ذئب شيوعي تصطاده الحملان 2
تابع: ذئب شيوعي تصطاده الحملان (2):
هذه قصة حقيقية لذئب شيوعي لم يحتمل وداعة الحملان، فصار حملًا مثلهم.. قُتل والد " سيرجي كورداكوف " وماتت أمه كمدًا، أما هو فقد تربى في ملجأ تربية قاسية للغاية، فكان التأديب لأي مخالفة الضرب المُبرح، حتى لو كانت هذه المخالفة مجرد القراءة من تحت الغطاء في وقت النوم ظهرًا، كما حدث مع " سيرجي " الذي كاد يفارق الحياة على يد " العم نيشي"، وشبَّ " سيرجي " وألتحق بالكلية البحرية، وبسبب غيرته غير المعقولة على الشيوعية أُختير من قِبل جهاز المخابرات الروسية لتكوين فرقة تأديب للذين يعبدون الله، وأغروه بالمال الوفير إذ يتقاضى 25 روبلًا عن كل عملية قبض على المؤمنين، واختار لهذه المهمة من زملائه الطلبة العتاولة أرباب الملاكمة والجودو والكراتيه.
ويحكي " سيرجي " عن إحدى عملياته السرية، فيقول لقد وصلت لهم الأخبار بأنه على شاطئ نهر قرية " اليزوفو " أسفل الجبل، وفي ذلك المكان المنعزل سيجتمع المؤمنون لتعميد بعض الأشخاص، فاصطحب معه بعض أفراد التنظيم بحجة التنزه، وزودهم الرفيق ديمتري في الأكاديمية بالفودكا والكافيار والمأكولات، وحملوا معهم المطارق التي تحطم العظام والتي صُنعت خصيصًا للمخابرات السوفيتية في تشيكوسلوفاكيا، وأيضًا الهراوات، وحمل أحدهم جيتارًا، وعندما وصلت بهم السيارة للمكان المنشود قبل وصول المؤمنين إلى هناك، أخفى قائد السيارة " فيكتور " السيارة التي أقلتهم في وادي ضيق وسط غابة كثيفة الأشجار، وأفترشوا الأرض يأكلون الكافيار ويشربون الفودكا بينما عائلات المؤمنين وسجنائهم لا يجدون الخبز الجاف، وأخذت أنغام الجيتار تُسمع في المكان، فصاروا نصف سكارى بينما أقبل المؤمنون، وكان بينهم سبعة شباب يرتدي كل منهم روبًا أبيض استعداد لتلقي العماد المقدَّس، وكان الكاهن يُدعى " فاسيلي ليتوفشينكو" في نحو الثامنة والثلاثين من عمره، وعندما بدأ المؤمنون صلواتهم، وبدأ الكاهن في عماد الشباب، أصدر سيرجي أوامره لرجاله، ويقول "سيرجي": "هجمنا عليهم واستخدمنا كل أساليب العنف مع هؤلاء العُزَّل وتعالى الصراخ واستخدمنا المطارق لضرب كل من يحاول الهرب وبدأ الدم يسيل على ثياب السيدات والفتيات، وقام أحد رجالي بتتبع الكاهن وتركته وهو يضربه على رأسه لأنه حاول الهرب (حتى لقى حتفه). وجمعنا كل المجموعة، واضطر رجالي أن يجعلن الفتيات اللاتي لم يكن يرتدين إلاَّ الروب فقط، اضطروهن أن ينزعن عنهن تلك الثياب التي امتلأت بالدماء، وتركوا أربع من الفتيات عرايا، وقيدوا الرجال، وأخذوا المجموعة وهي تصرخ، فاضطرنا أن نضع في فم كل واحد منهم حفنة من التراب لنسكتهم، وكانت العجائز تصلين في سرهن بعد أن توقفن عن الصراخ الذي كن يقلن فيه يا رب ساعدنا، يا رب لا تتركنا. وهكذا اقتدناهم معنا في السيارة إلى الرفيق ديمتري.. وفي الطريق تم شُرب بقية الفودكا، وكان رجالي يشربون السجائر ويحرقون بها أجساد الفتيات العرايا، وقام أحد أفراد مجموعتنا ويُدعى فلاديمير بملاطفة ومغازلة إحدى السيدات في عمر السادسة والعشرين، فصفعته السيدة بشدة على وجهه صفعة جعلته مثار سخرية من كل زملائه، فهو بطل الملاكمة في مقاطعة " كمتشكا " فكيف تصفعه امرأة مسيحية؟!
بالطبع إقتدنا هذه المجموعة ودخلنا بها المدينة في وضح النهار ورآها كل الناس، ورأوا الفتيات عرايا، فهاج " ديمتري " جدًا وقال: ألم أقل لكم مرارًا أفعلوا ما يحلو لكم ولكن ليس علانية. أتريدون أن تقلبوا الناس ضد البوليس، وأصدر أوامره بأن يضعوا المجموعة في الحبس مع السكيرين والقتلة، وكانت هذه ليلة مرعبة للفتيات العرايا وسط الوحوش الأدمية (ثم يستكمل سيرجي ما يخص هذه العملية) فيقول: علمت في الغد أن العينة التي تم أخذها من الكاهن " فاسيلي " قد حدّدت سبب الوفاة بنزيف في المخ من ضربة شديدة على الجمجمة فكسرتها، وتضايقت لأن هذه أول مرة أختبر مثل هذا الموضوع، ولاحظ " ديمتري " عليَّ هذا، فقال لي: لا تتضايق ولا تنزعج، فهذا الرجل كان مطلوبًا القبض عليه، ولا تنسى أنه من أعداء الوطن.. وقد هدأت هذه الكلمات خاطري. لقد كنت أظن أن هذا الكاهن النحيف شخصية لا يعتد بها، ولكن علمت فيما بعد أنه ذو شخصية قوية وتأثير روحي هائل، وقد تعذَّب مرات كثيرة بسبب إيمانه وكان شجاعًا جدًا لا يخاف من أي أحد على الإطلاق" (1).
