منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 06 - 2014, 03:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المقدمة

سأفترض في نفسي أنى لا أعرف شيئًا عن المسيحية بل قد تكون لديَّ فكرة سيئة عنها. وبناءً عليه سأوجِّه إليك أيها المسيحي بعض الأسئلة؛ جزء منها اتهامات والجزء الآخر استفسارات. والحقيقة أن هذه الاتهامات ليست افتراضات ولكنك تسمعها أحيانًا في مجتمعك من متعلمين وأنصاف متعلمين ومن أميين في العلم والثقافة والفضيلة والبعض منهم يحملون بغضة وتعصبًا والبعض الآخر يحملون محبة ولكنهم يصدقون ما يسمعونه لذلك يواجهونك به. وهذه الأسئلة والاتهامات فيها ما يليق وفيها ما لا يليق. وفيها ما يتعجب له الكبار والعقلاء. ولكن هي الواقع الذي يدور في ذهن الكثيرين.
ولتوفير مصدر مباشر لتقديم إجابة على هذه الاستفسارات وردودًا على هذه الاتهامات وضعت ردودًا متواضعة من أقوال إنجيلنا وواقع حياتنا الإيمانية، مطعمة ببعض شواهد قرآنية وأقوال مفكرين إسلاميين، لعلها تكون أمرًا نافعًا ومفيدًا لحفظ مجتمعنا وعلاقاته في سلام ومودة.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
كما يمكن أن تسهم هذه الردود:
أولًا: في تَعَرُّفك على هامش من حقائق إيمانك وعقائدك وعباداتك ومبادئ سلوكياتك.
ثانيًا: تعرف الإجابة على الأسئلة التي توجه إليك ولا تقف خجلًا بسبب جهلك بدينك وإيمانك.
ثالثًا: لإفادة السائلين من طلاب المعرفة أو إسكات فم المتهكمين.
رابعًا: لتصبح صورة المسيحية ظاهرة لمن يسئ الظن فيها أو من يصدق الشائعات المغرضة التي تقال عنها.
خامسًا: تجنب المناقشات الدينية كلية. ولكن ليس عن جهل وعدم معرفة أو عن خوف وعدم شجاعة. بل عن يقين كامل بإيمانك ومسيحيتك وأنك لست محتاجًا لتأكيدها أو تبريرها لأنها راسخة أكثر من رسوخ الجبال في قلبك وفكرك. وأيضًاعن حكمة في تجنب المناقشات التي حذرنا معلمنا بولس منها بقوله "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالمًا أنها تولد خصومات" (2تى2: 23). وكذلكأن يكون تجنبك للمناقشات ليس بالصمت المطبق وإنما مصحوبًا بتأكيد شفاهي منك باعترافك بإيمانك وبثقتك فيه وأنك لست محتاجًا إلى ما يكمل إيمانك أو يصححه، متذكرًا قول السيد المسيح "كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضًا به قدام أبي الذي في السموات" (مت10: 33).
هذه هي المقدمة التي كانت مكتوبة للكتاب منذ شهر يوليو 2002. ولكن ما جاء بجريدة وطني في شهر ديسمبر 2002 زاد يقيننا بأهمية موضوع الكتاب للرد على الأسئلة المطروحة والتي جاء بعضها في "وطني" ضمن نماذج أسئلة طرحت في استطلاع مبسط للرأي(1)، عن المعلومات التي يرغب المسلمون في معرفتها عن الأقباط:
لماذا يشرب المسيحيون الخمر؟ لماذا لا يستحمون إلا كل ثلاثة أسابيع؟ لماذا يصلون وهم يسيرون في الطريق؟ لماذا لا يتطهرون قبل الصلاة؟ لماذا يأكل المسيحيون لحم الخنزير؟ لماذا يقول القسيس عند دفن الميت إني برئ منك؟ ما هي بروفة الميت؟ ويقول صاحب المقال عن هذه الأسئلة إنها تكشف عن غياب المعلومات الأولية عن الأقباط(2).
والحقيقة أن هذه الأسئلة بعضها اتهامات لم يتحقق صاحبها هل هي حقائق يعيشها المسيحيون أم لا. ووجه الخطورة يكمن في تلقين ما تحويه هذه الأسئلة للنشء الصغير من مجتمعنا فيوسع شقة الخلاف بينه وبين مسيحيي مجتمعه منذ الصغر. فماذا ننتظر من مستقبل لمجتمعنا في ظل الأفكار المغلوطة التي تشعل نار الفتنة! إنه لا علاج لهذا التيار سوى ما يراه العقلاء من أصحاب الحكمة والمشورة في مجتمعنا.
ففي رؤية مستقبلية لمجتمعنا الذي نعيش فيه قال فضيلة الدكتور إسماعيل الدفتار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجلس الشورى من بين ما قال: "يجب التركيز على قضية الوحدة والتعاون بين جميع أبناء الأمة فكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وفي جميع المجالات". كما قال جناب الدكتور محمد السيد الجليند رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم "المصري المسيحي متدين بطبعه والمصري المسلم متدين بطبعه. لذلك من الأمور المهمة نزع فتيل الصراع بين الاتجاهات الثقافية المختلفة في الوطن ليكون الجميع على قلب رجل واحد"(3).
أما بالنسبة للردود الواردة في هذا الكتاب، فيا ليت آخرين يتمتعون بمعرفة أكثر منى عمقًا وروحانية يبادرون بوضع ردود أخرى تشبع المستويات المتباينة من القراء طالبي المعرفة فتكون الفائدة أكثر.
22 أغسطس 2003
_____
الحواشي والمراجع :

