رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سوء حالة البشرية قبل مجيء الكلمة مَنْ من الناس يملك القدرة على إدراك الله قبل مجيئه؟ هل سلّمت بغرور وسخافة أفكار الذين يثقون في الفلاسفة؟ فمن هؤلاء من قال إن النار هي الله، الذي به خُلِقوا وأتوا إلى الوجود. والبعض الآخر يقول إن الماء هو الله. وآخرون منهم يعتبرون أشياء خلقها الله أنها هي الله. ولكن لو أن أي نظرية من هذه النظريات تستحق الاستحسان، فبالتبعية لابد أن نقر أن بقية الأشياء المخلوقة هي آلهة. ولكن هذا الإقرار مرعب وخاطئ وكلام غش. وأيضًا إن الله لم يره أحد ولا عرفه، بل هو الذي أعلن ذاته. لقد أظهر ذاته بالإيمان للذين أُعطى لهم فقط. الله هو رب كل الأشياء وصانعها، وهو الذي وضعها في أماكنها المختلفة. وهو أظهر ذاته ليس كمجرد صديق للبشرية فقط بل أظهر ذاته مشتركًا في معاناتهمالله كان دائمًا محبًا ويبقى محبًا، وسيقي كذلك على الدوام، وهو خالٍ من أي ميل للانتقام. هو إله حقيقي، وهو الوحيد الصالح. وله اتحاد عظيم يفوق الإدراك مع ابنه وحده. وكما حفظ سر حكمته مكتومًا لدرجة أنه يبدو كأنه يهملنا، وكأنه لا يعتني بنا. ولكن بعد ذلك كشف عن الأشياء المُعدة لنا منذ البداية عن طريق ابنه الحبيب. فقد أنعم علينا بكل البركات مرة واحدة، ولذلك يجب علينا نحن أيضًا أن نشاركه في العطاء ونكون جادين في خدمته. مَنْ منا كان يتوقع هذه الأشياء؟ هو الذي كان يهتم بكل هذه الأمور في عقله، ومن خلال ابنه على أساس العلاقة الأزلية بينهما. |
|