منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2014, 12:29 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الشخصية السوية (2) – معرفة الذات
الشخصية السوية (2) – معرفة الذات

الاثنين 21 يوليو 2014
القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا
إن الشخصية السوية هى الشخصية التى تفهم نفسها جيداً وتدرك قدراتها وضعافاتها.. ولا تكون متناهية الثقة ومتكبرة النفس إلى حد الغرور ولا تكون عديمة الثقة ومتناهية الصغر النفسى إلى حد اليأس..!! وهى الشخصية التى تفطن بذكاء وترى بوضوح الخيط الرفيع الذى يفصل بين التواضع وصغر النفس.. فالمتواضع وصغير النفس كلاهما ضعيف، لكن المتواضع مطمئن لأنه يعتمد على قوة الله ونعمته.. ويستطيع أن يحب نفسه والآخرين "تكفيك نعمتى، لأن قوتى فى الضعف تكمل" (2 كو12: 9).

أما الشخص صغير النفس، فتجده مضطرباً وخائفاً لأنه يعتمد على ذاته فقط دون أن يكون لله أى دور فى حياته ولا يستطيع أن يحب نفسه والآخرين.
والشخصية السوية هى التى تعرف جيداً ما بداخلها من ميزات وإمكانيات ونعم ومواهب منحها الله لها، وتعرف أيضاً ما بها من عيوب وضعفات. وهى تستطيع أن ارى الصواب والخطأ فى نفسها.. فالشخصيات التى ترى أنها بلا عيوب على الإطلاق وتلك التى ترى أنها بلا أى ميزات ولا إمكانيات هى شخصيات غير سوية، وتلك التى بلا أى طموحات أو آمال أو أحلام طبيعية هى أيضاً غير سوية.
والشخصية السوية هى التى تستطيع أن تستفيد من كل ما يمر بها من إنجازات أو إحباط وصدمات ومواقف فشل أو سقطات، وتستفيد أيضاً من كل ما تتعرض له من تجارب وخبرات، إن كانت ناجحة أم فاشلة، وتحولها إلى رصيد يمكن إستثماره مستقبلاً لتحقيق مزيد من الإنجازات والطموحات المرجوة.
والشخصية السوية هى الشخصية المعتدلة والمتوازنة نفسياً.. فلا تتعاظم أو تتفاخر تأثراً بكلمات المديح والإطراء، وأيضاً لا تهتز أو تنهار أمام عبارات النقد والهجاء.. فهى تقبل المديح بتواضع وشكر ومحبة وتتقبل أيضاً النقد بسعة صدر وفهم وحكمة لكى تتعلم من أخطائها.. فتقرأ مثلاً فى التاب المقدس عما حدث لهيرودس الملك، ذاك الذى لبس الحلة الملوكية وجلس على كرسى الملك وخاطب الشعب.. فصرخ الشعب:
"هذا صوت إله لا صوت إنسان! ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 22- 23).
وعلى النقيض... نقرأ أيضاً فى الكتاب المقدس ما وصف به بولس الرسول نفسه.
- وهو القديس العالم والفيلسوف المثقف والمبشر والكارز الكبير والكاتب العظيم الذى كتب مائة إصحاح فى أربعة عشر رسالة، والذى تحمل آلام السجن والتعذيب والذى صنع الكثير من المعجزات – فيقول عن نفسه:
"وآخر الكل- كأنه للسقط- ظهر لى أنا. لأنى أصغر الرسل، أنا الذى لست أهلاً لأن أدعى رسولاً، لأنى اضطهدت كنيسة الله. ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المعطاه لى لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر منهم جميعهم، ولكن لا أنا، بل نعمة الله التى معى" (1كو 15: 8- 10).