(1) أعدته الباحثة / نجاح حسن.
(2) وطني 15/12/2002 - ص4
(3) الأهرام 27/12/2002 ص32
رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

الباب الأول: الردود المهدِّئة | ردود مهادنة ومسالمة

الردود المهدِّئة

هذا الباب يتضمن أقوالًا تدعو إلى حرية الاعتقاد وإلى عدم محاربة عقيدة لعقيدة أخرى، وأن الله يهتم بحسن التعامل بين البشر كميزان تقوم عليه دينونته لهم يوم القيامة. وتوصى بالخضوع لإرادة الله في تنوع العقائد والملل بين الناس، وترك الدينونة والحكم عليهم بهلاكهم أو نجاتهم لله وحده.
وجيد للمرء أن يحفظ هذه الأقوال أو بعضًا منها. وذلك لفائدة معانيها التي توجه إلى الحب وتصد باب العداوة وتطفئ نار التعصب وتوقف الاندفاع نحو المناقشات التي تؤدى إلى الفرقة والخصام. وهى أقوال من صميم حياة مجتمعنا والتي تتردد على ألسنة الكثيرين. ولذلك يمكن أن تكون موضع قبول ورضا لسماعها والاقتناع بها.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ردود مهادنة ومسالمة

تختلف ردود الفعل عند إثارة التساؤلات الدينية سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة ضمنية. فهناك المسيحي الذي يسمع وبطبيعته الصامتة الساكتة لا يعطى اهتمامًا. وهناك الذي يسمع ويؤثر الصمت بإرادته تحاشيًا للمهاترات والمجادلات وما ينجم عنها وليس له جهد أن يتصدى لها. وهناك الذين يملكون القدرة على المواجهة الكلامية ولا يطيقون الصمت ولهم حمية الدفاع عن الإيمان. وهؤلاء عندما يتصدون للرد فعليهم أن يختاروا أحد موقفين حسب حالة السائل أو المناقش. والموقف الأول هو الرد على السائل بالاستعانة بالإجابات المعروضة في هذا الكتاب وأيضًا من قراءاتهم في كتب أخرى. والموقف الثاني هو حيث أنهم لا يطيقون السكوت وفي نفس الوقت ليس لديهم استعداد للدخول في مجادلات دينية فيمكنهم اختيار بعض الكلمات المهدئة للموقف والتي يتقبلها الطرف السائل.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
نذكر من هذه الكلمات بعض عبارات وردت في القرآن أو الحديث أو الأمثلة العادية المتداولة، تدعو إلى عدم المجادلات المثيرة في الدين وترك أصحاب كل دين وشأنهم واعتبار موضوع الدين أمرًا يخص مساءلة الله وحده سبحانه وتعالى. وذلك مع الاعتذار عن أي خطأ في معرفة المصدر لبعض منها:
يقول القرآن للرسول "قل... لكم دينكم ولى دين" بما يعنى أن كل واحد له دينه الخاص به فلا داعي للدخول في مساجلات حول أمر شخصي يقوم على الاعتقاد والتصديق والإيمان. ولو التزم كل واحد منا بهذا المبدأ الفاضل لعاش الجميع في محبة كأسرة واحدة.
ويساند هذا المعنى قول القرآن "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" مما يعنى عدم إقحام المجادلات على العلاقات الإنسانية.
ويقول القرآن الكريم "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" مما يعنى أن مشيئة الله أن يكون الناس أممًا ولو أرادهم أمة واحدة لفعل ذلك. وكل أمة بالضرورة لها لسانها أي لغتها ولها دينها وعقائدها.
هذا المعنى الذي استوحاه أمير شعراء مصر أحمد شوقي في قصيدته التي قال فيها:
الدين للديان جل جلاله لو شاء ربك لوحَّد الأقوام
وهذا المعنى هو الذي أخذ منه حكماء القوم في مصر أيضًا شعارهم الوطني "الدين لله والوطن للجميع" وذلك درءًا لمحاولة المستعمر من اتخاذ الدين وسيلة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد. انطلاقًا من القاعدة غير الأخلاقية "فَرِّق تَسُدْ" أي أَوْجد الخصام بين طرفين لكي تتسلط عليهما معًا. وليس المستعمر فقط ولكن بعض الحكومات أيضًا تلجأ لهذا الأسلوب لكي تُلهى الشعب عن أن ينشغل بانتقادها أو إظهار أخطائها.
وينبه القرآن أهله أن يرفعوا يدهم عن أصحاب الدين الآخر فيقول لهم "تلك أمة قد خلت. لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون" (البقرة 134) أي يا أمة الإسلام توجد أمة سابقة عليكم وقد كانت لها مكاسبها من الله. وأنتم لكم مكاسبكم منه تعالى. وسوف لا يسألكم الله عن أعمالهم وتصرفاتهم أي لستم أصحاب مسئولية عليهم.
