كنّ من أهل تسالونيك، وكنّ عابدات للمسيح عن آبائهن ثم اخترن عيشه البتولية والعفاف، واتفقن على السلوك في الفضيلة، وكنّ مداومات على الأصوام المتواصلة والصلوات الكثيرة، متردّدات على أديرة العذارى متنسكات مع الراهبات. لما تملّك الإمبراطور مكسيميانوس وأمر بعبادة الأصنام، وسفك دماء كثيرين من المسيحيين، خافت القديسات وهربن إلى الجبل واختبأن في مغارة مداومات على نسكهن وعبادتهن، وكانت هناك امرأة عجوز مسيحية تفتقدهن بكل ما يحتجنه في كل أسبوعن وتبيع ما يعملنه بأيديهن وتتصدق عنهن بما يفضل. وحدث أن رأى أحد الأشرار كثرة خروج هذه العجوز إلى الجبل فتبعها عن بعد إلى أن عرف المغارة التي تدخل إليها، فاختبأ حتى لا تراه عند عودتها، وكان يظن أنها تخبئ أشياء ثمينة، فلما خرجت من المغارة وابتعدت عنها دخل إليها فوجد الجواهر النفيسة عرائس المسيح وهن يصلين، فربطهن وجذبهن وأحضرهن إلى والي تسالونيك، فسألهن عن إيمانهن فأقررن أنهن مسيحيات عابدات للمصلوب. فحنق الوالي عليهن وعذبهن كثيرًا ثم طرحهن في النار فأسلمن الروح ونلن إكليل الشهادة. العيد يوم 8 برمودة.