|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القبض على أثناسيا وبناتها العذارى: تيؤدورا، تاؤبستي، تاؤذكسيا في ذلك الوقت، كان الاضطهاد الذي أشعله دقلديانوس وجالير يستمر في العالم أجمع من تسع سنوات تقريبا. وكانت الإسكندرية في كل يوم مسرحًا لعديد من حالات الإعدام الجديدة ويبدو أن الوالي سيريانوس كان يلذ له رؤية هذه المذابح البشرية ويحرص ألا يترك السيف لقطع الرؤوس في غمده. وكانت المدينة، وقري الدلتا الخضراء وبراري "التبابيد"(1) Thébaide. من هذا العالم، ملطخين بدمائهم ليذهبوا للإقامة في مساكن الفردوس. وانتهي بالجمع الأهوج الأمر إلي التعود علي هذه المناظر المفجعة التي كانت تحتمي في ظل القانون. وحينئذ حدث ما أنتزع الجمع من جموده وأثر تأثيرا بالغًا في النفوس. فقد امسكوا أثناسيا وبناتها الثلاث العذارى ثيؤدورا (تفسيرها عطية الله)، وتاؤبستي (تفسيرها أمانة الله)، وتاؤذكسيا (تفسيرها مجد الله)، واقتادوهن مقيدات إلي كانوب(2). وكان رئيس كهنة سيرابيس، كاسيانوس، هو الذي أوحي باتخاذ هذا الإجراء. فقد شعر بكل ما ينطوي عليه تنفيذ الحكم فيهن بالإسكندرية، فما كان شعب الإسكندرية ليفوته أن يتظاهر بالتحمس لصالح ضحايا محبوبة مثلهن، فجمعهن في كانوب لمدة طويلة بحيث تكون كافية لان ينسي الناس فعله الجسور، معتزمًا قتلهن بسرعة في حالة فشله في أقناعهن بأن يذبحن للأوثان. وتسبب ذلك في اضطراب عظيم في المدينة؛ وانتشر الخبر في كل مصر، وعلموا في الصحراء حيث كانوا يسمعون الشائعات منذ أن بدأت العاصفة. _____ الحواشي والمراجع: (1) في القرن الرابع، كانوا يسمون تبابيد Thébaide كل الجزء من مصر الواقع جنوب "ممفيس" Memphis. وكانت تقسم إلي تبابيد السفلي Basse-Thébaide وتشمل "الهبتانوميد" Heptanomide، أي مصر الوسطي، والي تبابيد العليا Haute-Thébaide وتشمل الصعيد. أما ممفيس Memphis فهي "مانوفري" Mannofri القديمة، مدينة "هاكوفتاح" Phtah، "هاكوفتاح" Hakouphtah، وهي التي اخذ عنها اليونانيون اسم مصر حسب رأي "بروجش" Brugsch. وكانت عاصمة مصر قديما. ويروي المؤرخ المشهور "هيرودوت" Herodote أبو التاريخ، أن بهاء هذه المدينة كان عظيما لدرجة تفوق الوصف. وتوجد أثار هذه المدينة بالقرب من سقارة. (2) انظر الحاشية في أول الكتاب. |
11 - 07 - 2014, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القبض على أثناسيا وبناتها العذارى: تيؤدورا، تاؤبستي، تاؤذكسيا
أباكير ويوحنا في الإسكندرية لتشجيع الشهيدات أما القديس أباكير الذي كان يعرف هذه العائلة جيدًا منذ زمن طويل، فكان يرتجف إشفاقًا علي قوة احتمال الشابات، وكان يخشي أن يغلبهن عنف العذابات، فرأي الفرصة سانحة وطبيعي أن يبذل ما في الوسع كمسيحي. فترك الصحراء وذهب مسرعًا إلي الإسكندرية, وبصحبته يوحنا الذي كان يسعي أيضا لينال أكليل الشهادة. وبالرغم من احتياطه حتى يخفي عودته، فقد عرفوه بسرعة، وكان البعض يحتفل به، والبعض يستشيره، وسرعان ما شكوه للوالي الذي لم يبد دهشة لذلك علي أي حال. فقد كان في الليلة السابقة قد رأي رجلين في حلم، هما أباكير مرتديًا ملابس متوحد، وزميله بملابس ضابط: وكان كلاهما يشجعان السجينات الشهيرات علي مقاومة أحكامه واحتقار عبادة ألهمته، بينما كانوا جميعهم يسجدون أمام المسيح ويؤدون له الإكرام اللائق به كإله. وفي الغد قبضوا عليهما في كانوب حيث كانا قد ذهبا ليقوما بالواجبات التي تقسم بالمحبة، وقدموهما للمحاكمة فورًا. قال لهما سيريانوس: (أيها البؤساء، حقًا أنتما أعداء ألهتنا، قد حصرتما لكي تؤثرا علي أولئك الشابات وتوعزا إليهن بعصيان قوانين قياصرتنا العظام، فأسرعا واذبحا للإلهة فتكفران عن عدم احترامكما السابق، وإلا عدمتم كل شيء، الكرامة والحياة. فلم ينفذ بسببكم صبر سيريانوس ودقلديانوس قيصر فحسب، بل طول أناة الإلهة - الخالدة أيضًا. وأنهم كلهم تسامح عن الجريمة، لكنهم ينتقمون شر انتقام من الذين يهينونهم.) حينئذ قال أباكير ويوحنا: (أيها الوالي، لا داعي للمناقشة، وإليك الرد في كلمتين: ليس لنا ما نصنعه باعتبارك وبكراماتك، أننا نرفضها، نحن مسيحيون وسنظل كذلك أبدًا). فقال الوالي: (ماذا!! أيها الوقحان، أتحتقران رأفتي، أتظنان إنكما تستطيعان الهروب من تهديداتي، إن كل شيء عندكم مرجعه الكبرياء والتفاخر، أذن، لا اكتفي بالكلام؛ وعلي العمل). فأقاموا الدعوي وصلوا في الحال المرأة القديسة أثناسيا وبناتها الثلاث، ثيؤدورا، وكان عمرها خمسة عشر سنة، وثيوبستي، وعمرها ثلاثة عشر سنة، وثيوذكسيا، وعمرها أحدي عشر سنة، لكي تتسلي بمشاهدتهن الجماهير، وهذا العذاب كان ما تخشاه هذه النفوس الطاهرة. |
||||
|