كما يقول القرآن للرسول أيضًا "وما أنت عليهم بوكيل" (الأنام) مما يعنى صدور الأمر للرسول برفع وكالته عن النصارى. فإن كان هذا هو الوضع مع الرسول الكريم. أفلا يكفى هذا لأي مسلم أن يرفع وكالته عنهم ويتركهم لحال دينهم ولا يجعل من نفسه قوَّامًا عليهم مقتديا بما أُمِرَ به الرسول؟
هناك أيضًا مقولة "الدين عند الله المعاملة" أي أن الإنسان يتكلم عن دينه بمعاملته مع الناس، فليس الدين عقائد في الذهن وإيمانًا باللسان. ولكن المتدين الحقيقي يظهر تدينه في ترجمة دينه إلى سلوك طيب مع الناس. كما أنه من جهة أخرى لا شأن لك بديني لأن ما يهمك منى هو معاملتي لك. فالمعاملة الطيبة هي عنوان التدين السليم وكفى. وهذا هو الدين في نظر الله نفسه بمعنى أن الذي يعامل الناس معاملة طيبة فتدينه مقبول عند الله. ومن يعامل الناس معاملة سيئة فالله يرفض تدينه ولا يقبله.
وهناك مقولة أخرى "لا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتقوى" أي أنه لا امتياز لك أمام الله يُفَضِّلك به على الأعاجم سوى تقواك. إذًا اجتهد أن تتقى الله في معاملتك للناس. وليس من التقوى أن تحاربني في ديني.
وهناك أمر مسلَّم به أن "الله يحب المتقين" ولا تقوى في قلبٍ يحمل العداوة للآخرين. إذًا نقِّ قلبك من كل كراهية لتنال محبة الله ورضاه.
وهناك القول الكريم "وإن جنحوا للسلم فاجنح لهم" (سورة الأنفال 61) أي ليكن اتجاهك إلى مسالمة الناس ولاشك أن المجادلة في الدين تثير النفوس مما يؤدى للتفريق بين الناس من بعضهم البعض. وليس هذا من السلم أو المسالمة.
ويقدم القرآن تصريحًا مباشرًا عن المحبة القائمة بين النصارى وبين الذين آمنوا حيث يقول "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى وذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وإنهم لا يستكبرون" فهل هناك أوضح من هذه الكلمات التي من كثرة وضوحها تصرخ في أذن كل مسلم بأن النصارى أقرب الناس إليه في المحبة والمودة. وأن أكثر العوامل جذبًا فيهم للمحبة هو وجود القساوسة والرهبان بينهم. وهم يتحلون بالوداعة والاتضاع وليسوا هم من المشركين.
وهل اختلف أو تغير نصارى اليوم عن نصارى بدء عصر الإسلام الذين ينادى الإسلام بمحبتهم؟ ومتى تم تغيرهم إن كانوا قد تغيروا وكيف تمَّ ذلك؟ إن إيماننا اليوم هو إيمان آبائنا. وكنائسنا وعباداتنا اليوم التي تقوم على عقائد إيماننا هي كنائسنا وعباداتنا بالأمس. إذًا كلام القرآن عن المودة والمحبة ينطبق على نصارى اليوم كما كان لنصارى الأمس. وإذا كنا أهل مودة ومحبة فلا داعي لزرع خلافات بيننا بسبب اختلافنا في الدين.
ويمدح القرآن الكريم النصارى كعابدين لله في قوله "من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون" أي من النصارى من يقرأون الكتاب ويسبحون الله الليل كله. فهل هذا لا يكفيك لإيمان النصارى؟
بل وأكثر من هذا اعتراف القرآن بديننا في قوله "وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم" فكيف نكون كفارًا في نظرك وأنتم تؤمنون بكتابنا. وإن قال أحدكم إن كتابنا حُرِّف فليس له دليل واحد يقدمه على تحريفه.
بل ويمكن اللجوء إلينا في الاستفسار عما عسر فهمه عليكم حيث جاء كل شيء في كتابنا تفصيلًا كما يقول "ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن، وتفصيلًا لكل شيء، وهدى ورحمة".
بل إن أكثر الأكثر هو أننا كلنا نعبد إلهًا واحدًا كما يقول القرآن أيضًا "وإلهنا وإلهكم واحد" فإن كان لنا إله واحد نحن الاثنان، فلماذا نتخاصم أو نتعادى؟. لاشك أن تقرير القرآن بأننا جميعًا لنا إله واحد، يدعونا لأن نسير جميعنا نحوه لعلنا نبلغ مرضاته من خلال الحب والخير والسلام.
لا شك أن هذه الردود جميعها لو تسلحنا بها كفيلة أمام العقلاء أن توقف أي مهاترات دينية.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

