نسبة الأعضاء الجسدية والمشاعر الإنسانية لله : القرآن ينسب لله الأعضاء الجسدية، فمثلًا:
أ - ينسب لله وجه: "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ" (سورة الرحمن 27)، "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ" (سورة القصص 88).
ب- ينسب لله يد: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" (سورة الفتح 10).
ج- ينسب لله جنب: "أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ" (سورة الزمر 56).
د - ينسب لله عين: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" (سورة الطور 48).
ينسب لله المشاعر الإنسانية : مثل الحسرة والنسيان والمكر والغضب "يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ..." (سورة يس 3)، "نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ..." (سورة التوبة 67)، "إِنَّا نَسِينَاكُمْ..." السجدة 14 "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة آل عمران 54)، "وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" (سورة الفتح 60)، وفي صحيح البخاري ينسب لله الضحك على آخر رجل يبقى في النار الذي يقول "لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه".
فإن كان الله قريب بهذه الدرجة والقرآن ينسب له الأعضاء والمشاعر الإنسانية فما المانع من ظهوره في شكل إنسان؟ وهل الله يعجز عن التجسد؟
أليس الله قادر على كل شيء؟ ألا يستطيع أن يقطع حجب الخفاء ويعلن ذاته لنا؟
الملائكة تستطيع أن تظهر في شكل منظور ففي (سورة الأنعام 8، 9) "وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ. وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ" أي لو ظهر ملاك فانه سيظهر في شكل رجل. وفي صحيح البخاري وصف الوحي الذي جاء في غار حراء بأنه قاعد على كرسي بين السماء والأرض.
بل الجن أيضًا لهم القدرة على الظهور في أشكال معينة ملموسة ففي صحيح البخاري ج 1 ص 91 يذكر الرسول أن عفريتًا من الجن فلت عليه ليقطع صلاته فامكنه الله منه وهمَّ أن يوثقه بسارية المسجد.
فإن كانت الملائكة تظهر في شكل إنسان أفلا يستطيع الله أن يفعل ذلك؟ وإن كان الجن له القدرة على الظهور في شكل جسدي حتى الرسول رآه وأراد أن يوثقه بالسارية.. ألاَّ يقدر خالق الملائكة والجن على الظهور في شكل إنسان؟
8 - تجلي الله على الجبل: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة الأعراف 142) إن كان الله ظهر في مكان معين وبشكل معين على الجبل ورآه موسى فلماذا يستبعد البعض ظهوره في زمن معين في جسد الإنسان الذي هو تاج الخليقة؟ وعندما ظهر الله على الجبل وكلم موسى هل خلى منه الكون؟
9 - نزول الله على الأرض: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الأخير يقول من يدعوني فأستجيب له. من يسألني فأعطية؟ من يستغفر لي فأغفر له؟" (صحيح البخاري ج 1 ص 2..). ربنا تبارك وتعالى ينزل في ثلث الليل الأخير ومع ذلك لا يخلو منه مكان.. أيضًا في تجسّده تنازل من سماه ولم يخلُ منه مكان.
10- عرش الله: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (سورة طه 5). وفي صحيح البخاري يقول الرسول إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فما أدري أفاق قبلي أم جوزي".
فإن كان العرش له قوائم محدودة بدليل أن موسى استطاع أن يمسك بأحد قوائم العرش. فهل العرش حدَّ وحيز الله؟ وهل الله الجالس على العرش غير موجود خارج العرش؟!
الله موجود على العرش بطريقة معلنة، وموجود خارج العرش بطريقة غير مرئية. هكذا الله الغير منظور أعلن ذاته لنا في شخص ربنا يسوع المسيح بينما كان يملأ كل زمان ومكان..
11- سماء الله: في قصة الإسراء والمعراج في صحيح البخاري ص 73، 74 يذكر أن الرسول عرج إلى السماء فوجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة ومرَّ على إدريس وموسى وعيسى ثم وصل إلى مكان الله ففرض على أمته خمسين صلاة. وفي عودته سأله موسى عن عدد الصلوات، فلما علم إنها خمسين صلاة استثقلها وأعاده إلى الله الذي جعلها خمسة وعشرون صلوة.. ثم أعاده موسى مرة ثانية وثالثة لله حتى صارت خمس صلوات. وهنا السؤال: هل موسى كان يوجد في مكان لا يوجد فيه الله.
وكيف يتحرك الرسول جيئة وذهابًا بين مكان موسى ومكان الله.. بلا شك أن الله في مكانه بطريقة معلنة وأيضًا لا تخلو منه أي من السموات، وهذا ما حدث في التجسد إن الله ظهر في الجسد بصورة مرئية ملموسة، وفي ذات الوقت يملأ كل مكان بلاهوته.
12 - دار الله: جاء في الحديث عن الرسول "إن المؤمنين حين يتشفعون ربهم يوم القيامة يأتون إلىَّ. فانطلق فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي. فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا" (صحيح البخاري 4: 18).