أمثلة لسلطان القديسين على الشيطان
هل هناك أمثلة لسلطان القديسين على الشياطين؟
هذه الأمثلة كثيرة جدا جدا، وتاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية حافل بمثل هذه الأمثلة، كما أنها واقع حي معاش تراه كثيرا عندما ترى رعب الشياطين من الصليب وهو في يد رجال الله الأتقياء، وتسمعه عندما تسمع صراخهم وويلاتهم عندما يرتفع الصليب عليهم...
كان لأبينا الحبيب البابا بطرس خاتم الشهداء هذه الموهبة.. (راجع سيرة البابا بطرس خاتم الشهداء).
وفى 13 توت تعيد الكنيسة بأعجوبة القديس باسيليوس الذي استطاع بقوة الأصوام والصلوات أن يحرر شابا كان قد عقد اتفاقا مع الشيطان من زواجه من ابنة سيده (راجع السنكسار cuna[arion)...
وتاريخ حياة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة، والأنبا صرابامون أسقف المنوفية ملئ بمثل هذه الأحداث التي تثبت سلطان أولا الله على الأرواح الشريرة...
وفى الجيل الحاضر عاصرنا أبينا الحبيب القمص جبريل الأنبا بيشوي ومدى العجائب التي أجراها الله على يديه في إخراج الشياطين، حتى أن مجلة الحوادث كتبت عنه كثيرًا (راجع سيرته).
وفى إحدى قرى المنصورة استدعت إحدى الأسر غير المسيحية أحد الآباء الذين كان لهم موهبة إخراج الشياطين... ولكن حدث أمر رهيب إذ بمجرد أن جلس الأب الكاهن ع الأسرة وقبل أن يبدأ صلواته ويرع صليبه اختطف الشيطان هذه الفتاة، فأصبح موقفه حرجًا، ونظرات الموجودين تحمل الاتهام الصارخ للأب الكاهن الذي ليس له ملجأ إلا إلهه.. فبدأ يصلى والوقت يمر والموقف يزداد حرجًا... لد نسى كل شيء ووقف يصارع مع الله.... مر اليوم الأول والثاني وفي اليوم الثالث احضر الشيطان هذه الفتاة مرغما وفارقها رغم إدعائه بأنها عروسه ولم يعد إليها...
أما تاريخ الكنيسة فهو غنى بمثل هذه المواقف التي تبرز شجاعة وقوة القديسين نذكر منها الآتي:
1- في إحدى المرات دخل القديس مقاريوس الكبير مقبرة يونانية قديمة ليستريح، فوضع رأسه على جمجمة، فحسدته الشياطين على جرأته وأخذت تنادى بصوت مرتفع يا فلانة قد أخذنا الصابون والأشنان وأدوات الحمام وها نحن في انتظارك لتكوني معنا... فخرج صوت من الجمجمة يقول: أن عندي ضيفًا، وهو رجل غريب يتوسدني فلا يمكني المجيء امضوا أنتم لم ينزعج القديس بل رفع رأسه وحركها بيده قائلا: هأنذا قد قمت عنك فأن استطعت الذهاب فانطلقي إلى الظلمة... فعاد الصمت للمكان وعاد يتوسد الجمجمة وينام في سلام وهدوء بينما أصاب الخزي الشياطين ففروا هاربين.
2- في ليلة تجمعت الشياطين حول مغارة القديس مقاريوس فسمعهم يتحدثون بصوت مسموع: "أترى أن نترك هذا الإنسان يسكن معنا في هذه البرية، فتصير ميناء للذين يتركون العالم، ويقيمون هنا متشبهين بالسمائيين؟"... ثم صعدوا فوق المغارة متخذين شكل خيل وركاب مستعدين للقتال، واضرموا نارًا عظيمة واخذوا يلقونها داخل المغارة، أما القديس فلبث يصلى ولم يجزع منهم ففروا من المكان.