الباب الثاني: قضايا اجتماعية

يتناول هذا الباب بعض الاتهامات التي تخص علاقة المسيحي بالمجتمع، وسلوكياته مع أفراده، وموقفه من أنشطته.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

أنتم المسيحيون جبناء ومستضعفون
المجتمع: أنتم المسيحيون جبناء ومستضعفون.
المسيحي: نحن لا نخاف أحدًا لأننا نعيش بأمانة في أعمالنا وفي معاملاتنا، كما علمنا إنجيلنا "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ2: 10). ولأننا نؤمن أن الله معنا "وإن كان الله معنا فمن علينا" (رو8: 31). وأنه يحرسنا ويرعانا "إذا سرتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز23: 4). ولأنه وعدنا "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. شعرة من رؤوسكم لا تهلك" (مت10: 28، لو21: 18).
وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في إظهار القوة العضلية والغلبة الجسمانية. فنحن نرى أن الشجاعة الحقيقية هي في قوة الروح. لأن قوة الجسد جبانة، وسريعًا ما تتراجع أمام من هو أقوى منها. أما قوة الروح فهي لا تتزعزع لأنها قوة الحق.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في انطلاق اللسان بالهجوم بالسب والشتم والإهانة والتجريح. فنحن يعلمنا الكتاب أن "الجواب اللين يصرف الغضب. والكلام الموجع يهيج السخط" (أم15: 1). كما يعلمنا "غير مجازين عن شر بشر ولا عن شتيمة بشتيمة" (1بط3: 9).
إذًا هذا البعض أو ذاك إن كان يرى أن الشجاعة في عمومها هي في أخذ الحق بالقوة، والانتقام بالتصدي والمواجهة سواء باللسان أو بالعضلات. فنحن نرى أن الشجاعة هي في عبور المواجهة أو المصادمة. لأن هذا العبور ينطوي على حكمة في التعامل، وإطفاء لنار العداوة واستمرار للهدوء والسلام.
ويعلمنا الكتاب أنه من الحكمة أن نهرب من وجه الشر "الذكي يبصر الشر فيتوارى" (أم22: 3). وعدم مقاومته "لا تقاوموا الشر" (مت5: 39). والانتصار عليه بالخير "لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير" (رو12: 21). وضبط النفس أمامه "البطيء الغضب خير من الجبار. ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم16: 32). والصفح والمغفرة "اغفروا يغفر لكم" (لو6: 37). والمسالمة "وإن أمكن فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رو12: 18).
وإن كان البعض يرى أن الشجاعة هي في البلطجة والاستهتار وخرق القوانين وعدم الامتثال لأوامر الرؤساء وعدم الخوف من أخذ الرشوة أو الاختلاس أو التزوير أو السرقة والجرأة في التزويغ وعدم الالتزام بمواعيد العمل. فنحن جبناء فعلًا أمام هذا النوع من الشجاعة الممتلئة بموت الضمير وغياب الله عن شعور الإنسان. لأن مخافة الله تملأ قلوبنا حسب ما يعلمنا كتابنا أن "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10). وكما يعلمنا "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت22: 21).
يضاف إلى ذلك سبب حارس للإنسان العاقل من الانقياد لغواية الشيطان والاندفاع نحو الخطأ، وهو عدم رحمة القانون به عند وقوعه في الخطأ وخصوصًا إذا لم يكن هناك من يحميه في خطئه، فإنه يجد نفسه فريسة للتشهير به في وسائل الإعلام أو الحبس الفوري أو الاجتهاد الشديد في التجميع السريع لخيوط الجريمة وحبك عناصر الاتهام ضده حتى تبلغ أقصى عقوبة لها وليس من وسيط ولا من شفيع. ولربما ألم العقاب جزاء طبيعي للخطأ أما الأشد إيلامًا للنفس فهو الفضيحة والعار.
هذه هي جبونيتنا؛ جبونية الخوف من عار الخطية، وجبونية الحرص على حفظ الشرف والكرامة، وجبونية المسامحة والمسالمة، وجبونية التمسك بالأمانة والأخلاق النبيلة، ويا ليت المجتمع يستغل هذا النوع من الجبونية ليستفيد من صاحبها أيًا كان دينه أو معتقده في الأماكن التي يتم فيها نهب ثروات الوطن وأمواله.
إن مبادئ إنجيلنا هي التي تحكم سلوكنا وتصرفاتنا، وتنبني عليها فضائل سامية وحضارية ولا نستطيع أن نخرج عن إطارها. أولًا لأنها وصايا الله لنا، وثانيا لأنها تحفظ سلامنا الداخلى وسلام مجتمعنا وتدعم وحدته وترابطه وتنمى فيه روح الحب والإخاء وتساعد على نموه ورخائه بلوغًا إلى سعادته ورفاهيته. أما إذا استنكر مجتمعنا هذه المبادئ والقيم فلا بديل أمامه سوى شريعة الغاب التي فيها يأكل القوى الضعيف أو تسود فيه العصبيات والمحسوبيات التي تتراجع بالمجتمع وتحول دون نموه وتقدمه. وهذا بعيد بالطبع عن سلامة العقل ورجاحة الفكر.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

أنتم سلبيون ومتقوقعون على أنفسكم

المجتمع: أنتم سلبيون ومتقوقعون على أنفسكم.
المسيحي: إن المجتمع الديمقراطي السليم الخالي من العصبيات العرقية والدينية يعمل دائمًا على أن يستثمر جميع الطاقات والمواهب البشرية الموجودة فيه والتي تعيش تحت مظلته بغض النظر عن العقيدة أو أي فارق آخر. وقبل النصف الثاني من القرن العشرين كانت الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تغصُّ بعضوية الكثيرين منا وكانوا شعلات متقدة متفانية. ولا زالت توجد طاقات ومواهب مستعدة ومتحفزة للعمل عندما ينفتح أمامها باب الاشتراك في مجالات العمل الوطني بمختلف أنواعه. ولكن عندما تتحور هذه الأنشطة المختلفة لكي تقوم على التكتلات الانتمائية وخصوصًا الانتماء العقيدي للأغلبية وفرز وتهميش الأقلية. فإنها تحرم الأقلية من سعادتها بالإسهام في بناء مجتمعها، كما يحرم المجتمع نفسه من بُناةٍ مخلصين له بالروح والقلب.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

