|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل عندما ربط الإلحاديون العلم بالإلحاد، والدين بالخرافات والأساطير كانوا على حق؟ س60: هل عندما ربط الإلحاديون العلم بالإلحاد، والدين بالخرافات والأساطير كانوا على حق؟ ج: أصدر " كاي نيلسن " Kai Nielsen الذي تمتع بشهرة كبيرة في الإلحاد كتابه " الفلسفة والإلحاد " سنة 1985م وأيضًا كتابه " الشكل والحداثة " سنة 1989م ويرى " نيلسن " أن الإنسان الذي يملك القدرة على التفكير لا يُعقل أن يؤمن بالدين، ويقول "أن العقيدة الدينية غير معقولة. ومن ثم ينبغي علينا رفضها" (142) كما يقول "أنه لا يشعر بأدنى حاجة إلى اعتناق آية عقيدة دينية" (143). ويقول "د. رمسيس عوض " عن " جابرييل فاهانيان " Vahanian " ويذهب فاهانيان إلى أن العلم نقطة تحوُّل في تاريخ الحضارة المسيحية، فقد أستقل العلم بنفسه عن الدين المسيحي وأكتشف أنه ليس بحاجة إلى الإله الوارد ذكره في الكتاب المقدَّس كي يفهم الطبيعة ويسيطر عليها. وبهذا أتجه العلم إلى الإلحاد وأقترن بالمذهب الإنساني.. ويعلن (فاهانيان) بصراحة أننا لسنا بحاجة إلى الإله الواحد الذي ورد ذكره في الكتاب المقدَّس" (144). ولنا على ما سبق التعليقات الآتية: 1- كان هناك علماء أجلاء من رجال الدين المسيحي، ولو كان الدين ضد العلم ما ظهر مثل هؤلاء الرجال، فنيقولاس كوبر نيكوس (1473 - 1543م) كان رجل دين مسيحي من بولندا، ويعتبر هو مؤسس علم الفلك الحديث علاوة على أنه درس الطب والفلسفة والقانون، وقال بأن الشمس هي مركز الكون بعد أن كان العالم كله يظن أن الأرض هي مركز الكون، وقال أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم، وتدور حول الشمس مرة كل عام، وسجل هذا في كتابه " دوران الأجرام السماوية " ولكن هذا الكتاب لم ينتشر إلاَّ في سنة وفاته 1543م، وقد أهدى كتابه إلى بابا روما.. وجريجور مندل Gregor Mendel (1822 - 1884م): هو راهب نمساوي، جاء عنه في مجلة العلم أنه " كان ابنا لفلاح نمساوي فقير.. وُلِد عام 1822م وأصبح راهبًا، وبعد أن تلقى بعض الدراسات في الرياضة والعلوم في جامعة فيينا عاد إلى حياة الرهبنة في دير بمنطقة " بوهيميا " حيث بدأ تجاربه الشهيرة في عالم النبات التي قادته إلى اكتشاف وجود الجينات، وتوفي سنة 1884م بعد داروين بعامين" (145) كما كان قد كتب عنه " الأستاذ عبد المنعم السلموني " في مجلة العلم أيضًا سنة 2002م يقول "سوف يظل القس.. جريجور مندل علمًا بارزًا باعتباره رائد علم الجينات وصاحب القوانين الأساسية في علوم الوراثة والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وتفسير كيفية انتقال الصفات الوراثية من الآباء والأجداد إلى الأحفاد. وكان مندل خلال فترة شبابه راهبًا بأحد الأديرة اليوغسلافية، ينتمي إلى مدرسة القديس أوغسطين، عندما تمكن من اكتشاف قوانين الوراثة وذلك نتيجة للتجارب المضنية التي أجراها على نباتات البسلة. أستمر مندل في تجاربه لمدة 15 عامًا متصلة خلال فترة الرهبنة.. وظل يعمل في صبر ودأب وعشق على هذه النباتات في حديقة الدير الذي كان يقع في قرية برن الهادئة.. تمكن بجهوده الخارقة من تسجيل نتائج هذه التجارب على مدار 15 سنة من العمل المتواصل.. استطاع مندل أن يصوغ مصطلحين مازالا شائعي الاستخدام حتى الآن في علوم الوراثة وهما " الصفات السائدة" و"الصفات المتنحية " تخلى مندل عن نشاطه العلمي بعد تعيينه رئيسًا للدير في عام 1871م حيث لم يجد الوقت الكافي للاستمرار في تجاربه. ورغم عظمة الإنجاز العلمي الذي حققه فأنه لم يكن قد تلقى غير قدر يسير من التعليم حيث لم يدرس سوى أربعة " تيرمات " بجامعة فيينا شملت الفيزياء التجريبية والكيمياء وقليلًا من الأحياء. ويرى العلماء أن بساطة مندل في عمله كانت أساس نجاحه، وأن إحدى المعجزات التي حققها أنه أكتشف شيئًا بالغ التعقيد وصاغه في أفكار بسيطة للغاية، كما أنه أتبع أسلوبًا فعالا في تحليل الظواهر البيولوجية لم يعرفها أحد من قبله، وكان أول من استخدم الرياضيات والإحصاء في علم البيولوجيا.. وشأن العلماء العظام لم يجد مندل التقدير اللائق به أثناء حياته، إلاَّ أنه منذ أسابيع قليلة تمت إقامة معرض للاحتفال بإنجازاته على بُعد أمتار قليلة من الدير الذي كان يعمل به" (146). 