وبينما نحن في الانتظار
"ولما ولد يسوع.. إذا مجوس من المشرق.. أتوا إلى البيت ورأوا الصبى مع مريم أمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا" (مت 2: 1-12).
"وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم.. فقال لهم الملاك لا تخافوا.. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص.. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله" (لو 2: 8-14).
إلهي.. الملائكة في السماء عرفوا قدرك فسبحوك، والمجوس بحثوا عنك وأدركوا مكانتك فقدموا هداياهم، والرعاة سهروا في تأمل الاغنام التي تقدم كذبائح عن الخطايا في الهيكل فأسرعوا ليروا الذبيحة الحقيقية التي سوف تقدم عن خطايا العالم كله.. لقد قصدت أن تعلن ذاتك لهؤلاء بالذات أيها الإله الخير لتظهر نوعية عطاياك التي ستقدمها للبشرية!
أيها الحب الحقيقي.. تقبلت السهر والهدايا والتسبيح لتعلن من لحظة ولادتك أنك أتيت لتفدينا من خطايانا، وتصعد إلى السماء لتملك مع أبيك وتعد لنا مكانا لنملك معك، وساعتها تسبح تسبحة الغلبة وتشفع فينا إلى آخر الدهور!
أيها الحب الحقيقي.. قبلت أن تعلن ذاتك للمجوس والرعاة والملائكة، لتعلمنى ان انتظار مجيئك يجب أن يكون بتقديم الهدايا والسهر والتسبيح!
إلهي.. يا طفل المذود الصغير، أشكر آلامك التي فدتنى ورفعت عنى سلطان الخطية، أشكر صعودك الذي ملكنى معك واعاد لي السيادة على نفسى وعلى العالم، أشكر كهنوتك الذي يشفع في ويجعلنى أتقدم الآن بثقة لدى الآب وأطلب كل احتياجاتى!
إلهي.. ماذا أقدم لك ليكون هدية مقبولة امامك؟ أقدم إيمانا قويا بعملك كفادى وملك وكاهن، فلا أضعف أمام الشر، ولا يتملكنى آخر غيرك، ولا يعطلنى عن الظهور أمامك أي شيء اقدم رجاءًا قويًا بمواعيدك الأمنية، وانتظرها بصبر، حتى الهزيع الرابع.. أقدم محبة قوية وأعلن عنها بالتعب من أجلك ومن أجل الناس!
إلهي.. وماذا أقدم أيضا؟ أقدم قلبا حينما تراه تجده في نقاوة قلبك، وأقدم فكرا يرتفع يوما فيوما إلى أن يصل إلى فكر المسيح، وأقدم اعمالا تعلن عن تمثلى بك!
إلهي.. كيف يكون السهر وأنا في انتظارك؟ يكون بحفظ حواسى الجسدية لكي لا ينفذ منها أي شر إلى داخلى، يكون بمداومة فحص أفكارى وشهوات قلبى وأعمالى في نور وصاياك، يكون بمواظبة في عبادة طاهرة ودرس لكلماتك المقدسة!
إلهي.. أسبحك مع ملائكتك لأنك خلقتنى على صورتك ومثالك في النطق والفهم والخلود. أسبحك على الخليقة الجميلة، الشمس والقمر، المياه والزرع، الحيوانات وطيور السماء وسمك البحر. أسبحك لأنك صالح طيب وتطيل أناتك على فتجدد لي نعمة الحياة مع كل صباح. أسبحك كلما تعظم الصنيع معى وتعطينى انتصارات روحية وجسدية ونفسية. أسبحك وسط أتون التجارب لأنى أؤمن أنك موجود فيه!
"فيما أن هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب" (2 بط 3: 11، 12).