أنتم خونة وتناصرون اليهود
المجتمع: أنتم خونة وتناصرون اليهود.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المسيحي: أما من جهة الخيانة فإن مسيحنا بالرغم من عظمة لاهوته إلا أنه إذ تجسد عاش كإنسان عادى يحترم الانتماء لوطنه ولعقيدة شعبه الذي ولد منه حسب الجسد، وراعى كلًا منهما في كل تصرفاته وسلوكياته. وإذ أوصانا "تعلموا منى" (مت11: 29). فنحن لا نخرج عن إطار وصاياه وقدوته لنا في أمانتنا لوطننا وإخلاصنا له والدفاع عنه. ثم إننا لا نعرف وطنًا آخر نلوذ به لكي نخون وطننا الذي نعيش فيه. والتاريخ يشهد على وطنيتنا المخلصة الصادقة. وكثير من أبنائنا خاضوا معارك في حروب التحرير من الاستعمار. وأجندة الجيش المصري تحوى كثيرًا من أسمائهم. وأقرب مثال حي يعيش بيننا بطريركنا الحالي رئيس كنيستنا قداسة البابا شنوده الثالث الذي خدم كضابط احتياط في الجيش لعدة سنوات. ولم يسجل تاريخ مصر مسيحيًا واحدًا خان بلده أو تآمر عليه.
بل إنه من الواجب الذي نلتزم به في كل مرة نقدم فيها عبادتنا العامة لله في كنائسنا أن نصلى طلبة خاصة مدونة في كتب الصلاة من أجل سلامة جميع القائمين على شئون وطننا؛ الرئيس والجند والوزراء وكل الجموع، وأيًا كانت معاملتهم لنا فإننا لا نكف عن الصلاة من أجلهم لكي يحفظ الله سلامتهم ويتكلم في قلبهم بالسلام من جهتنا.
أما عن مناصرتنا لليهود فاليهود لا زالوا إلى يومنا هذا ينكرون الإيمان بالمسيح ويعادوننا، وليست هناك علاقة تربطنا بهم كشعب اليهود ولا ننتمي إليهم بشيء كما ننتمي لوطننا بكل كياننا. وفي حرب فلسطين ضد اليهود عام 1948 كان أبناؤنا يحاربون جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في الجيش المصري.
ثم ما الذي يقدمه اليهود لنا أو يعطفون به علينا أو يناصروننا فيه حتى نناصرهم نحن على وطننا وإخواننا الذين نعيش بينهم؟ ثم هل يخفى على جميع المصريين بل على العالم كله مناصرة رئيس كنيستنا قداسة البابا شنوده الثالث لقضية فلسطين وتأييد الشعب الفلسطيني لإقامة دولته وتنديده بما يفعله الإسرائيليون بهم؟
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

أنتم تخزنون أسلحة في كنائسكم وأديرتكم


المجتمع: أنتم تخزنون أسلحة في كنائسكم وأديرتكم.
المسيحي: إن كنائسنا حسب إيماننا هي علامة على وجود الله في وسطنا، وعلامة على حضوره معنا في عبادتنا فيها حسب وعده لنا "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20). وإلهنا إله السلام (1تس5: 23)، لذلك نحن لا نستخدم سلاحًا للاعتداء به على الغير ولا حتى للدفاع عن أنفسنا. فعندما أراد بطرس الرسول أن يدافع عن المسيح له المجد وقت القبض عليه قال له المسيح "اجعل سيفك في الغمد" (يو18: 11). فكيف إذًا تجتمع مبادئ إيماننا هذه مع تخزين السلاح؟ ثم لمن نخزن السلاح وما هي فائدته لنا أو ما هو استخدامنا له. إن الذين يضمرون قتل الناس ويخططون للاعتداء عليهم هم الذين يخزنون السلاح ونحن لا نضمر قتل أحد ولا نخطط للاعتداء على أحد. وهل سُمِع في كل أرجاء مصر أن المسيحيين يحملون سيوفًا أو خناجر أو جنازير أو زجاجات مولوتوف الحارقة Molotov cocktail أو قنابل يدوية. وهل سُمِع في أرجاء العالم أن في مصر ميليشيات مسيحية، ومن ثم يحتاج المسيحيون إلى تخزين السلاح؟
أما عن أديرتنا فإن الرهبان الذين يقطنونها هجروا العالم ولم يعد لهم صلة به. ففي ماذا يحتاجون إلى السلاح وما الذي لهم في دنياهم يدافعون عنه بعد أن تركوا كل شيء من متاع الدنيا؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
نشكر الله أن كنائسنا وأديرتنا مفتوحة ومكشوفة لكل من يقصدها. ونشكر الله أيضًا أن المشاركة الوجدانية بيننا وبين إخواننا المواطنين في كنائسنا تكاد تكون مشاركة يومية في كل مناسباتنا في أحزان جنائزنا وأفراح زواجاتنا على السواء.
إن هذا الكلام الذي يطلق شائعات كاذبة لكي يزرع الشكوك والمخاوف بين المواطنين ويسبب الشقاق بينهم يقول سليمان الحكيم عن صاحبه"رجل الأكاذيب يطلق الخصومة والنمام يفرق الأصدقاء" (أم16: 28)، وأمام هذه الأكاذيب والفريات لا يسعنا إلا أن نطلب من الله أن ينزع الحقد والعداوة والحسد من الذين يختلقونها ظلما وافتراء.
أما قول المسيح "ما جئت لألقى سلامًا بل سيفًا" فكان موجهًا إلى تلاميذه عندما أرسلهم للكرازة بالإنجيل. وقصد به أن هناك من يقبلون الإنجيل وهناك من يرفضونه. وقد يحدث القبول والرفض بين أفرادٍ في أسرة واحدة بعينها فيحدث انشقاق بينهم ويعادى بعضهم البعض. وبهذا يكون قد قصد بالسيف هذه المعاداة. كما قصد أيضا سيف الاضطهاد الذي ستواجهه المسيحية من الوثنية. ومن يقرأ (مت10). يرى هذا المعنى المباشر وبالتفصيل الواضح في حديث المسيح لتلاميذه.
كذلك قول المسيح لتلاميذه "من ليس له كيس (أي نقود) فليبع ثوبه ويشترى سيفًا" كان قبل تسليم نفسه لصالبيه. وقصد به أن الأوقات المقبلة عليهم ستكون خطرة وثيابهم التي عليهم سوف لا تكون لها أهمية مثل أهمية تسلحهم بسيف الروح أمام المتاعب التي تنتظرهم. ويجب أن يتوقعوها ويكونوا مستعدين لها. إذًا لم يقصد المسيح أن يتسلح كل منهم بسيف حديد لكي يحاربوا به. ويؤكد هذا أنهم عندما أجابوه يا رب هوذا هنا سيفان. قال لهم يكفى. وطبعًا ليس من المعقول أن سيفين يكفيان لأحد عشر تلميذًا إذا هجم عليهم مسلحون. إذًا هنا يثبت قصد المسيح بتسلحهم الروحي وليس بالسيف الحديد.
وهل من المعقول أن المسيح الذي أوصانا "من لطمك على خدك الأيمن فَحوِّل له الآخر أيضًا" (مت5: 39). وحذرنا بقوله "إن كان أحد يقتل بالسيف فينبغي أن يُقْتَل بالسيف" (رؤ13: 10). هل يدعونا أن نتسلح بالسيوف؟ ومَنْ هو المؤمن الذي يحتاج إلى سيف ذلك الذي يردد كل يوم وكل ساعة "الرب نورى وخلاصي ممن أخاف. إن نزل علىَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت علىَّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن" (مز27: 1، 3)!
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

