|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلماتها عن التخلي عن الأمور الدنيوية لكي نحظى بالحياة الأبدية " كم هو عظيم إذا انتفعنا هنا بأعمال قليلة لكي نرى غنى الأمور العتيدة في الأبدية. لأننا نولد في هذه الأرض من رحم أمهاتنا من خلال الشهوة، لذلك لا نتمسك بمثل هذه الأشياء ونتجرد من مشاعر الأمومة هذه، ونذهب إلى ضواحي بعيدة كما نحن الآن، ولا نستثمر قوة الإنجاب التي فينا هنا، بل نحولها إلى طاقة عمل مع كل نهار جديد وظهور نور الشمس. كما نحتاج هنا إلى الدخول إلى المخدع كثيرًا، وبهذه الطريقة نتحول من شهوة العالم المادي إلى ملكوت السموات. إذ نختار المحنة والتجربة لأنفسنا هنا على الأرض، وبأمومتنا نشتاق أكثر إلى شمس البر، ونصعد بأنفسنا إلى أورشليم السمائية في كل يوم، والآباء سوف يخبروننا بأنفسهم عن الله. فنحن نقضى فترة الحياة هنا بانضباط واعتدال لكي نحظى بالحياة الأبدية. 91- ومثل طفل رضيع يتغذى في رحم أمه حتى يكتمل نموه ثم يخرج للحياة، هكذا الأبرار وهم يسعون نحو الأعالي في هذه الحياة فإنهم يسيرون من قوة إلى قوة، كما قال المزمور(مز 84: 7). أما الخطاة فإنهم يخرجون من رحم الأم إلى رحم الأرض بالموت، حيث يسلمون إلى الظلمة الخارجية. لأن الذين يموتون في خطاياهم هنا على الأرض فإنهم يكرهون الحياة ويطرحون في ظلمة جهنم حيث يتثقلون بالنوم (مثل العذارى الجاهلات- مت 25). ونحن نولد ثلاث مرات في الحياة، الأولى حينما نولد من بطون أمهاتنا فنحن من الأرض وإلى الأرض نعود. والثانية حينما نصعد من الأرض إلى السماء، بواسطة المعمودية المقدسة حيث دعينا بالحقيقة إلى الميلاد الثاني. والثالثة هي بتوبتنا وقبولنا للآلام المفيدة ونثبت في هذا الآن، وحقًا بهذا تكون الواحدة منا في نعمة. 92- نحن نتعهد الآن بأن نقدم أنفسنا للعريس الحقيقي الذي هو أكثر جمالًا من كل زينة العالم. فليقوينا هو لكي نتغلب على شكل العرس الأرضي. لأن اللاتي يتشبثن بالرجل يأخذونه بسهولة، بأن يبذلوا الكثير في الاهتمام بالاغتسال واستخدام العطور العالمية المختلفة، إذ يهيئون أنفسهم للعريس المحبوب، وبهذا المقدار يحبون أن يعيشوا في أبهة الجسد المادي. فكم بالأحرى يجب علينا نحن أن نرتفع نحو هدفنا، العريس السماوي، ونتودد له ونغتسل من وسخ الخطايا بالمعاناة في النسك والتدريبات، ولا نتوافق مع الجسديات بالاكتساء بالروحيات. أولئك يزينون الأجساد المادية بزينات أرضية، أما نحن فنضئ النفس بالفرح وبالفضائل، وعوضًا عن التحلي بالجواهر الثمينة على الرأس، فنحن نتحلى بثلاثة أكاليل: الإيمان والرجاء والمحبة،وعوض التحلي بالجواهر الغالية حول الرقبة، نتحلى نحن بالتواضع ونمنطق أنفسنا بالحق ونلبس درع البر(أف 6: 14). فكوني بلا قنية لكي تكتسي بالنور، واقتربي من مأدبة العشاء بالصلوات والمزامير بصوت منسجم، وكما قال الرسول: "لا أصلى بلسان منفردة، بل أصلى بالروح وبالذهن أيضًا" (1كو 14: 15- 19)، لأنه في مرات كثيرة يتفوه الفم بكلمات لا يفهمها القلب، فينبغي أن نحذر من هذا وننتبه له، ولا نقترب من العرس الإلهي (الصلوات تعتبرها عرس إلهي) بمصابيح فقيرة من زيت الفضائل الكثيرة، لكي لا نمرض. والله لا يقبل البتة أن لا نتذكر الذين يكرهوننا، لكي لا نحرم من وعده (اغفروا.... يغفر لكم) (مت 6: 14، 15). وماذا نفعل لهم؟ نهتم ونفكر في الضعفاء منهم بالجسد، والأفضل من ذلك أن نعزى نفوسهم، لأن هذا عهدنا مع الرب. 93- وكما أنه لا تصعد واحدة من مكانها لكي تملأ وعائين بالماء، لأنها بذلك تنزل مرة وهى خفيفة الحركة وتصعد في المرة الثانية والوعاء ممتلئ. فهكذا نفعل نحن حينما يكون كل الاهتمام بالنفس، حينما نسمح لفراغ النفس أن يمتلئ بالأمور الصالحة. فأجسادنا بواسطة النسك تصير خفيفة الحركة، فلا نتثقل بقوة سلطانها علينا، وقد شهد الرسول بذلك: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16)". |
|