رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل فقدان نسخ أصلية من الأسفار المقدسة يعني اختلافها عن الحالية؟ س 18: مادامت النسخ الأصلية للأسفار المقدسة قد فقدت، من يضمن لنا أن النُسخ التي بين أيدينا مطابقة للأصل؟ ج: 1 - بداية، دعنا يا صديقي نطرح هذا السؤال: لماذا سمح الله باختفاء النسخ الأصلية للأسفار المقدسة؟
2 - نحن لا نُقدّس الجلود والرقوق وأوراق البردي التي كُتبت عليها الأسفار المقدَّسة، لكننا نُقدّس كلمة الله المكتوبة على هذه المواد. 3 - النُسخ الأصلية نُقلت منها عدة مخطوطات بطريقة في منتهي الدقة، وهذه المخطوطات تمثل الجيل التالي، وهذه بدورها نُقل منها عدد أكبر من المخطوطات، فهي تمثل الجيل الثالث، وهلم جرا.. فمثلًا لو أن النسخة الأصلية لسفر معين نسخ منها 20 نسخة (الجيل الثاني) وهذه النسخ العشرين نُسخ منها مائة نسخة (الجيل الثالث) وبما أن النُسخ المائة متطابقة تمامًا فهذا دليل ثابت علي أن النُسخ العشرين (الجيل الثاني) مطابقة تمامًا للأصول، فكم وكم عندما نجد آلاف المخطوطات التي يتم اكتشافها في مناطق جغرافية مختلفة وترجع لتواريخ مختلفة وجميعها متطابقة. أليس هذا دليلًا علي تطابق ما بين أيدينا للأصول الأولي؟ 4 - هل يتصوَّر البعض أننا يجب أن نرفض الكتاب المقدَّس أنفاس الله بحجة عدم وجود النسخة الأصلية؟! وهل يمكن أن نتعامل مع التراث الفكري بهذا المنطق المريض؟! ولو فعلنا هذا، ألاَّ نصبح شعبًا بلا تاريخ ولا تراث ولا قيم؟! إن كنا نقبل كتابات قدامي الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين، مثل هيروديت، وأفلاطون، وأرسطو، وتاسيتوس، رغم أن أقدم النُسخ التي نمتلكها لكتاباتهم ترجع لتاريخ متأخر عن تاريخ موتهم بمئات السنين، فمثلًا أقدم نُسخة لدينا من عدد مائة نُسخة لكتابات سوفوكليس (496 - 406 ق.م) ترجع إلى سنة 1000م، أي بفارق زمني 1400 سنة، وأقدم نسخة لدينا من عدد ثمان نسخ لكتابات هيروديت (480 - 425 ق. م) ترجع إلى سنة 900 م. بفارق زمني أكثر من 1300 سنة، وأقدم نُسخة لدينا من عدد خمس نسخ لكتابات أرسطو (384 - 322 ق.م) ترجع إلى سنة 1100 م. أي بفارق زمني نحو 1400 سنة، وأقدم نُسخة لدينا من عدد عشرين نسخة لكتاب الحوليات لتاسيتوس الروماني (حتى سنة 100م) ترجع إلى سنة 1100 م. أي بفارق زمني 1000 سنة، وهكذا (راجع جوش مكدويل - برهان جديد يتطلب قرارًا ص 60 وفي طبعة 2004 م. ص80، 81) فإن كنا نثق في كتابات وأفكار هؤلاء الفلاسفة والمؤرخين، فكيف لا نثق في المخطوطات القديمة مثل مخطوطات وادي قمران الخاصة بأسفار العهد القديم، والتي لا يفصلها عن النُسخ الأصلية سوى مدى زمني قليل؟! فقد كانت اكتشافات منطقة قمران من أعظم اكتشافات القرن العشرين حيث تم اكتشاف كم هائل من أسفار العهد القديم، وقد بيع عدد كبير منها للجامعة العبرية في إسرائيل بمائتين وخمسين ألف دولار فحفظت في معرض بُني خصيصًا لها علي شكل أحد الجرار التي وُجدت بها اللفائف، وترجع أهمية كنوز قمران إلى أنها قرَّبتنا للأصول بنحو ألف عام. كيف؟ كانت أقدم المخطوطات لدينا قبل هذا الاكتشاف يرجع تاريخها للقرن التاسع الميلادي، أما مخطوطات قمران فقد عادت بنا إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وبعضها يرجع لتاريخ أقدم، وكم سعد علماء الكتاب بأعظم اكتشافات العصر الحديث، ولا سيما عندما قارنوا هذه المخطوطات بما بين أيدينا الآن، فشكروا النُسَّاخ العظماء الأتقياء المجهولين على مدى دقتهم (راجع كتابنا: كنز قمران). ويقول "بول ليتل " عن اكتشافات وادي قمران " فوائد هذه اللفائف: أكدت دقة 1000 سنة من التسجيل والتاريخ العبري أي من 200 ق.