لماذا لا تملكون الشجاعة للرد على الأسئلة التي توجه لكم أحيانًا بخصوص ديانتكم؟
المجتمع: لماذا لا تملكون الشجاعة للرد على الأسئلة التي توجه لكم أحيانًا بخصوص ديانتكم؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المسيحي: ليس الأمر موضوع شجاعة ولكنها أسباب:
أولًا: عدم وجود معرفة دينية أحيانًا لدى البعض نظرًا لأنهم لم يزودوا بهذه المعرفة في مدارسهم حيث لا يوجد مدرسون متخصصون لتدريس الدين المسيحي. بالإضافة إلى أنه ليس لنا نصيب في وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتليفزيون وصحافة لبث برامج الدين المسيحي أو كتابة مقالات للتعريف بعقائده وعباداته.
ثانيًا: أحيانًا تكون المعرفة موجودة ولكن نية السائل ليست أصلًا متجهة للرغبة في المعرفة والاستعداد للاقتناع. فيكون عدم الرد في هذه الحالة مانعًا للجدل واحتداد المناقشات التي تنتهي في أغلب الأحيان بعداوة بين الطرفين السائل والمجيب بعد أن كانا حبيبين بالجيرة أو الصداقة أو الزمالة. فمن الحكمة الإبقاء على المحبة بين الطرفين واحتفاظ كل طرف بدينه في قلبه.
ثالثًا: الذي يمكن الرد على أسئلته هو الذي لا يحمل نية المجادلة بل نية التعرف على حقيقة الإيمان المسيحي بموضوعية كاملة، وذلك ليس بالضرورة من أجل الإيمان بالمسيح بل يمكن أن يكون لمجرد المعرفة في ذاتها ولو معرفة سطحية إشباعًا لحب الاستطلاع.
رابعًا: في الحقيقة إن من له رغبة صادقة في معرفة ديانة معينة فكل ديانة لها كتابها الخاص بها ولها كتب تفسير وكتب في جوانب الدين المختلفة ويمكن الرجوع إليها لاستقاء معرفة مستفيضة من مصادرها،وفي هذه الحال إذا تعذر على مثل هذا القارئ فهم حقيقة إيمانية معينة وطلب الاستفسار عنها فهذا أولى إنسان بالرد على استفساره، لأنه هو الطالب الحقيقي للمعرفة ويمكنه أن يلجأ لأصحاب المعرفة في الدين لمعرفة ما يريد.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

لماذا تعملون ضجة عندما يشهر أحدكم إسلامه؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المجتمع: لماذا تعملون ضجة عندما يشهر أحدكم إسلامه؟
المسيحي:
1- الضجيج الذي يحدث عادة هو ضجيج داخلي بين أفراد الأسرة المسيحية. لأنه كما أن أي أسرة مسلمة لا تقبل أن يترك أحد أفرادها إسلامه وقد تنزعج للغاية بمجرد سماعها خبرًا مثل هذا. فهكذا الأسرة المسيحية. لأن الاعتزاز بالدين والتمسك بالإيمان لازال قيمة حية وراسخة في مجتمعنا.
2- وما يقال عنه ضجيج هو هرولة الوالدين والإخوة والأقارب يمينًا وشمالًا والتوجه إلى المستشفيات وإلى أقسام البوليس للبحث عن النفس التي اختفت فجأة ودون مقدمات. لأن أغلب ظن الأهل هو وقوع حادث لابنهم أو ابنتهم. لأن مثل هذه الحالات تتكتم على الخبر حتى تسنح الفرصة لها للهروب في غفلة من الأهل.
3- أما الضجيج الحقيقي فلا ينعكس على المجتمع ولا على السلطة وإنما على الوالدين في فجيعتهم لفقدهم أحد أفراد الأسرة خصوصًا أن أغلب هذه الحالات تكون بسبب طياشة السلوك. وفي سن لا تقدير فيه للمسئولية من جميع النواحي. لا مسئولية روحية من جهة التمسك بالدين أو الاعتزاز به، ولا مسئولية أسرية فيما يعانيه الوالدان من متاعب وأمراض وفيما يحيق بالأسرة من مآخذ، ثم تنكر أصحاب هذه الحالات لكل الحب وإفناء الذات الذي شملتهم به عائلتهم لسنين طويلة. والسبب في غياب كل هذه القيم هو تغليب العاطفة على العقل خصوصًا في سن ما قبل النضوج.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 06 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