2- قال " فرنسيس بيكون" (1561 - 1626م) " أن القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الإيمان.. إذا أمعن (العقل) النظر وشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها فأنه لا يجد بدًا من التسليم بالله" (147) وعلى نفس القياس نستطيع أن نقول أن القليل من العلم قد يقود للإلحاد أما التعمق في العلم مع اتضاع النفس فأنه حتمًا يقود لله، لأن كل من العلم الصحيح والدين الصحيح هو من الله، فلا تعارض بينهما على الإطلاقوقال " شانت " أستاذ الطبيعيات الفلكية في جامعة تورنتو " أنني لا أتردد في أن أؤكد أن هناك على الأقل تسعين في المائة من الفلكيين، قد وصلوا إلى اليقين بأن هذا الوجود ليس نتيجة الصدفة العمياء. ولكن تحكمه نواميس عقل عظيم" (148). وقال " أنسلم " رئيس أساقفة كنتربري (1033 - 1109م) " أنني لا أسعى للمعرفة لكي أؤمن، بل إني أؤمن لكي يُمكّنني الإيمان أن أعرف، ولذلك أيضًا أنا أعتقد أنني ما لم أؤمن فإني لا أعرف" (149) وقد دلَّل أنسلم على وجود الله معتمدًا على أن الإنسان له الكمالات النسبية، إذًا لابد أن يكون هناك الله الذي له الكمال المُطلق، فمثلًا: أ - فكرة الخير: يعشق الناس الخير، وإن كانوا يتباينون في مدى محبتهم للخير، ولكن ثمة علة واحدة لجميع أنواع الخير، وهذه العلة هي الله، فالله هو الخير المُطلق. ب - فكرة الوجود: فالأشياء تشترك جميعًا في الوجود، ولكل موجود علة، وهذه العلة هي الله، فهو الواجب الوجود وحده، وهو الموجود بذاته ولم يوُجِده أحد. ج- فكرة الكمال: الكائنات مختلفة من جهة الكمال، فالإنسان أكمل من الحيوان، ودرجات الكمال تختلف، وكمال الكائنات نسبي، أما الكامل بذاته كمالًا مُطلقًا، وهو مصدر كل كمال هو الله وحده. وعن ارتباط العلم الصحيح بالدين الصحيح، يقول "الأستاذ رأفت شوقي": "ونتساءل كيف أن العلم الذي هو حقيقة ثقافية وحضارية وإنسانية رائعة قد أصبح عند البعض عائقًا عن الإيمان بالله..؟ إن العلم (هو) سعي نحو الحقيقة، والحقيقة تحرّر الإنسان وتساعده على النضح والرُقي وتقربه إلى الله مصدر كل حقيقة، والعلم يكشف لنا عن عمل الله وحضوره في الكون وحكمته وقدرته.. إن العلم أعطانا صورة عن امتداد الكون وعظمته وجماله تفوق الصورة التي كانت لدى القدماء، كما أوضح فكرة صنع (عمل) الله في خلقه ومخلوقاته. إن العلم يساعد الإنسان على الإيمان بما ذُكر في الكتاب المقدَّس من حقائق علمية، إذ جاءت الاكتشافات العلمية العديدة متفقة على ما ذكره الكتاب المقدَّس من حقائق" (150). 3- يوضح "نيافة الأنبا غريغوريوس" أسقف البحث العلمي أن فكرة العلم ضد الدين فكرة قديمة بالية، فيقول "أن الإلحاد المُعاصر لم يعد قادرًا على أن يهاجم الله في ذاته لأن سلاحه في هذه المُهاجمة قد انكسر ولم يعد العلم سلاحًا مناسبًا في يد المُلحدين يعينهم على تحقيق ما يريدونه.. بل أن العلم في زماننا الحاضر صار قادرًا أكثر من أي وقت مضى على أن يقدم على وجود الله أدلة لا حصر لها ابتداء من ذرة الرمل إلى الأجرام السماوية إلى المجرات السابحة في الفضاء اللانهائي.. أنه لا حصر للأدلة التي يقدمها العلم الحقيقي اليوم على وجود الله في كافة فروع المعرفة الإنسانية سواء في علم الفلك أو علم التشريح أو علم الأحياء من نبات إلى حشرات إلى حيوان إلى إنسان.. ففي كل يوم تتجمع أدلة جديدة وبراهين جديدة على وجود الله، بحيث أصبحت هذه الأدلة لا تُحصر ولا يستطيع إنسان أن يزعم اليوم باسم العلم أن لديه دليلًا واحدًا على عدم وجود الله، وكما يقول بعض العلماء أن كل ما في الكون يتحدث عن وجود الله.. لم يعد الذين يريدون الإلحاد قادرين على أن يستخدموا العلم في إنكار وجود الله، لأن العلم خيب آمالهم، وردا أسلحتهم خائبة وبرهن على نقيض ما ظنوا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذين كانوا يعتمدون على العمل البشري، ويتجاهلون النعمة الإلهية |
لانهم ان كانوا قد بلغوا من العلم ان استطاعوا ادراك كنه الدهر |
أهل العلم والدين والخبرة 👌 |
يتهمون الصادقين بالإلحاد |
العلم والدين |