رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انطلاق الأنبا صموئيل إلى برية شهيت ورهبنته ورسامته قسًا إنه وإن كان والداه قد سرًا برغبته المقدسة في الانطلاق إلى البرية إلا أنهما لم يكونا راغبين في أن يفارقهما ابنهما الوحيد الحبيب، وهكذا أقام معهما حتى انتقالهما من هذا العالم وبعد هذا عزم القديس على التوجه إلى برية شيهيت، ففرق أمواله على الفقراء والمساكين وخرج من هذا العالم باختياره -حوالي سنة 615 م. أو سنة 619 م.- قبل أن يخرج منه قسرًا، وتوجه إلى جبل شيهيت. كان يصلى متضرعا قائلا: "أطلب إليك يا رب أن ترشدني وتسهل طريقي لأكمل إرادتك " فأرسل الرب له ملاكًا نورانيًا في شبه شيخ راهب ليوصله إلى البرية وأعطاه السلام، فقد سأله: "أين تتوجه أيها الأخ " قال: إني قاصد جبل شيهيت بمشيئة الرب لأصير راهبًا فعزاه الملاك وقواه وسار معه نحو الجبل المذكور، ولما قربا للبرية تركه الملاك، وكان في ذلك الزمان راهب يدعى أنبا أغاثون يقيم في مغارة فظهر له ملاك الرب قائلا، هوذا يقبل إليك شاب يدعى صموئيل فاقبله بفرح وسيره راهبًا فإنه سوف يكون إناء مختارًا وسيبلغ خبر نسكه إلى جميع الأقاليم. فقام القديس أنبا أغاثون لوقته والتقى بالقديس أنبا صموئيل وتبادلا السلام بقبلة مقدسة وقبله الشيخ قائلًا: "حسن قدومك يا ابني صموئيل، الرب قد أرسلك إليَّ لتكون لي معينًا عند شيخوختى. فانحنى له القديس قائلا لتدركني صلاتك يا أبى وتصيرني راهبًا، فوعظه وعزاءه وعلمه طريق الرهبنة، وهكذا لبس إسكيم الرهبنة المقدس ونفذ كل قوانين الرهبانية في طاعة كاملة، ملازمًا الأصوام والصلوات والتقشف والنسك، وكان يخدم الآب اغاثون في شيخوخته ويعتني به في محبة كاملة وعناية فائقة.. ويقول في ذلك Evelyn White إن القديس أنبا صموئيل ذهب إلى شيهت في 615 م. أو سنة 619 م. وأرشده شيخ مسن في الصحراء إلى دير القديس مكاريوس، ومن أعلى تل عال بين دير مكاريوس الكبير المحاط بالقلالي ودير القديس أنبا يحنس القمص أشار الشيخ إلى كهف في صخرة يسكن فيه راهبًا ناسك عظيم أسمه أغاثو ذهب صموئيل إلى هذا الكهف واستقبله أغاثو استقبالا طيبًا، وبارك الشيخ المسن الملابس وغطاء الرأس والحزام المصنوع من الجلد وألبس صموئيل إياها قائلا: إله آبائنا القديسين مكاريوس وأنطونيوس ليكن معك ولتكن أنت تلميذًا لهؤلاء، ثم علمه التواضع والصمت والمحبة والصدقة ودوام الصفح والمغفرة للمسيئين.. كان دائمًا ينظر إلى سيرته ويقتفي أثره متشبهًا به في جهاده ونسكه وكان يسوم مرتين في الأسبوع ولا يأكل الخبز في الصيام الكبير ويتناول العشب وازداد في نسكه وجهاده مما كان له أبلغ الأثر على زملائه الرهبانوقد رسم قسًا على كنيسة الأنبا مكاريوس وصار مرشدًا وأبًا لجماعة من الرهبان. وبعد ثلاث سنوات مرض الآب أغاثو زهاء ثلاث شهور وهكذا تنيح أبوه الروحاني. |
|