القديسة مرثا المصرية
في القصة الأخيرة التي نعرضها في هذا الكتاب نجد أن القديسة مرثا المصرية لما منعت من دخول الكنيسة ليلة عيد الميلاد، ولما رأت تجمع الناس حولها، قلوبهم فرحة متهللة والكنيسة مزدانة متألقة بالأنوار، وهى تقف خارج الباب يمنعها الايبوذياكن من الدخول ثم يحضر الأسقف بذاته ويفاجئها بقوله: "أما تعلمين أن بيت الله مقدس ولا يدخله غير طاهر؟" أن مشاعرها اهتزت هزًا عنيفًا لهذا الفرز من الجماعة وللحال نخس قلبها وأعلنت توبتها جهارًا وصارت القديسة مرثا المصرية تعيد لها الكنيسة وتذكر اسمها في السنكسار cuna[arion.
ولدت في مصر من أبوين مسيحيين غنيين وسارت سيرة منحرفة مذمومة حتى أنها كانت تخالف جهارًا الوصية السادسة، وحدث أنها أرادت أن تذهب للكنيسة ليلة عيد الميلاد، ولما توجهت للكنيسة وهمت بالدخول منعها ابيوذياكن الكنيسة وحصلت بينهما ضجة سمعها الأسقف فأتى إلى الباب ليعلم السبب فلما رآها قال لها: "أما تعلمين أن بيت الرب مقدس ولا يدخله غير طاهر؟ فصدمت بهذا الكلام صدمة عنيفة وتأثرت لساعتها بالغ التأثير وبكت بشدة وقالت: "اقبلني أيها الآب فإني تائبة من هذه اللحظة ومصممة على عدم العودة إلى الخطأ، فقال لها: إن كان الأمر حقًا كما تقولين فاحضري ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية، فمضت بسرعة وحملت كل ما كان لها وأتت به إلى الآب الأسقف فباعه ووزع ثمنه على الفقراء والعوزين، ثم ألبسها الشكل الرهباني وأرسلها إلى دير للراهبات فجاهدت جهادًا عظيما وقامت بعبادات كثيرة، وكانت تقول في صلاتها: "يا رب أن كنت لم احتمل الفضيحة من خادم بيتك فلا تفضحني أمام قديسيك وملائكتك.
وبعد أن استمرت قائمة في جاهدها العظيم مدة خمس وعشرين سنة متوالية تنيحت بسلام، وتعيد لها الكنيسة في 3 بؤونه.
بركة صلاتها تكون معنا آمين.