|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذًا ما هو موضوع ثالوث الله من الآب والابن والروح القدس. ولماذا تنفردون أنتم وحدكم بهذه العقيدة المجتمع: إذًا ما هو موضوع ثالوث الله من الآب والابن والروح القدس. ولماذا تنفردون أنتم وحدكم بهذه العقيدة. المسيحي: نحن لا ننفرد وحدنا بعقيدة الثالوث لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد كثيرة في العهد القديم ولكن بأسلوب مستتر وأحيانًا مباشر، ولكنه كان مكشوفًا فقط للأنبياء ومحجوبًا عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على استيعاب حقيقة جوهر الله. وتوقع سوء فهمهم له في مرحلة طفولة معرفتهم به وبداية إعلان ذاته لهم، وحرصًا منه على عدم وقوعهم في الاعتقاد بتعدد الآلهة، الأمر الذي تسربت معرفته لآبائنا قدماء المصريين. فوقعوا في عقيدة الثالوث الوثني. بل إن مجتمعنا أيضًا يشاركنا هذه العقيدة باعترافه بوجود جواهر الثالوث، ولكنه يعترف بها كحقيقة وليس كعقيدة. فهو يؤمن ويصرح بالله، وبكلمته، وبروح قدسه. وهذا هو إيماننا بالله الآب الذي يمثل ذات الله لأنه أصل الوجود وعلة كل شيء فيه، وكلمته الذي نطلق عليه الابن لأنه قدرته المولودة منه والذي به صنع الوجود وبدونه لا يعمل شيئًا، وروح قدسه الذي هو روح الحياة فيه والذي به يعطى الحياة لكل موجود. وبالإجمال إله واحد؛ موجود بذاته، حيّ بروحه، ناطق بكلمته. واضح إذًا في هذه العقيدة أنها إيمان بإله واحد له ذات واحدة. وهذه الذات تتمتع بالنطق والحياة. وبدون النطق يكون الله إلهًا أعجميًا مجردًا من العقل والنطق ومن ثم لا يمكن أن يكون خالقًا للوجود ولا يصح أن يكون إلهًا. وبدون الروح وهو تيار الحياة فيه يكون إلهًا ميتًا ومِن ثَمَّ لا يكون إلهًا. إذًا الله إله واحد ثالوث. واحد في ذاته، ثالوث في خصائص كيانه؛ الوجود والنطق والحياة. الوجود بالذات والنطق بالكلمة والحياة بالروح. والذات هي ذات الله والكلمة هو كلمة الله والروح القدس هو روح الله. والكلمة يولد من ذات الله لذلك يُدعى ابن الله والروح ينبثق من ذاته القدسية لذلك يسمى روح القدس. وهى جواهر أساسية بدونها لا يتقوم كيان الذات الإلهية. هل بعد هذا الإيضاح تجد أننا استحضرنا إلهًا آخر وجعلناه بجوار الله حتى تتهمنا بالشرك؟ وهل بعد اعتراف مجتمعنا بالله الواحد وثالوثه المتمثل في ذات الله وكلمة الله وروح قدسه تصمم على اتهامنا بالشرك؟ إنه أمر عجيب حقًا!! بل والأعجب من هذا أننا نحن ومجتمعنا مع رجاء عدم الاستغراب نعيش حياتنا بهذا الإيمان عينه. فإيماننا بالله الواحد الثالوث هو الذي نستخدمه في حياتنا بتسميتنا بِاسمه المبارك في كل لحظة بقولنا بِاسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. وهى مرادف البسملة التي يستخدمها مجتمعنا في كل تصرف وفي بداية كل عمل بترديده بسم الله الرحمن الرحيم الإله الواحد. هو نفس ثالوثنا المسيحي. الله الواحد هو الآب ذات الله، والرحمن بصيغة المرة على وزن فعلان وتشير إلى الابن الوحيد الجنس، والذي صنع رحمة للعالم مرة واحدة بفدائه له من حكم الموت الأبدي. والرحيم بصيغة الكثرة على وزن فعيل ويشير إلى الروح القدس روح الكثرة والنمو والخصب لأنه روح الحياة، والذي بفاعليته انتشر وامتد عمل رحمة الله في فدائه. وإن لم يكن الأمر كذلك. فما هي الحكمة أن تكون بسملة مجتمعنا بسملة ثالوثية لله. وهى الله، والرحمن، والرحيم. وفي نفس الوقت هو إله واحد وليس ثلاثة آلهة، ولم تكن بسملة رباعية أو سداسية؟ ولو لم يكن الرحمن خاصية جوهرية في الله، والرحيم خاصية أخرى جوهرية في الله فإنه ما كان هناك مبرر إطلاقًا لتكرار لفظ مشتق من الرحمة مرتين بدون حكمة إلهية تخص علاقة الله بالمؤمنين به. ثم لماذا ثالوث الرحمة بالذات؟ يرجع ثالوث الرحمة إلى الرحمة التي صنعها الله مع العالم بخلاصه من عبودية إبليس وسلطان الموت الأبدي،وذلك بمجيء الكلمة من السماء إلى العالم بمشورة الآب والروح القدس وتجسده في شخص يسوع المسيح. وإغداقه بمراحم الله على العالم بأقواله وأعماله، ثم تتويج أقواله وأعماله بأكبر عمل رحمة وهو تتميمه الفداء على الصليب، الذي به قهر الشيطان والموت وأنار طريق الحياة والخلود أمام البشرية الساقطة. لذلك كان المسيح رحمة حقيقية للعالم. ومن أهم معالم رحمته: في أيامه لم تقم حروب في العالم وساد السلام. كما تنبأ عنه إشعياء النبي أنه يدعى "رئيس السلام" (إش9: 6). وكذلك قال عنه زكريا أبو يوحنا المعمدان إنه "يهدى أقدامنا في طريق السلام" (لو1: 79). وهكذا أعلنت ملائكة السماء عند ميلاده أن يكون "على الأرض السلام" (لو2: 14). أليس السلام وعدم الحرب رحمة بالعالم؟ رَفَعَ حدود العقوبات التي كان يفرضها ناموس موسى على الذين يقعون في مخالفة وصايا الله. فلما أحضروا إليه المرأة الزانية لكي يحكم عليها بالقتل حسب الناموس وانصرف الذين أحضروها بعد أن أظهر لهم خطاياهم، قال لها اذهبي ولا تعودي تخطئي أيضًا. أليس رفع الحدود رحمة بالنفس البشرية وبالعالم؟ ارتفع بوصايا الحق والعدل إلى وصايا المحبة والمغفرة. فهل ليست المحبة وعدم الانتقام والتسامح من جانب الإنسان نحو أخيه الإنسان أو من جانب الله نحو الإنسان رحمة بالعالم؟ كان يجول في كل مدينة وقرية يصنع خيرًا. يشفى أمراض الناس ويقيم موتاهم ويخرج الشياطين منهم وصنع بينهم الآيات والعجائب لخيرهم. أليس هذا رحمة بالعالم؟ أشبع عقول وقلوب الناس من التعاليم الإلهية والمعارف الربانية والأسرار السماوية. أليس هذا رحمة بالعالم إذ قدم لهم أسمى التعاليم وأعمق الأسرار وأوسع المعارف؟ قدم للناس نموذجًا عمليا للإنسان الكامل بالقول والفعل، وذلك في حكمته ومحبته وطهارته ووداعته واتضاعه وتسامحه، وبذلك فتح أمامهم طريق البلوغ إلى الكمال أليس هذا رحمة للعالم؟ لقد تَوَّج أقوال وأعمال رحمته بكمال رحمته الحقيقية بتقديم ذاته فدية عن خطايا العالم. فوفَّى العدل الإلهي حقه. وتحققت فيه نبوة داود النبي أن فيه "الرحمة والحق تلاقيا. البر والسلام تلاثما" (مز84: 10). ت.ق(1). وبهذا الفداء الرحيم صالح الآب مع البشر، فصفح عن خطاياهم ورفع حكم الموت عنهم. وبذلك فتح أمامهم باب السماء. وكسر شوكة إبليس بإبادته سلطان الموت بموته. أفليس هذا رحمة؟ إن كل من يتأمل في هذه الرحمات يرى أن إنسانًا من البشر ليس في قدرته أن يقدم للعالم واحدة منها. لأنها كلها رحمات إلهية، ولا يملك تقديمها إلا الله وحده، ولأن المسيح هو كلمة الله فهو يملك أن يقدمها للعالم. أما من جهة الرحمة بين البشر فيمكن لإنسان أن يرحم إنسانًا مثله، ويمكن لرئيس دولة أن يرحم شعبه، ويمكن لرئيس دولة عظمى أن يرحم العالم في فترة حكمه. ورحماتهم جميعا هي رحمات زمنية وقتية. أما رحمة العالم في كل زمان ومكان رحمة سماوية أبدية فهي أمر يخص الله وحده، ولا يصح أن يُنْسَب لإنسان في الوجود أنه رحمة للعالم بهذا المفهوم الروحي السماوي. لأن الله وحده هو الذي يقدم هذه الرحمة للعالم ولا يقدمها إلا من خلال كلمته الأزلي. وإن كان المسيح هو كلمة الله الأزلي فهو القادر وحده على رحمة العالم. ولم ينسب الكتاب الرحمة لأي بار أو نبي من جميع أبرار وأنبياء العهد القديم. بل إن الله هو الذي قال لموسى النبي "أتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم" (خر33: 19). |
|