![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
النفس المثالية والنفس الحقيقية إن النفس المثالية ترفض النفس الحقيقية فعندما أعرف نفسى على حقيقتها وبضعفاتها فإننى أرفض هذه النفس الحقيقية وأجبرها على الإختفاء لذلك فهى لا تظهر أمام أى شخص أخر وبالتالى أظهر بنفس مزيفة أمام الأخرين وألبس قناعا !!! قد يكون هذا القناع قناع بر أو قناع رياء . وعندما أكوَن علاقة سواء مع اللة أو مع الناس فإن الذى يكون هذه العلاقة هى النفس المزيفة. ولكى أدخل فى علاقة حقيقية مع الله أو مع الأخر حيث يكون الإرتباط عميق فلابد أن أدخل فى هذه العلاقة بالنفس الحقيقية وليست المزيفة وبالرغم من إننى أسعى للكمال ، فلابد أيضا أن أعترف بضعفى ولا أخفيه . وقد يسأل البعض : كيف يصبح الإنسان مسيحيا وواقعيا فى نفس الوقت ؟ ليس معنى هذا أن يكون الإنسان المسيحى كاملا وبلا خطية ، لكن لابد له أن يدرك أن لديه نقائص وضعفات . النفس المثالية فى نظر الله ونظرى : يتسأل الكثيرون : هل صورة النفس المثالية فى ذهنى هى نفس الصورة التى فى ذهن الله ؟ وهل الكمال كما أعرفه أنا له نفس التعريف عند الله ؟ ففى أحيان كثيرة يختلف ما أتخيله أنا أنه النفس المثالية عن تلك التى خلقها الله وموجودة فى ذهنه . فقد أصف مثلا إحتياجا من إحتياجاتى بأنه أمر ردئ وأنه ضعف ولكن الله ينظر إليه على أنه شئ جيد وأنه مهم للنمو والشفاء وبناء النفس . فلقد شعر اٌدم بإحتياج أن يكون معه إنسان أخر بالرغم أنه كان موجودا مع الله وربما يفسر بعضنا أن الإحتياج للأخر هو شئ ردئ لكن الله لم ينظر إليه إنه شئ ردئ إنما هو جيد وخلق له معينا نظيره . فلقد خلقنا الله أنفساً تنمو من خلال العلاقات . الصراع ما بين النفس المثالية والنفس الحقيقية : إن هذا الصراع قد يأخذ أربع صور ثلاثاً منها لا تحقق نجاحاً تعالوا نتحدث عنهم 1- إنكار الردئ ( النفس الحقيقية ): إذا حدث وتضايقت من أحد الأشخاص فإننى أحاول أن أكبت مشاعرى وكأننى لم أغضب منه وربما يكون هناك شخصا يلحق بى الأذى ومن ثم يجب أن أضع حدوداً فى العلاقة معه لكى لا يستمر فى أذيته . فالنفس المثالية هنا تنكر الردئ وتعتقد أن الإنسان المحب المثالى لا يجب أن يضع حدوداً وتطالب النفس الحقيقية بألا تشعر بمشاعر الغضب أو غيره . والأمر الخطير هو عندما تتحرك لدى الإنسان مشاعر الخطية أو الشهوة فيحاول تجاهلها ويعتقد أنه لو كانت هذه المشاعر موجودة بالفعل ستنجسه . لكن هناك فرق بين أن يعترف الإنسان بوجود المشاعر ثم يتعامل معها لكى يجعلها مقدسة وبين أن يكبتها . 2- إنكار الجيد ( النفس المثالية ): والمقصود به هو إنكار وجود الجيد تماماً ونعتبر أن العلاقة هى علاقة تمثيل ورياء ،فليس هناك أبداً إنسان جيد . ويكون هذا عندما يشعر الإنسان بعجزه فى تحقيق الكمال وأن نفسه الواقعية لن تصل أبداً إلى النفس المثالية .ولا يرى فى داخله أى صلاح وأيضا قد لا يرون أى صلاح فى الاخرين عندما يتعاملون معهم ودائماً ما يوجهون لهم إنتقادات لاذعة فيهم يرون كل شئ فيهم سيئاً ويطالبونهم أن يكونوا كاملين . 3- الهجوم على الردئ : المقصود به الصراع ما بين الجيد والردئ والهجوم على الردئ وإدانته وهذه الصورة هى الأكثر شيوعاً للتعامل مع الردئ الذى فينا . وقد يقول شخصا ما أنا لا أستحق أى شئ بسبب الخطية التى أعيش فيها وهذا قد يؤدى إلى طريقين إما أن يصبح مثل يهوذا عند تبكيت النفس المثالية للواقعية عنده ، أو يصبع مثل بطرس عند تبكيت الروح القدس له عندما أخطأ فحزنه أنشأ توبة !! 4- تقبل النفس المثالية للنفس الحقيقية : وهى الصورة التى يجب أن نتبناها ونتعامل بموجبها وهى صورة الحب والقبول . وفيها تقبل النفس المثالية النفس الحقيقية وتعترف بأخطائها ، ولكن من خلال التوبة والإعتراف والتناول تقدم المغفرة لهذه النفس وتسامحها . ولكى يمكننا أن نحب ونقبل الأخر ونغفر له فلابد أن نكون قد شبعنا بالحب والمغفرة والقبول وأدركنا قبول الله لنا ومحبته . فالذى يمتلئ بمحبة الله وبالشعور بأن الله قد قبله يمكنه أن يحب ويقبل ويغفر . فإن الهجوم على الردئ وإدانته يدمر الشخص أما قبول الإنسان الخاطئ وتقديم المحبة والمغفرة له يجعله يتغير وينتقل من صورة إلى صورة ومن مجد إلى مجد . فمثلا إن كان هناك شخص لا تعرفه ولا تربطك به أى علاقة حب ثم أخطأت فى حقه فإن أكثر ما يضايقك أنك قد فعلت شيئاً خاطئاً وربما لا تهتم أن تصحح هذا الخطأ لأن هذا الإنسان لا يهمك فى شئ . ولكن إذ أخطأت فى شخص تحبه فإن تركيزك لا يكون على إنك فعلت شيئاً خاطئاً ولكن تركيزك ينصب على أنك جرحت هذا الشخص ويهمك أن تعيد العلاقة معه وتتصالح معه كذلك أيضاً الخطية هى علاقة حب لله لذلك فإن تركيزك سيكون على أنك جرحت الله وأن تتصالح معه مما يجعل من السهل عليك أن تتوب . وكلما نضج الإنسان روحياً فإنه ينظر إلى علاقته مع الله والأخر على أنها علاقة حب لذلك فأنا شخص محبوب لدى الله . وبناءاً عليه ، فإن النفس المثالية إذا غفرت بحب للنفس الحقيقية وقبلتها فإن هذا الحب سوف ينمو فى النفس الحقيقية ، فتنضج وتتغير من مجد إلى مجد لتصبح فى شبه صورة الله . من كتاب طور شخصيتك بالنعمة والحق للأنبا / يوسف التعديل الأخير تم بواسطة Ramez5 ; 16 - 07 - 2014 الساعة 04:54 PM |
![]() |
|