رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع الثائر _ جيروم الرب يسوع الثائـــر القديس جيروم في صحبة حشد المؤمنين الذين فرشوا ثيابهم في الطريق أمامه، دخل يسوع إلى الهيكل. وطرد كل أولئك الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة، وبعثّر مقاعد أولئك الذين يبيعون الحمام، وخاطبهم مستخدماً شهادة من الأسفار المقدسة (إش 56، إر 7)، أن بيت أبيه يجب أن يكون بيت صلاة لا مغارة لصوص، أو كما هو مكتوب في إنجيل آخر "بيت تجارة" (يو 2). أول الأمر، نحتاج أن نعرف أنه بموجب وصايا الناموس، خاصة في أيام العيد، كانت تُقدَّم ذبائح لا تعد ولا تحصى من الثيران والماعز والكباش في الهيكل، الذي كان الأكثر تبجيلاً في العالم كله. وهذا كان يتم عندما كان يجتمع الشعب اليهودي هناك، من تقريباً كل البلدان. كان الفقير يُقدِّم الحمام واليمام (لا 5: 7)، خشية أن يأتوا للرب بدون ضحية. في أحيان كثيرة، كان يحدث أن أولئك القادمين من بلاد بعيدة لم يكن لديهم ذبائح لكي يقدموها. لذلك، توّصل الكهنة للحل الذي به يمكنهم أن يسلبوا الناس. كان الكهنة يبيعون جميع أنواع حيوانات الذبائح لأشخاص معينين، وهؤلاء بدروهم كانوا يبيعون إلى الناس الذين ليس لهم. وهكذا، يستلم الكهنة مرة ثانية نفس الذبائح التي قد تم بيعها. ولقد تسبَّب النقص المتكرر في الموارد عند الناس في إنتشار مثل هذه التدابير والحيَّل باتساع أكثر. إذ أن الناس إفتقروا إلى المال لتدبير نفقاتهم. ليس فقط لم يكن لديهم ذبائح، بل افتقروا أيضاً إلى الموارد لشراء حتى الطيور والعطايا البسيطة الشائعة. وبناء على ذلك، أقام الكهنة صيارفة الذين كانوا يستبدلون المال بسعر عالٍ. كان الناموس قد أوصى أنه لا يجب أن يأخذ الشخص فائدة أو ربا (لا 25: 37، تث 23: 19)، إلا أنه إذا لم يجلب ربحاً لم تكن هناك مصلحة لإقراض المال، لأنه أحياناً يفقد رأسماله. لذلك دبَّر الكهنة وسيلة أخرى للربح من خلال الصيارفة ... نظراً لأن الصيارفة الذين يقرضون المال بفائدة، كانوا غير قادرين على تلقي الفائدة، تلقوا بدلاً من الفائدة أنواع مختلفة من الأشياء العينية. كان هدفهم هو أن ينتزعوا بهذه الأشياء العينية - التي يتم شرائها بالمال - ما هو ليس شرعي أن ينتزعوه بالمال. كما لو أن حزقيال لم يحذر مسبقاً بشأن هذا الأمر، عندما قال: "فيك اخذوا الرشوة .. أخذت الربا والمرابحة وسلبت اقرباءك بالظلم ونسيتني يقول السيد الرب" (حز 22: 12). عندما دخل الرب بيت أبيه ورأى هذا النوع من التجارة أو بالأحرى اللصوصية، تحرَّك بغيرة روحه، بحسب ما كتب في المزمور الثامن والستون: "غيرة بيتك أكلتني". وصنع سوطاً لنفسه من حبال (يو 2) وطرد من الهيكل جمع كثير جداً من الرجال، قائلاً: "مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص". لأن الإنسان الذي يسعى وراء المكسب المادي من الشغل بالدين، هو لص، ويحوّل هيكل الله لمغارة لصوص. وعبادته لا تكون عبادة لله، بقدر ما هي ذريعة للتجارة. الشرح السابق قيل فيما يخص المعنى التاريخي. لكن بحسب المعنى الباطني، يسوع يدخل يومياً إلى هيكل الآب، ويطرد من كنيسته الخاصة مثل هؤلاء من الأساقفة، والكهنة، والشمامسة، بالإضافة إلى العلمانيين والجمع الكثير. هو يقبض عليهم جميعاً مذنبين بجريمة واحدة، أعني جريمة البيع والشراء. لأنه مكتوب: "مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا" (مت 8:10). هو أيضاً يقلب موائد الصيارفة. لاحظ أنه يدعو مذابح الله: "موائد الصيارفة"، بسبب طمع الكهنة. وهو يقلب كراسي أولئك الذين يبيعون الحمام، أي أولئك الذين يبيعون