الأسفار القانونية وكيف قررت الكنيسة قانونيتها
س 3: ما المقصود بالأسفار القانونية؟ وكيف قرَّرت الكنيسة قانونية الأسفار المقدَّسة؟
ج: الأسفار القانونية Canon، وكلمة Canon مشتقة من الكلمة الإنجليزيةCane أي قصبة (في اللغة العبرية Ganeh وفي اليونانية Kanon ) حيث استخدمت القصبة كقضيب للقياس، ثم أصبحت تعني معيار، وأول من استعمل كلمة " قانون " بالنسبة للأسفار المقدَّسة هو أوريجانوس، فالأسفار القانونية هي الأسفار المقدَّسة المُوحى بها من الله والتي قبلتها الكنيسة.
وإذا تساءلنا: هل الكنيسة هي التي قرَّرت قانونية الأسفار؟
نستطيع أن نقول: نعم الكنيسة هي التي قرَّرت قانونية الأسفار.. كيف؟
الكنيسة هي التي اكتشفت الأسفار القانونية، فالسفر يعد قانونيًا، أولًا لأنه كلمة الله، ولهذا قبلته الكنيسة، فأولًا: السفر هو كلمة الله، وثانيًا: لأنه كلمة الله لذلك قبلته الكنيسة.
وإذا تساءلنا: ما هو المعيار الذي استخدمته الكنيسة للتمييز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيفة؟
نجد أن هناك خمسة معايير استخدمتها الكنيسة للتمييز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيفة، وهي:
1 - أن يكون كاتب السفر أحد رجال الله القديسين سواء من أنبياء العهد القديم، أو أحد رسل العهد الجديد.
2 - أن يكون للكاتب حياته المقدَّسة، وكثيرون منهم قد أيدهم الله بالمعجزات.
3 - أن يُعلّم السفر طريق الله بالحق والاستقامة، وأن يكون خاليًا تمامًا من أي تناقض، بعيدًا عن روح الكذب " لا يمكن أن الله يكذب" (عب 6: 18).
4 - أن يُظهر السفر قوة الله، ويكون له تأثيره علي النفس البشرية " لان كلمة الله حيَّة وفعالة" (عب 4: 12)،تعمل في الإنسان فتغير حياته " لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح" (2 تي 3: 17).
5 - قبول المعاصرين للسفر، كما قبل أهل تسالونيكي رسالة معلمنا بولس الرسول لهم " إذ تسلَّمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين" (1 تس 2: 13) ومثلما قبل معلمنا بطرس الرسول كتابات بولس الرسول كأسفار مقدّسة (2 بط 3: 15، 16) واتبع آباء الكنيسة المبدأ القائل " إذا خامرك الشك في سفر فالقه جانبًا" (راجع جوش مكدويل - برهان جديد يتطلب قرارًا طبعة 2004، ص 66، 67، وإيريل كيرنز - ترجمة عاطف سامي - المسيحية عبر العصور ص 134، 135).