رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ننشر نص تصريحات «نتنياهو» في وزارة الدفاع في تل أبيب
الدستور "أيها المواطنون الإسرائيليون، إن قلوب أبناء الأمة أجمعين ها هي تتعاطف مع عائلات الجنود الذين سقطوا [قاصداً جنود المشاة ال-13 الذين قتِلوا في قطاع غزة الليلة الماضية]. إننا نشاطرها آلامها ونحني رؤوسنا أمام أبنائنا الذين سقطوا من أجل تمكيننا من مواصلة حياتنا هنا. وأرجو التعبير باسم إسرائيل حكومة وشعباً عن الألم العميق الذي يراودنا. إننا نبعث بتعازينا إلى أولياء أمور جنود جيش الدفاع الذين سقطوا في المعركة دفاعاً عن دولة إسرائيل وإلى أولادهم وزوجاتهم وجميع أبناء عائلاتهم. أرجو القول لكم [مخاطباً عائلات الجنود الذين سقطوا] إنه لا توجد أي حرب أكثر عدالة من الحرب التي سقط فيها أبناؤكم- وهم أبناؤنا- سقوط الأبطال. سوف ننجز المهمّة التي بدأوا بها لنعيد الهدوء والأمن إلى أواسط البلاد وإلى جميع أجزائها. كما أرجو أن أبعث، نيابة عن جميعكم- أيها مواطنو إسرائيل، بتمنيات الشفاء الكامل لجميع الجنود الجرحى. وأعتقد بأن كل واحد منا يعرف شخصياً أحد الجنود الذين يشاركون في المعركة. إن التكافل لهو سرّ قوتنا. ويجب علينا أن نبقى أقوياء حتى في أيام عصيبة مثل هذا اليوم، ناهيك عن الأيام المماثلة التي قد تأتي لاحقاً. إننا نخوض حرباً للذود عن حياة الوطن. وتعمل قواتنا في هذه الأثناء في الميدان حيث إنها تؤدي مهامها باحتراف وحزم ومتانة كبيرة، وهي تتمتع بقوة نارية كبيرة ولكن أيضاً بقوة روحية رائعة. أيها جنود جيش الدفاع، أرجو أن أؤكد لكم وقوف المواطنين الإسرائيليين خلفكم ودعاءهم من أجل سلامتكم. أما العائلات العزيزة [للجنود] فأرجو القول لها إنني أعي قلقها حيث نشاركها إياه جميعاً ونعمل كل ما في وسعنا من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين وأيضاً على أرواح جنودنا. إن إسرائيل لم تقرر طوعاً خوض المعركة، لكنها فرِضت علينا وبالتالي سننفذ ما يجب تنفيذه إلى حين تحقيق الهدف المتمثل باستعادة الهدوء للمواطنين الإسرائيليين لفترة طويلة مع إلحاق ضرر ملحوظ بالبنى التحتية لحماس وباقي التنظيمات الإرهابية في غزة. لا رادع يردعنا بل سنمضي في العملية كلما تطلّب الأمر، علماً بأن العملية الحالية ضرورية لحماية المواطنين الإسرائيليين. وقد تم خلال العملية التي جرت الليلة الماضية اكتشاف المزيد من الأنفاق التي تنضمّ إلى أنفاق أخرى عديدة كنا قد اكتشفناها، علماً بأن بعضها قد وصل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وكانت حماس قد وظفت في هذه الأنفاق السنوات من العمل ورؤوس الأموال الطائلة في مسعى لارتكاب اعتداءات إرهابية تستهدف جموعاً غفيرة من الناس وكذلك لغرض القيام بعمليات اختطاف. وقد عثرنا على أغلال ومخدرات [جاهزة داخل الأنفاق المذكورة]، وعليه فإن ما سلف ليس موضع سؤال حيث من المؤكد أن تكون هذه الأنفاق منظومة إستراتيجية بالنسبة لحماس التي استثمرت فيها وزودتها بالتحصينات والكهرباء والأسلاك وأجهزة الاتصالات، وكان الهدف من كل هذه الإجراءات هو اختراق [الحدود الإسرائيلية] وارتكاب اعتداءات تطال الكثير من الأشخاص وأيضاً لغرض الاختطاف. إن تهديد الأنفاق ليس بجديد بالنسبة لنا. وكنا قد أحبطنا في الماضي عدة محاولات لارتكاب الاعتداءات عبر الأنفاق، غير أن العملية الحالية أوسع نطاقاً بكثير. صحيح أنها خطوة تنطوي على الكثير من المخاطر لكنها حيوية، ذلك لأن هذه الأنفاق لو لم يكن قد تم اكتشافها لكانت النتائج ستصبح أخطر بكثير. إن أنفاقاً من قبيل ما اكتشفناه خلال الأيام الأخيرة كان من شأنها أن تصل فتحاتها إلى تجمعاتنا السكنية- ربما إلى روضة أطفال أو قاعة مطعم- وعندها كانت النتائج ستصبح قاتلة. وكان ذلك بالفعل ما خططت له حماس التي نتصدى لها. وكما سبق وقلتُ عند انطلاق عمليتنا ضد الأنفاق فلا توجد ضمانة على تحقيق النجاح الكامل، لكننا نعمل كل ما يمكننا من أجل تحقيق أفضل النتائج، حيث يجب القول إن النتائج التي حققها جنود جيش الدفاع حتى الآن في الميدان تفوق التقديرات والتوقعات