طائفة الكتبة في دير الأنبا بيشوي
بيتر: وفي القرن الرابع الميلادي كان هناك 400 راهبًا في دير الأنبا بيشوي يكرسوا كل وقتهم لنسخ الإنجيل فقط وفي العهد القديم كان هناك طائفة الكتبة، وكان عملها الأساسي نسخ الأسفار المقدسة، وكان هؤلاء الكتبة يراعون الحيطة والحذر الشديد، فمثلًا: من التعليمات التي كان يلتزم بها النسَّاخ ما يلي:
- أن يكون الناسخ رجلًا حكيمًا يقدّر ما يكتبه.
- يغسل الناسخ جسده بالماء جيدًا.
- يلبس الملابس اليهودية، ويجهز قلبه بالأفكار الخشوعية .
- يستخدم درجًا مجهزًا من جلد حَيَوان طاهر، وأن يكون الشخص الذي جهز هذا الدرج شخص يهودي.
- يستخدم الناسخ حبرًا مصنوعًا من كربون الفحم وعسل النحل النقي، وكانوا يحصلون على الكربون من الهباب الناتج من اشتعال مصابيح الزيت أو من أسفل القدور.
- قبل أن يبدأ الناسخ في كتابة صفحة يعد كل حرف في هذه الصفحة ويدونه في الهامش، وبعد أن ينتهي من كتابة الصفحة يحصي كل حرف فيها ويطابقه بمثيله من النسخة المنقول منها.
- لا يعتمد الناسخ على ذهنه في كتابة ولو كلمة واحدة.
- ينطق الناسخ الكلمات بصوت عال وهو يكتبها حتى يشغل حاستي النظر والسمع.
- لو تكلم ملك مع الناسخ أثناء عمله لا يلتفت إليه.
- عندما يرد اسم الجلالة "الله" يسجد قبل كتابة الاسم، ويكتبه بقلم خاص.
- يترك الناسخ مسافة شعرة بين كل حرف وحرف، وتسعة حروف بين كل فقرتين، وثلاثة سطور بين كل سفرين.
- كل عمود يكون عرضه بمقدار ثلاثون حرفًا، ويشمل ما بين 48-60 سطرًا
- يتولى مراجعة النسخة مجموعة تقوم بعملها بمنتهى الدقة، فلو وجدوا في النسخة أكثر من ثلاثة أخطاء مُصحَّحة تُعدم حرقًا بالنار.
وحتى بعد تشتُّت اليهود من فلسطين وخلال الفترة من 299-500 م. كان يقوم بمسئولية النسخ طائفة المازوريين، وسُميت النسخ التي قاموا بنسخها بالنسخ المازورية.