06 - 07 - 2014, 07:42 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
ثلاثة أكيال دقيق _ جيروم
"قال لهم مثلاً آخر:
"يُشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة
وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع" (مت 13)
بطون الإنسان مختلفة. البعض ينجذب للأطعمة المريرة، والبعض الآخر للحلو، البعض لأنواع متقشفة، والبعض لأنواع أكثر إعتدالاً. ولذا، فإن الرب يُقدم أمثال متنوعة، كما قلنا آنفا، وذلك حتى يكون هناك أنواع مختلفة من الأدوية، وفقاً للأنواع المختلفة من الجروح.
هذه المرأة التي أخذت الخميرة وخلطتها بثلاثة أكيال من الدقيق لتُخمر العجين كله تدلُّ عندي إمَّا على التبشير الرسولي وإمَّا على الكنيسة المؤلفة من الأمم المختلفة.
فهي تأخذ الخميرة ـــ أي معرفة وفهم الكتاب المقدس ـــ وتخلطها بثلاثة أكيال من الدقيق ليمتزج الروح والنفس والجسد بدون اختلاف، ومن ثم يتفق الإنسان الواحد مع أثنين أو ثلاثة فيكون لهما ما يطلبانه من الآب (مت 19:18).
ويُفسر أيضاً هذا المقطع بطريقة أخرى.
قرأنا عند أفلاطون، وعند الفلاسفة المشهوربن، أن هناك ثلاثة أهواء أو إنفعالات في النفس الإنسانية: ما يُسمى "العقلي"، و "الغضبي"، و "الشهواني" أو "الرغبة". واعتقد هذا الفيلسوف أن الجزء العقلي يتواجد في الدماغ، والغضبي في المرارة، والشهواني في الكبد. هكذا وبالتالي، إذا قبلنا الإنجيل أو خميرة الكتاب المقدس، التي تحدثنا عنها، فإن أهواء النفس الداخلية الثلاثة تتآلف، ومن ثم نملك التعقل من خلال "العقلي"، ونكره الرذيلة من خلال "الغضبي"، ونشتاق للفضيلة من خلال "الرغبة". وهذا كله يتم ويتحقق بالتعليم الإنجيلي الذي تقدمه لنا الأم المقدسة أي الكنيسة.
يجب أن أذكر أيضاً تفسير ثالث لبعض الناس، حتى يتسنى للقارئ انتقاء التفسير الذي يرضيه من الكثرة. هؤلاء الشراح يقولون أن المرأة هي الكنيسة، والتي خلطت إيمان الإنسان بثلاثة أكيال من الدقيق، عن طريق الإعتقاد في الآب والابن والروح القدس. هذا لا يقودنا إلى ثلاثة آلهة بل إلى معرفة اللاهوت الواحد. وهم يُفسرون الثلاثة أكيال من الدقيق هكذا: إذ أنه ليس هناك طبيعة مختلفة لكل أقنوم من أقانيم الثالوث، بل هناك وحدة في الجوهر.
(الجدير بالذكر أن التفسير الأول (إنسجام الجسد والنفس والروح في توافق) هو تفسير العلامة أوريجانوس، وبالطبع القديس جيروم دارس جيد لأعماله ومُترجم لبعضها)
|