والشخصية السوية هى التى لا تقيس قيمة الإنسان بقدر ما يملك من مال أو ممتلكات أو جمال أو مركز أو علم.. بل هى تلك التى تفهم وتدرك القيمة الحقيقية للإنسان الذى خلقه الله على صورته ومثاله ورفعه قدراً عن الملائكة.. فالإنسان السوى يجب أ يتذكر دائماً- ورغم ضعفاته- أنه ابن الله الآب السماوى وأنه غالى جداً عنده، وأن الله هو الذى أنعم عليه بكل ما فى نفسه من ميزات وإمكانيات ومواهب كالجمال أو الذكاء أو العلم أو الغنى أو حكمة الكلام أو العلاقات.. وهذه كلها ليست للإفتخار أو التعاظم والكبرياء، كما أنها ليست دائمة ولا خالدة بل كلها إلى تغيير أو زوال.. إنما هى وزنات أعطاها الله له ليسأله فى آخر الأيام عما فعله بها..! هل تاجر بها للربح والفوز أم إكتفى بدفنها خوفاً وكسلاً..!؟ فالإنسان المتفوق مثلاً فى العلاقات الاجتماعية والحلو اللسان بلبقاة ولياقة يستطيع أن يجذب الكثيرين للإيمان وأن يضمهم للكنيسة كالصياد الماهر، والعالم يستطيع أن يفيد الآخرين بعلمه وكذلك الغنى بأمواله وغيرهم من الشخصيات السوية الجميلة التى تشهد فعلاً للمسيح بأعمالها وسلوكياتها البناءة فى المجتمع. ولكن يجب على ذلك الإنسان- الذى يعرف قيمته الحقيقية كابن الله- أن يدرك فى نفس الوقت أنه ممتلئ بالضعف والعيوب وأنه تراب وسقط بسبب الخطية التى شوهت نفسه.
إن الله أراد بحكمته أن تجتمع هذه الصفات المتناقضة فى النفس البشريد الواحدة حتى لا تصاب تلك النفس باليأس أو بالكبرياء "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش1: 5).
ويجب على الإنسان أيضاً أن يواجه نفسه بكل صدق وشجاعة لكى يكشف أغوار ذاته البشرية وما فيها من إيجابيات وسلبيات، ويراجع ما حققته من إنجازات ناجحة وما واجهته من تجارب مرة، ويكتشف ما تملكه من ينابيع القوة ومواطن الضعف.. لكن عليه بعد حين أن يتجاوز كل السلبيات والسقطات والضعفات والتجارب السيئة التى مر بها، فلا يعود يعثر بالوقوف عندها بل يسامح ذاته ويتصالح معها.. وذلك من أجل بناء شخصية سوية ومستريحة، هادئه ومتزنة.. لأن إكتشاف جانب دون آخر أو الوقوف عند تجربة ما دون سواها أو استرجاع الذكريات السلبية والسيئة فقط سيؤدى حتماً إلى التطرف وإلى التطرف وإلى صغر النفس.. فيظهر ذلك جلياً فى تعاملات تلك الشخصية مع الآخرين- حتى فى مجال الخدمة والحياة الروحية- فى صورة عنف اجتماعى أو نقد وتعنيف مستمر أو أحلام يقظة وأوهام وفشل وإحباط. إن الإنسان المسيحى السوى هو الذى تجده قانعاً وراضياً وشاكراً، محباً للحياة ومقبلاً بفرح على أنشطتها ومتفاعلاً كع كل الناس من حوله برفق وبساطة وتسامح ومتعاملاً معهم بوداعة ومحبة وتصالح.
ولكى يعرف الإنسان نفسه جيداً يجب أن يسأل وأن يبحث لكى يفهم.. فيجب عليه أن يسأل نفسه فى الخلوة وأن يسأل الله فى الصلاة وأن يسأل الآخرين المختارين مثل أب إعترافه أو مرشده الروحى، فلابد للإنسان السوى أن يراجع نفسه وأن يسأل ويفحص نفسه بنفسه بين الحين والآخر.. يحتاج الإنسان إلى فترات هدوء وسكينة إلتماساً لصفاء الذهن وراحة البال.. يستطيع ليس فقط أن يفهم نفسه بل أيضاً أن يتصالح معها فى سلام وصفاء بلا غرور أو تمجيد عوضاً عن أن يكرهها أو يجلدها بكل قسوة وتنديد.. ويستطيع أيضاً أثناء هذه الخلوة، ومن خلال الصلاة والإستنارة بكلمات الكتاب المقدس، أن يسأل الله العالم بكل الأسرار والخفايا وفاحص أعماق القلوب والكلى أن يساعده لكى يعرف ذاته بالحقيقة ويكتشف ما بداخلها بكل صدق وأمانة.
أخيراً،،
هل تعرف أهم ما يميزك؟؟
هل يرى فيك الناس ميزات لا تراها فى نفسك...
وهل تحسن استخدامها؟؟
هل تعرف أهم عيوبك... ؟؟
هل تستطيع أن تذكر ثلاثة خطايا متكررة فى إعترافاتك؟؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سمات الشخصية السوية
الشخصية السوية (الإرادة) (10)
الشخصية السوية (6)- الحدود
الشخصية السوية (5) الإحتياجات
الشخصية السوية (4)- الأولويات


الساعة الآن 04:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024