رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخلى ذاته فلا نتعجب إذا كان عمانوئيل، باكورة جنسنا، قد صعد إلى هذا الإرتفاع؛ فإنه في الواقع «لم يضمر أختطافًا أن يكون مساويًا لله»؛ يعنى لم يكن كجبار أقتحم الملكوت، ولم يكن أختطف العرش بغير حق، حينما قدر وحكم بأنه مساو لله، (جاء في النص الفرنسى ما يلى: «Loraqu'il s esté Jui - même estimé et Jugé l'égal de Dieu») مع أنه كان في شكل الله، وفي جوهر. وقد ورد في النص الفرنسى في النترولوجيا الكلمات الأربع التالية متفرقة في أجزاء مختلفة وهى: 1- Nature 2- Personne 3- Hypostase ou substance 4- Essence فكلمة Essence في النص عاليه، ومعناها ما يتكون منه طبيعة الشئ، أدق معنى لها في علم اللاهوت ما نعبر عنه بالجوهر. الله، أخلى ذاته وأتخذ شكل العبد، وبدون تغيير تأنس حقًا وليس ظاهريًا، وكان يحيا في شبه الناس، ومن الخارج ظهر كإنسان، «الذى إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس» (فى 2: 7-8). لم يحتقر أو يرفض رتبة العبد في شئ، بل حينما أخذ على عانقه مرة واحدة أن يكون إنسانًا حقيقيًا عاش كإنسان مع الناس، مظهرًا الشبه كعنا في كل شئ ما عدا الخطية وحدها. لم يظهر رجلًا غريبًا فهو يملك كإله سمو الطبيعة. كان يعمل التدبير الإلهى بحكمة وبنعمة نحونا، فكان وهو الكامل يرى وهو ينمو مع السن في الحكمة والنعمة. «وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» (لو 2: 52). جاع، عطش، وتحمل تعب الطريق، وكان يخضع ذاته بإرادته للآلام الآخرى. أعنى الآلام البعيدة عن الخطية. إن خطيئة آدم كانت العصيان وتعدى الوصية. بينما كان المسيح، آدم الثانى، يبذل نفسه فداء فيمحو الخطية. إن الوصية التي أخذها من الآب هي خلاصنا. فبتنفيذه هذه الوصية وإطاعته للآب، كان يقدم لنا مثال الحياة الأفضل، يشفى العصيان بالطاعة والعصيان مصدر الشرور، منه خرج تيار الخطية الجارف فدخل الموت إلى جنس البشر كله وتملك فيه. وأصبح ضروريًا أن يقدم المسيح الطاعة بدلًا منا، فيذهب حتى إلى الموت الذي كان آدم يستحقه بعصيانه، وبهذا غرس نعمة الخلود بقيامته. وهذا ما كان يقوله بولس الرسول: «وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه أسمًا فوق كل أسم. لكى تجثو بأسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فى 2: 8-11). |
|