رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكوى يسوع _ الأب زوسيما كنت ُألاطف مرًة أحد الإخوة الذين ألبستهم الإسكيم، لأنه كان شاباً مترًفا. فقال لي: ’يا معلِّم، إنني أحُبك‘. فقلت له: ’لم أجد من يحبني كما أحبّه. أنت قلت إنك تحبني وأنا صدقت قولك، فإن حدث أمرٌ لا ترغبه فلن تثبت على ما أنت عليه الآن، ولكنني لا يغيِّر شعوري بالمحبة أي عارضٍ‘. وبعد وقتٍ قصيرٍ انفصل هذا الأخ عني وصار يسبّني كثيراً ويقول عليَّ أقوالاً قبيحة كانت تبلغني! فكنت أقول في نفسي: "هذا هو مكوى يسوع أرسله ليعالجني من كبرياء نفسي". وكنت أقول َلمن يخبرني: "إنه يذكر ما رآه من شروري الظاهرة، أما قبائحي الخفية فلا يُحصَى لها عدداً. وبعد زمانٍ التقى بي في قيصارية فلسطين، وسّلم عليَّ كعادته وقبلته ببشاشةٍ كأنه لم يُقل عني أي شرِّ. فسجد أمامي وقال: ’يا معلِّمي، اِغفر لي لأجل الرب، فقد تكّلّمتُ عنك كثيراً بكلامٍ رديءٍ‘. فقلت له ببشاشةٍ: ’هل تذكر محبتك عندما قلتَ لي إنك تحبني كثيراً، وقلتُ لك إنني لم أجد من يحبني كما أحبه؟ ثق أنه لم يخفَ عني ما قلته ولمن قلته وفي أي موضعٍ قلته، وإن أردت لقُلته لك. ولم يُقنعني أحد أن أقول كلاماً رديًئا عنك، ولم أكفّ عن أن أذكرك في صلواتي. ولكي تعلم صدق محبتي لك، فإن عينيَّ أوجعتاني مرًة وجعاً شديداً، فصّلّبتُ على وجهي وقلتُ: "يا ربي يسوع المسيح، اِشفني بصلوات الأخ فلان. فشفيت في الحال‘! هذا ما قلته للأخ. + إنني لا أدين الذين يوبخونني، ولكني أعتبرهم محسنين إليَّ ولا أرفض دواء النفوس الذي يجلب علاجاً مذلاً لنفسي المتعجرفة. + نحن ننظر صليب الرب يسوع ونقرأ كل يوم قبوله لآلامه ولا نحتمل أذية واحدة. + إن كان أحد يهتم بتذكر الأخ الذي ضايقه أو أضرّه أو أهانه، فعليه أن يذكِّر نفسه بأنه مثل طبيب أرسله المسيح ويعتبره كمحسن إليه، لأنك إذا تضايقت في تلك الأحوال، فهذا يعني أنّ نفسك مريضة. ففي الحقيقة لو لم تكن مريضاً لما تألمت. فعليك إذاً أن تشكر هذا الأخ طالما أنه بفضله عرفتَ مرضك، وصلِّ لأجله واقبل ما يأتي كأدوية أرسلها لك الرب. أما إذا حقدت عليه فكأنك قلت للمسيح: لا أريد أن أقبل هذه الأدوية وأفضِّل أن يحل الفساد في جروحي. + إذا أردتَ أن تُشفى من جروح النفس المريعة هذه عليك أن تحتمل ما يفرضه عليك الطبيب. ففي الحقيقة إن المريض بجسده لا يُسرّ بأن يتكبّد أي قطع أو أن يتجرّع شَربة، بل إنه يستاء من مجرد ذكر ذلك. ومع ذلك فباقتناعه بأنه بدون تلك العلاجات لا يمكنه أن يُشفى من هذا المرض، فهو يتحمّل ما يُلزمه به الطبيب. إنه يعلم أنه بقليل من الإزعاج سيُعفى من مرض طويل. إن مكوى يسوع هي التي بإهانتك وإلحاق الأذى بك تحررك من المجد الباطل. فكل مَن يهرب من تجربة نافعة فهو يهرب من الحياة الأبدية! ما هو المجد الذي حصل عليه القديس اسطفانوس سوى الذي اكتسبه بفضل الذين رجموه؟! + إن مكوى يسوع هي ذاك الذي يظلمك، بينما هو يخلِّصك من طمعك الذي لا يشبع، إذا احتملته بشجاعة. أمّا إذا لم تحتمله فإنك تظلم نفسك، فلا تدن أخاك. إننا إذ ننسى أن نلوم أنفسنا في التجربة نرفض الدواء الذي يقدمه لنا المسيح ونسمح لأنفسنا كالمجانين أن نتصور الأفكار ضد الذين يحسنون إلينا. المرجع: أقوال الأب زوسيما، كتاب فردوس الآباء الجزء الثاني، إعداد رهبان ببرية شيهيت. |
06 - 07 - 2014, 09:50 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مكوى يسوع _ الأب زوسيما
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|