وكلف " ديمتري " سيرجي بأن يُبلغ زوجة الكاهن خبر موت زوجها برواية ملفقة، فكان وقع الصدمة شديدًا على تلك المرأة الجميلة التي تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين، حتى أنها أُصيبت بالشلل التام في كل أعضاء جسمها. وتم إبلاغ ابنه البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا وهو يؤدي الخدمة العسكرية، وتم تفتيش منزل الراعي، فعثر على كتاب تراتيل وكتاب مقدَّس قديم جدًا، وكانت تلك الكتب ممنوعة منعًا باتًا، فلا يطيق شيطان الشيوعية أن يعاين كلمات الحق المدوَّنة في الإنجيل، فكانت خطته القضاء التام الكامل على كل ما يسمى إنجيل أو كتاب مقدَّس في البلاد الشيوعية. أما الأمر الذي يدعو للدهشة أن المؤمنين كانوا يعرفون الجواسيس الذين يندسون وسطهم ويبلغون أخبارهم للجهات المسئولة، ومع ذلك كانوا يتركونهم لعلهم يربحونهم للإيمان، وكانت مثل هذه الغارات التي يقوم بها سرجي تتكرر نحو ثلاث مرات أسبوعيًا، والمحاكم تتستر على الجرائم.
وفي إحدى المرات تفتق ذهن المؤمنين لإقامة صلواتهم في المدافن في أول مايو سنة 1970م حيث يزور الكثيرون المدافن، فتجمع نحو مائتي شخص من المؤمنين وأخذوا يرددون الترانيم الدينية، وبدأت المقابر تزحم، فمن يأتي لا ينصرف، والبوليس يقف عاجزًا من التصدي لهم جهارًا، فأخبر " ديمتري " سيرجي ليسرع إلى المدافن وفي صحبته فرقة موسيقية عسكرية، ووصل سرجي سريعًا، وأفسدت موسيقى الإلحاد تلك الترانيم الخالدة، وملأت الكون ضجيجًا، فانصرف المؤمنون، ولكن جميعهم قد تم تصويرهم ثم تعقبهم بعد هذا، فقد حطموا قوانين الإلحاد وعليهم أن يتحملوا عقوبة هذا.
الإنجيل أم الحياة:
يحكي سرجي عن إحدى غزواته مع أفراد عصابته الذي يُدعى بالتنظيم أنه بعد أن تم مهاجمة منزل إجتمع فيه أثنى عشر شخصًا، لمح في يد أحدهم إنجيلًا يحاول أن يخبئه، ولكن سرجي أنقض عليه وقبض على الإنجيل المتهم وأخذ يمزقه بقسوة ويُلقي به على الأرض. أما الشخص الذي كان بحوذته الإنجيل والبالغ من العمر الخامسة والستين عامًا فلم يكف عن التوسل لسرجي أن يكف عن هذا، فسدَّد له لكمة قوية أسالت الدم من وجهه غزيرًا، وأعقبها بلكمة أخرى، فسقط الرجل فاقد الوعي، وسيرجي يتعجب من هذا الرجل ذو الإرادة الحديدية، والذي يفضل الإنجيل عن الحياة. ولكيما تقنع روسيا العالم بأنها ليست ضد الحرية الدينية قامت بطبع عشرة آلاف نسخة من الإنجيل، تم إرسال نصفها للمتكلمين بالروسية خارج البلاد، والذين يتاح لهم الإنجيل بكل سهولة، وأرسلوا ثلاثة آلاف لدول شرق أوربا، وأُرسل الألفين الباقين إلى مركز مقاومة الدين. أما عن قصة الفتاة الرائعة الجمال المعترفة الجريئة ناتاشا.. (يتبع - الباب الثالث).
ما أكثر الرجال الذين زرعوا بذار الإلحاد.. مئات مئات وألوف ألوف، من مفكرين وفلاسفة وساسة ورؤساء وزعماء وحكام ومربيّن، وأجهزة تشريعية وتنفيذية، ومؤسسات مدنية.. إلخ. ولضيق المجال دعنا يا صديقي نُلقي الضوء قليلًا على عشر شخصيات فقط من الذين كان لهم باعًا كبيرًا في إرساء مبادئ الإلحاد وهم:
-
كارل ماركس (1818-1883م.)
-
لينين (1870-1924م.)
-
ستالين (1879-1953م.)
-
هولباخ (1723-1789م.)
-
جورج هيجل (1770-1831م.)
-
آرثر شوبنهَور (1788-1860م.)
-
فريدريك نيتشه (1844-1900م.)
-
آدولف هتلر (1889-1945م.)
-
ماوتسي تونج (1893-1876م.)
-
برتراند راسل (1872-1970م.)
-
جان بول سارتر (1905-1980م.)