3 – مضى الأنبا مقاريوس مرة إلى الوادي ليقطع خوصًا... فهجم عليه الشيطان واختطف المنجل منه وهم بضربه، أما هو فكان ثابت الجأش لم يخف ولم يفزع بل قال له:"إن كان السيد المسيح قد أعطاك سلطانا على فها أنا مستعد لأن تقتلني، وإلا فلتذهب إلى الظلمة"... فهرب الشيطان مع أصدقائه وهم يصرخون قائلين:"الويل لنا منك يا مقارة... لقد صارت كل أعمالنا وأفعالنا فيك باطلة، ولسنا نجد منفعة واحدة في مقاتلتك"... أجابهم القديس باتضاع قائلا:"لست بقوتي اعمل هذا بل بالقوة الساكنة في".
4 – الأنبا أنطونيوس الذي تعرض لمحاربات عديدة من الشياطين الذين ظهروا له في شكل حيوانات متوحشة ورفعوا أصواتهم بهياج شديد كان يغلبهم بقوة الله واتضاعه.. يقول القديس:"أنى أبصرت مصابيح من نار محيطة بالرهبان، وجماعة من الملائكة بأيديهم سيوف ملتهبة يحرسونهم، وسمعت صوت الله القدوس يقول:"لا تتركوهم ماداموا مستقيمي الطريق. فلما أبصرت هذا تنهدت وقلت:"ويلك يا أنطونيوس، أن كان هذا العون محيطا بالرهبان، والشياطين تقوى عليهم!!" فجاءني صوت الرب قائلا:"أن الشياطين لا تقوى على أحد، لأنني من حين تجسدت سحقت قوتهم عن البشريين، ولكن كل إنسان يميل إلى الشهوات، ويتهاون بخلاصه فشهوته هي التي تصرعه وتجعله يقع (ص 25 بستان الرهبان).
5 – جاء عن الأنبا هيلاريون الكبير: "في إحدى الليالي بدأ يسمع نواح أطفال ومأمأة قطيع غنم ونعير ثيران، وانتحاب وبكاء كما يكون من امرأة، وزئير أسود وضجة عساكر وجنود، وأكثر من ذلك بكاء هائل جعله ينكمش منزعجا من هول الصوت أدرك هيلاريون وفهم أن الشياطين تلهو مع بعصا لإخافته، وقبع على ركبتيه ورسم علامة الصليب على جبهته، بهذا تسلح وأصبح أكثر شجاعة راغبا أن يرى هؤلاء الذين أرتجف بدنه عند سماعهم، خرج ونظر في كل الاتجاهات فلم يرى شيئًا.
وبعد قليل وبينما كان كل شئ يلمع تحت ضوء القمر رأى عربة حربية بحصان تندفع نحوه فنادى بسرعة الرب يسوع، وفجأة وأمام عينيه انفتحت الأرض وانشقت مبتلعة كل شئ عربة القتال بالحصان بركابها (ص80 سير الآباء المتوحدون للقديس جيروم)".
6 – كان بالمنطقة المجاورة لأورشليم شاب قوى جدًا اسمه مارسيتاس كان مفتخرا بنفسه وبقوته الرهيبة.. هذا الشاب كان مضروبا من الشيطان.. حتى أنه كان يحطم المفصلات والترابيس والأبواب.. وفي أثناء سحبه إلى الدير عن الفزع الجميع... إذ كان يبدو وهو مسوقًا بالسلاسل مكبلًا بالحبال من كل جانب كحيوان مفترس حالمًا رآه الأخوة فزعوا جدا إذ كان حجمه رهيبا فركضوا وأخبروا هيلاريون الذي مرهم أن يحضروه إليه ويحلوه من السلاسل، وعندما صار مارستياس حرًا قال له القديس "تعال" بدأ الرجل يرتعد ويحرك رأسه يمينًا ويسارًا ولم يجسر أن ينظر إلى وجه القديس.. في النهاية تعذب الشيطان الذي كان داخل الشاب بصلوات القديس هيلاريون وخرج منه (ص 91، 92 سير الآباء المتوحدون للقديس جيروم).
7 – دخل الشيطان في جمل ضخم فآذى كثيرين، فأحضروه الرجال للقديس الذي أمرهم أن يحلوه، فحلوه وهربوا سريعا، أما القديس فتقدم إليه قائلا:"أنت لا تزعجني أيها الشيطان مع أنك الآن تبدو كبير الحجم وسواء كنت في ثعلب أو في جمل فأنت هو أنت شيطان".. فهرب الشيطان للوقت وعاد الهدوء لهذا الجمل (ص 106 سير الآباء المتوحدون للقديس جيروم).