لماذا تشكون دائمًا بأنكم مضطهدون دينيًا؟ | الاضطهاد في المسيحية

المجتمع: لماذا تشكون دائمًا بأنكم مضطهدون دينيًا؟
المسيحي: نحن لا نشكو إطلاقًا من الاضطهاد الديني ولكننا قد نشكو أحيانًا عندما نُظلم أو عندما تُهضم حقوقنا أو تُساء معاملتنا كمواطنين لنا حقوقنا مثلما نؤدي واجباتنا. وعندئذ يفسر المجتمع هذه الشكوى على أنها إعلان عن اضطهاد ديني للمسيحيين. في حين أنه قد يشكو بعض إخواننا المسلمين مما نشكو نحن منه ولكن شكواهم لا تأخذ نفس التفسير.
ونحن لا ندَّعى الاضطهاد لأننا لا نشتهيه ولا نسعى إليه. لكن إذا فُرِض علينا فنحن نقبله بالشكر وكأنه من يد الله لأنه وعدنا "شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا" (مت10: 31، لو21: 18). فكل ما يحدث لنا نحن نؤمن أنه بسماح منه ويَصبُّ أخيرًا في صالحنا الأبدي.
والدول التي تمارس الاضطهاد تتفنن عادة في وسائله. ومنها تسليط الأصوات العالية غير المحتملة خلال مكبرات الصوت على سكن الإنسان بقصد مضايقته بتأريق راحته والضغط على أعصابه. أو أن يتخذ مسئولٌ ما منهج المقابلة للإنسان بوجه عابس أو بكلمات جافة أو بألفاظ جارحة أو بأسلوب فظ كنوع من التكدير بسوء المعاملة، أو بأن يسند إليه الأشغال الثقيلة والمرهقة من أجل تسخيره أو من أجل الترفيه عن زميل آخر على حساب التثقيل عليه. أو أن يستمر في التثقيل عليه لكي يبلغ حدًا لا يحتمله بحيث إما أن يترك وظيفته التي يعيش من راتبها أو أن يستمر فيها تحت الضغط والكبت حتى يصاب بأمراض خطيرة مثل ضغط الدم أو السكر أو الانهيار العصبي أو الذبحة. أو أن المسئول يضع هذا الشخص في ذهنه لكي يتصيد له أي خطأ تافه أو غلطة عابرة غير مقصودة فيقوم بتهويل الأمر إلى حد تجريم هذا الخطأ أو هذه الغلطة أو إلصاق تهمة له من خطأ شخص آخر بشهود زور. أو أن يصبح منهج معاملته له بالانتهار والتوبيخ المستمر بدون سبب. أو أن يحرمه من حوافزه أو علاواته ظلمًا، أو أن يتخطاه في ترقياته بآخرين أقل منه كفاءة وأمانة. أو أن يُرفَض الإنسان أصلًا إذا طرق على أبواب كثيرة طلبًا للعمل. أو أن يتعرض لحرق مصنعه أو نهب متجره، أو تُوضَع الصعوبات والعراقيل أمامه لإقامة مشروعه، أو تُفرض عليه غرامات أو ضرائب أزيد من المستحق، أو تكاتف البعض على مقاطعة نشاطه التجاري أو إنتاجه الصناعي، أو أن يقود مشروعًا ناجحًا وسرعان ما يضعون أمامه منافسًا أقوى منه لكي يهدمه ويقضى عليه. أو أن يحُرَم من التعيين في الوظائف العليا في الدولة مثل القضاء والجيش والبوليس والجامعات والسلك الدبلوماسي أو مناصب الإدارة العليا مثل المحافظين ورؤساء مجالس المدن والأحياء والقرى ورؤساء مجالس إدارات البنوك والشركات والمجالس القومية والهيئات والمؤسسات العلمية والاقتصادية والأجهزة الرقابية والإعلامية والاستثمارية... الخ. أو أن يُحرم من امتيازات في بعثة أو منحة أو سفرية فنية أو في تقدير شرفي يستحقه. أو أن يقع تحت طائلة القانون والمحاكمة ويتعرض لسجن أو تعذيب أكثر مما يستحق.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
فإذا فُرِض وواجه مواطنٌ أيًا من هذه الأمور فإنه يؤمن أن معاناته لها أو تراكمها عليه في حياته فإنما تؤهله عندنا نحن المسيحيين لنوال إكليل الشهادة. لأن الشهداء عندنا في المسيحية نوعان؛ النوع الأول:شهيد بسفك دم وهو الذي يُراق دمه من أجل الإيمان. وشهيد بدون سفك دم وهو الذي ينال عذابات وآلامًا وتضييقًا على حياته بالتكدير المستمر من أجل إيمانه، وإن كان لا يصل الأمر إلى إزهاق روحه. إلا أنه يموت كما لو كان بالقتل البطيء أو بتخريب حياته بحيث لا يكون صالحًا للحياة. والشهداء في عمومهم هم شركاء المسيح في آلامه ومن ثم فهم شركاء مجده أيضًا كما يعلمنا كتابنا "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو8: 17).
والذي يشكو من الاضطهاد هو إنسان ذليل لأنه كما يقول المثل "الشكوى لغير الله مذلة" أي يذل نفسه للناس وكأنه ليس له إله يراعيه من السماء، أو أن له إلهًا ولكنه إله عاجز عن حمايته أو رد الظلم عنه، أو كأنه يريد أن يحظى بالراحة الأبدية دون أتعاب وآلام في العالم. لقد وعدنا المسيح له المجد بقوله "طوبى لكم إذا قالوا عليكم كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا لأن أجركم عظيم في السموات" (مت5: 11، 12). ويا سعادة من كان أجره عظيمًا في السماء.
وهذه التوجهات الروحية للإنسان المسيحي واضح أنها لا تتفق مع لجوئه لأن يشكو مجتمعه لمجتمع آخر، ولكن إن كان يشكو فلمجتمعه وحده،لذلك فهي لا تتعارض مع دفاعه عن نفسه بالطرق القانونية. ومن خلال القنوات الشرعية. كما لا تتعارض مع قيام كبار قومه وأُولى أمره للدفاع عنه ورفع صوته إلى السلطات لإنصافه. وذلك من منطلق شعورهم بالمسئولية نحو صغار طائفتهم ومكدوديهم.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الصورة الحقيقية للمضطهِدين:

