القاضي يعفو عن الشاب القاتل .. والقاتل يرفض العفو
++++++++++++++++++++++++++
حدث ان شابًا كان يعيش في احدى المدن ويتحلى بسمعة طيبة وأخلاق حميدة متمتعًا بنظرة رضى واستحسان من كثيرين من أهالي بلدته لكنه وللأسف تورط في احد الأيام بلعب الورق مع بعض اصحابه حيث احتد وفقد اعصابه وما كان منه الا ان سحب مسدسه واطلق النار على خصمه في اللعب فقتله. فألقي القبض عليه وسيق الى المحكمة وحكم عليه بالاعدام شنقًا.
لكن بسبب ماضيه الممدوح واخلاقه المرضية فقد كتب اقرباؤه ومعارفه واصدقائه عرائض استرحام كانت تحمل تواقيع كل أهل البلدة تقريبًا وفي خلال فترة قصيرة سمع أهل المدن والقرى المجاورة بالقصة وتعاطفوا من الشاب المسكين فاشتركوا في توقيع عرائض استرحام أخرى.
بعد ذلك قُدمت هذه العرائض الى حاكم المنطقة والذي حدث انه كان مسيحيًا مؤمنًا وقد ذُرفت الدموع من عينيه وهو يرى مئات الاسترحامات من أهل البلدة والبلدان المجاورة تملأ سلة كبيرة أمامه. وبعد تأمل عميق قرر ان يعفو عن الشاب، وهكذا كتب أمر العفو ووضعه في جيبه من ثم لبس ثوب رجل دين وتوجه الى السجن.
حين وصل الحاكم الى زنزانة الموت، نهض الشاب من داخلها ممسكًا بقضبانها الحديدية قائلًا بصوت غاضب : " اذهب عني، لقد زارني سبعة على شاكلتك حتى الآن، لست بحاجة الى مزيد من التعليم والوعظ. لقد عرفت الكثير منها في البيت."
قال الحاكم "ولكن"، "ارجو ان تنتظر لحظة ايها الشاب، واستمع الى ما سأقوله لك "
صرخ الشاب بغضب "اسمع"، "أخرج من هنا حالًا والا فسأدعو الحارس."
قال الحاكم بصوت مرتفع "لكن ايها الشاب"، "لدي أخبار تهمك جدًا، ألا تريدني أن أخبرك بها؟"
رد الشاب "لقد سمعت ما سبق وقلته لك!"، "أخرج فورًا والا فسأطلب السجان".
أجاب الحاكم "لا بأس"، وبقلب مكسور استدار وغادر المكان. وبعد لحظات وصل الحارس وقال للشاب:
"انت محظوظ لقد حظيت بزيارة من الحاكم."
صرخ الشاب "ماذا!"، "هل كان رجل الدين هذا هو الحاكم؟"
أجاب الحارس "نعم انه الحاكم، وكان يحمل لك العفو في جيبه لكنك لم ترد ان تسمع وتصغي الى ما سيقوله لك."
صرخ الشاب بأعلى صوته "أعطني ريشة، أعطني حبرًا، هات لي ورقًا ". ومن ثم جلس وكتب ما يلي: "سيدي الحاكم، أنا أعتذر لك، وأني آسف جدًا لما بدر مني وللطريقة التي استقبلتك بها.. الخ."