نعمة الروح القدس، الذين يفعلون أي شيء لكي يلتهموا الناس الخاضعين لهم. لقد قيل بشأن هؤلاء: "الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز" (مز 4:14). بحسب الفهم البسيط (الحرفي)، لم يكن الحمام فوق الكراسي بل في أقفاص، ما لم يكن باعة الحمام هم الذين يجلسون على الكراسي، إلا أن هذا الأمر الذي لا يتفق مع الكرامة المشار إليها بكراسي المعلمين (مت 23: 2)، لكن هذه الكرامة اختزلت للا شيء نظراً لأنها اختلطت بالأرباح. ليفهم أيضاً كل واحد ما قلناه عن الكنائس ويطبقه على ذاته. إذ أن بولس الرسول يقول: "أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 16:3). ليتنا لا نسمح بتجارة أن تكون في بيت قلبنا. ليتنا لا نسمح بوجود تجارة بيع وشراء. لا تسمح بوجود رغبة للتبرعات في الداخل، لئلا يدخل يسوع الغاضب والصارم ويُطهر هيكله الخاص، لا بأي وسيلة أخرى بل بسوط يتدبر، لكي يقيم بيتاً للصلاة من بين مغارة لصوص وبيت تجارة. "وتقدم اليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم" إن لم يكن قد قلبَّ موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام، ما كان قد استحق العميان أن يتلقوا النور العتيق، وما كان قد إستحق العرج أن يتلقوا القدرة على إتخاذ خطوات نشيطة. "فلما راى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في الهيكل ويقولون اوصنا لابن داود غضبوا. وقالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء" يعتقد أغلب الناس أن أعظم معجزة هي إقامة لعازر من الموت، أو إعطاء الرؤية للإنسان المولود أعمى منذ ولادته، أو سماع صوت الآب عند نهر الأردن، أو تجلي الرب على الجبل وإظهار مجده المنتصر. لكن بالنسبة لي، هذه المعجزة تبدو لي الأكثر روعة بين كل المعجزات التي صنعها. إذ إستطاع رجل واحد - الذي كان في ذلك الوقت مُحتقر ومتواضع جداً، إذ صلب لاحقاً - أن يطرد مثل هذا العدد الضخم بلسعات سوط واحد، بينما الكتبة والفريسين ثائرين ضده، وهم يشاهدوا الخراب الذي حلَّ بأرباحهم. إستطاع هذا الرجل الواحد أن يقلب موائدهم ويحطم كراسيهم، ويفعل أمور كثيرة يعجز عن فعلها جيش كبير. إذ أن نوع ما من النار السماوية كانت يشع من عيونه (رؤ 1: 14)، وبهاء وجلال اللاهوت كان يشع من وجهه. لذلك لم يتجاسر الكهنة أن يمسكوه، إلا أنهم طعنوا في تصرفه، وحولوا شهادة الناس والأطفال الذين كانوا يصرخون "أوصنا يا ابن داود" إلى تهمة خبيثة. وهو أن هذا الصراخ لا يجب أن يقال إلا لابن الله فقط. ليعتبر إذاً الأساقفة والرجال الأتقياء لمقدار الخطر الناتج من سماحهم بتلقي كلمات المدح والتكريم. إذ أن هذه الكلمات قد قيلت بحق عن الرب، وبالرغم من ذلك قُذف بها كتهمة إجرامية. "فقال لهم يسوع نعم.اما قراتم قط من افواه الاطفال والرضع هيأت تسبيحا" هكذا جاوب الرب بحكمة وإعتدال. إذ أنه جوابه يتحرك نحو كلا الخيارين، ولا يسمح بالتهمة الخبيثة أن تقوم. لم يقل ما أراد أن يسمعه الكتبة: "هؤلاء الأطفال يعملون عملاً صالحاً بتقديمهم الشهادة عني"، ولم يقل أيضاً: "هم على خطأ، هم مجرد أطفال، يجب عليكم أن تهملوهم بالنظر إلى أعمارهم". الرب بالأحرى أتى باقتباس من المزمور الثامن. وهكذا، بينما يصمت الرب، تُثبِّت شهادة الكتاب المقدس كلمات الأطفال. |
20 - 07 - 2014, 10:32 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يسوع الثائر _ جيروم
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يونان في البحر الثائر |
رسمك للإبتسامة على وجه اخيك الثائر |
بركان الغضب الثائر |
يسوع الثائر |
آسا المصلح الثائر |