السابقة. وكنا قد انشغلنا في الفترة التي سبقت انطلاقنا في العملية البرية بوضع الأسس السياسية والعسكرية المطلوبة للعملية حيث فعلنا ذلك على عدة مستويات بصورة متزامنة: لقد استجبنا أولاً للعرض المصري بوقف إطلاق النار وأيضاً لاقتراحيْن آخريْن لتحقيق وقف إطلاق النار على خلفية إنسانية طرحت أحدهما الأمم المتحدة فيما طرح ثانيهما الصليب الأحمر. وقد أرْسَت هذه الإجراءات، إلى جانب المحادثات الشخصية التي أجريناها مع الكثير من زعماء دول العالم، المداميك السياسية التي نحظى بفضلها حالياً بالموافقة الدولية على العملية. إن هذه الموافقة ليست بأي حال من الأحوال أمراً بديهياً بل يجب الاستثمار فيها. وقد أصبحنا نحظى بقبول كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى كثيرة وهامة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وبحقها في استعادة الهدوء والأمن لتجمعاتنا السكنية ولمواطنينا. وقد تحادثت قبل وقت قصير مرة أخرى مع الرئيس أوباما وشكرته على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هذه الفترة. ويستحيل بفضل استجابتنا للعروض بوقف إطلاق النار الادّعاء بأن إسرائيل هي التي قررت تصعيد الأوضاع، وعليه فإن حماس هي التي تتحمل المسؤولية عن النتائج المترتبة على عدوانها. إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل تفادي إلحاق الإصابات لدى سكان غزة، بينما تبذل حماس قصارى جهدها من أجل تعريض سكان غزة للخسائر. وبالتالي فإننا نأسف لأي حالة إصابة لدى الأبرياء، لكن كلما حصلت إصابات كهذه لديهم فإن حماس تتحمل وحدها المسؤولية عن ذلك. كانت حماس قد أنشأت منظومتيْن إستراتيجيتيْن للاعتداء على دولة إسرائيل وهما منظومة القذائف الصاروخية ومنظومة الأنفاق. وقد ألحق جيش الدفاع الخسائر الملحوظة في كلتا المنظومتيْن. إذ إن عمليات جيش الدفاع سواء الدفاعية أو الهجومية قد أدت إلى إبطال فعالية منظومة القذائف الصاروخية. وكانت حماس تعتقد بأنها ستستطيع من خلال هذه المنظومة كسر [معنويات] جبهتنا الداخلية، إلا أن (القبة الحديدية) قد اعترضت معظم القذائف الصاروخية التي أطلقتها حماس على مدننا. وقد استثمرنا الأموال الطائلة [في منظومات القبة الحديدية] وها هي تثبت نفسها. كما أن سلاح الجو قصف ولا يزال يقصف أهدافه. إن طائراته تمكنت من تدمير مخزونات صاروخية ومواقع كثيرة لإنتاج القذائف الصاروخية في قطاع غزة. بالطبع لا يزال جيش الدفاع منشغلاً في إنجاز هذه المهمة. أما الأنفاق فإن العملية الحالية تلحق الضرر الملحوظ في قدرات عناصر حماس على القيام بهجمات تحت الأرض ضد دولة إسرائيل. أرجو إبداء التقدير العميق لكل الجنود والقادة الذين يشاركون في القتال بمن فيهم رجال الاحتياط الذين تركوا وراءهم العائلات والبيوت وتجندوا للانخراط بالمعركة. كما أرجو التعبير بشكل خاص عن تقديري لرئيس الأركان [الجنرال] بيني غانتس الذي يقود جيش الدفاع بصورة واثقة مطمئنة. إنه طلب السماح له الآن بالتواجد مع رجاله في جنوب البلاد، وبالطبع أعطيناه- أنا ووزير الدفاع- الموافقة على ذلك. إننا نتمنى له ولقادة جيش الدفاع وجنوده كامل النجاح الذي نعلم مدى احتياج شعب إسرائيل له. إننا نعمل سوية مع رئيس الأركان ووزير الدفاع حيث نضع نصب أعيننا نفس الهدف وذات الغاية. إننا نتكاتف في عملنا طبقاً لبرنامج مُحْكم ومُمَنْهج في المعركة الحالية ضد الإرهاب التي تشكل جزءاً من معركتنا التأريخية ضد الإرهاب الذي يسعى لاستهدافنا منذ قيام الدولة. وهناك في أي اشتباك وأي معركة أحداث معقدة وعصيبة- وهكذا الأمر في المعركة الحالية أيضاً- غير أن العملية العسكرية تسير قدماً وفق ما خطِّط لها وسيتم توسيعها كلما اقتضت الضرورة ذلك إلى حين استعادة هدوء المواطنين الإسرائيليين. عندما كنا قد انطلقنا في هذا الطريق كنا نعي (لا بل قلت ذلك علناً) احتمال أن تكون المعركة طويلة، لكننا أصبحنا نعلم من تأريخ شعبنا حقيقة بسيطة ألا وهي أن الشعب الأزلي لا يخاف الطريق الطويل. إننا نعتزّ بجنودنا البواسل، وسوف نعمل ما يلزم وننجح بعون الله تعالى وبعونهم. |
|