا توجد أى بوادر للانتهاء من الإرهاب الأسود الذى تسبب فى كل ما يحدث لنا، وأصبحنا نازحين زينا زى سوريا وفلسطين اللهم ارحمنا وأزح عنا هذه الغمة».
«سعيد» طفل يبلغ من العمر 16 عاماً، قال: لقد قام والدى ببيع أغنامنا بسبب نزوحنا إلى مدينة العريش لأننا نعيش فى شقة استأجرها أبى ولا يمكننا أن نأخذ الأغنام.. وقد تركنا خلفنا منزلنا ومزرعة بها أشجار مثمرة لا ندرى من سيقوم بسقايتها.
يقول رب أسرة مكونة من 5 أفراد تعيش عند أحد أقربائها بعد أن نزحت تاركة منزلها بسبب القصف الذى تتعرض له قرية التومة: «الأمر غاية فى الخطورة، الأسر البدوية المقيمة فى قرى الشيخ زويد فى حالة يرثى لها وحالتهم الإنسانية متدهورة بعد أن رحلوا عن منازلهم تاركين كل شىء، مزارعهم وأراضيهم ومنازلهم والآن هم موجودون فى المنطقة الصحراوية غرب العريش فى العراء بعد أن أصابهم الخوف بسبب القصف العشوائى للقرى من قبل قوات الأمن حيث تسقط قذائف الدبابات بالقرب من المنازل والعناية الإلهية تنقذنا من موت محقق ويصدر القصف أصواتاً شديدة مما يؤدى إلى إصابة الأهالى بالخوف والهلع ويضطرهم إلى النزوح عن المنطقة. وأضاف: الإرهابيون يقومون بإطلاق النار على الحملات الأمنية لاستدراجهم داخل القرى وينصبون كمائن لهم ويستهدفونهم بعبوات ناسفة لتفجيرها فى الآليات العسكرية وقبل ذلك قاموا بتفخيخ شوارع القرى بالعبوات الناسفة لاستهداف الحملات الأمنية التى تقوم بمداهمة القرى وترد عليهم قوات الجيش.
إننا نعيش حالة حرب حقيقية وأصبحت أو الإرهابيين ولهذا لجأت الأسر إلى النزوح عن قراهم خوفاً من الموت الذى يلاحقهم فى منطقة الاشتباكات والمواجهات.
ويتدخل آخر فى الحوار بالقول: إن العناصر الإرهابية تتجول بسيارات لاندكروز فى الصحراء وتختبئ عن قوات الأمن، وبين الحين والآخر يقومون بإطلاق النار على قوات الأمن فيرد الأمن بقصف المنطقة ونحن ضحايا بين قوات الأمن التى تقصف والإرهابيين الذين يعرفون كيف يختبئون.. للأسف الأمن لا يلاحقهم ويقوم بالقصف من بعيد.. الوضع يسير بعشوائية.
وقال مصدر قبلى -طلب عدم الكشف عن هويته- إن المئات من العائلات نزحت من قرى الشيخ زويد ورفح باتجاه العريش وبئر العبد والمحافظات، مضيفاً أن القصف العشوائى يقف خلف نزوح الأهالى من قراهم ويخشون من استهداف منازلهم فى أى وقت.