م وحتى 916 م.. يمكن بسهولة رؤية مدى أهمية هذه الاكتشاف، بالنسبة لهؤلاء الذين يتساءلون عن مدى دقة نص العهد القديم. في ضربة واحدة مثيرة تحققت في أن هذا الاكتشاف جعلنا نرجع إلى الوراء حوالي ألف سنة، مما أغلق الفجوة في الزمن بين المخطوطات التي لدينا الآن وبين المخطوطات القديمة. هذا الأمر يشبه لو أنك علمت أن اللوحة التي تملكها لا ترجع إلى 200 عام بل 1000 عام. إن المقارنة بين لفائف البحر الميت وبين النص الماسوري نتج عنه اكتشاف مدى الدقة الهائلة في عملية نسخ المخطوطات والنسخ" (46). أما مخطوطات العهد الجديد فما أكثرها، وما أقربها للأصول، ويقول "بول ليتل": "لقد كُتب العهد الجديد في الأصل باللغة اليونانية، وأخر الأرقام المعروفة الآن للمخطوطات بلغت 5500، بعضها نُسخ كاملة والبعض الآخر مجرد شظايا صغيرة، وواحدة من هذه الشظايا قد تم تحديد تاريخها في زمان مبكر جدًا بين كل القطع المعروفة، وهي تحمل جزءًا من إنجيل يوحنا 18 وبها 5 آيات وحيث أن هذه القطعة الصغيرة جاءت من مصر وقد تم نسخها وتداولها من بطمس بآسيا الصغرى، حيث تم نفي الرسول يوحنا، فقد قدَّر مجموعة من الباحثين زمن كتابتها إلى حوالي 90 -100م " (47). وقال " ف. هورت": "إن هذه الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتي يعود الكثير منها إلى العصور الأولي، التي تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلي، تجعل نص العهد الجديد يقف فريدًا بين الكتابات الكلاسيكية القديمة ولا تدانيه في ذلك أي كتابات أخري" (48). وقال " فريدريك كينون " وهو عالم شهير في علم المخطوطات " الفترة الفاصلة بين تواريخ الكتابة الأصلية وأقدم الأدلة (المخطوطات) تصير صغيرة للغاية حتى يمكن القول أنها تافهة.. ويمكن الآن أن نعتبر أننا قد تثبتنا تمامًا من أصالة نصوص أسفار العهد الجديد وكذلك سلامتها عمومًا" (49). 5 - لو كانت النُسخ الأصلية بين أيدينا، لشكَّك النُقَّاد فيها وقالوا: ومن يدرينا أن هذه النُسخ هي النُسخ الأصلية؟! إن فقدان النُسخ الأصلية التي انتشرت نُسخ منها وملأت العالم تظل تحتفظ بذات قوتها وعظمتها وعصمتها، أنظر إلى وثيقة تحرير العبيد التي حرَّرها "آبراهام لينكولن" في أول يناير سنة 1863، ثم التهمتها النيران في حريق ضخم شبَّ في شيكاغو سنة 1871م أي بعد كتابتها بنحو ثمان سنوات، فهل تجرأ احد ملاك العبيد، وأعاد عبيده، بحجة أن أصل الوثيقة قد التهمتها النيران؟!! 6 - يقول "جوش مكدويل": "وفرة النُسخ المختلفة مع الاكتشافات الأثرية، والملاحظات والتعليقات علي النصوص، والأدوات الأخرى، ساعدتنا جميعًا علي أن تكون هناك قناعة داخلنا تؤكد أن الترجمات التي بين أيدينا دقيقة وتمثل كلمة الله المعصومة. قال "جودريك": أنت تستطيع أن تثق في الكتاب الذي بين يديك لأنه هو كلمة الله المعصومة، فالسهو الذي لحق بنسخ ونقل الكتاب بسيط للغاية، وتمت السيطرة عليه، ويتلاشى. ولذلك أقول مطمئنًا أن الكتاب المقدَّس الحالي موثوق به (Goodrick. IMBIWG. 113) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قانونية الأسفار المقدسة |
الأسفار المقدسة |
بأي لغة كُتِبت الأسفار المقدسة؟ |
الأسفار المقدسة في فكر الآباء |
قانونية الأسفار المقدسة |