والمضطهِد لا يدرك عادة صورته الحقيقية أمام نفسه وأمام العالم. ولربما لو اتضحت له صورته هذه لأدرك مدى رداءتها، فالاضطهاد نوع من العدوان. وعلماء علم الاجتماع وعلم النفس عندما يحللون الشخصية العدوانية سواء تمثلت في الفرد أو المجتمع يقودهم تحليلهم إلى أنها:
1- شخصية قلقة مضطربة محرومة من سلام الله في داخل القلب لأن الشر يملأ قلبها كما يقول الكتاب "لا سلام قال الرب للأشرار" (إش48: 22).
2- شخصية قاسية جحودة خالية من الرحمة مملوءة حنقًا لذلك تستخدم العنف مع بشر لم يسيئوا إليها إلا في كونهم مختلفين عنها في الجنس أو اللون أو العقيدة أو المذهب الذي نشأوا وتربوا فيه حسبما أراد الله لهم. ومثل هذه الشخصية لا تطولها الرحمة في يوم الدين كما يقول الكتاب "لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة" (يع2: 13).
3- شخصية قلما تستحي لأنها تستخدم قوتها ونفوذها مع نفس هادئة مسالمة، ثم سريعًا ما تتراجع إذا ما واجهها من هو أقوى منها. وينطبق عليها المثل القائل "تخاف ولا تختشي".
4- شخصية تعاند العقل والضمير بإرادتها حتى تمارس نزعتها العدوانية في اضطهاد الآخر. وكأنها تقاوم الله ذاته الذي وهبها العقل والضمير كمقياس حساس لتمييز العدل من الظلم.
5- شخصية لها طابع وحشي، بعيد عن الإنسانية. ومهما ادعت هذه الشخصية من صفة الحضارية والديمقراطية والمساواة بين الجميع، فهي مجرد ادعاءات أو هي ثوب مزيف تخدع به العالم. ولذلك فكثيرًا ما تلجأ إلى الأساليب المقنَّعة في الاضطهاد لكي تغطى على جريمتها ولكنها تشبه من يغطى جسده العاري بثوب شفاف.
6- شخصية حسودة ومملوءة بالشعور بالنقص لأنها كثيرًا ما يكون اضطهادها للآخر إما من أجل امتياز معين في هذا الآخر، وهى لا تستطيع أن تبلغ إليه ومن حسدها وغيرتها تعمل على القضاء على هذا الآخر، أو من أجل استعلائها هي واحتقارها للآخر فتذله وتستعبده.
7- شخصية مرائية لأنها أولًا: تنكر ما تمارسه من اضطهاد على فرد أو على مجموعة بالرغم من وضوح حقيقة اضطهادها كنور النهار، ثم تختلق صورًا مضللة تغطى بها كذبها. وثانيًا: عندما تُؤاخَذ على اضطهادها أو تُفْرَضُ عليها بعض الضوابط من قوةٍ أكبر أو أعلى منها فإنها تملأ الدنيا صراخًا مدعية أنها الحمل المسالم والرفيق الوديع والحَكَم العادل.
8- شخصية تعاند الله لأنها تتحداه في إرادته في خلقه الذي شاء فخلقه أجناسًا وألوانًا، وأراده شعوبا وأممًا وقبائل وألسنة. وهى تضطهده لتخضعه لإرادتها. ومثل هذه الشخصية لا يكسرها إلا الله وحده وهو الذي يمهل ولا يهمل. ونجاحها في كسب معتنقين لمبادئها إنما هو نجاح ظاهري سيأتي عليه وقت يتلاشى. لأن ما بنته وشيدته بالظلم والقتل وأسلوب الكذب والخداع إنما هو مثل بخار يظهر ثم يتبدد ويضمحل. وبالعنف الذي كسبت به سوف تؤخذ به.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
حماية الدين والنعرة العرقية والاستعلاء الجنسي وراء النزعة إلى الاضطهاد:

يقول دارسو العلوم السياسية أن نزعة الفرد إلى اضطهاد الآخر تنشأ من النظام السياسي للحكم. والحكومات التي تضطهد الأقليات يغلب عليها الشعور بالاستعلاء الجنسي فتحتقر الأجناس الأخرى وتعمل على استعبادها، أو تغلب عليها النعرة العرقية فتجتهد للتخلص من العرقيات الأخرى. أو تكون وراءها قوى دينية مخططة ومحركة لهذا الاضطهاد وذلك لتخوف هذه القوى من ارتداد أتباعها إلى ديانة أخرى تأثرًا بها أو انجذابًا إليها. فتلجأ لحكوماتها من خلف الستار لكي تطلب الحماية للدين بكتم أنفاس أصحاب ديانات أخرى تنافسها الوجود.
وبما أن الدافع الديني أو النزعة الدينية تغطى عادة أكبر مساحة من رقعة المجتمع ونفسيته، فبعض الحكومات الضعيفة والعاجزة عن علاج مشاكل المجتمع تنتهز الفرصة لممارسة هذا النوع من الاضطهاد لكسب رضاء هذه المساحة الكبيرة من أفراد المجتمع من أجل بقائها في الحكم. وبعض الحكام ينسى أنه حاكم أقامه الله لرعاية شعب هذه الدولة أو تلك ليقيم العدالة بين أفراد هذا الشعب نيابة عنه دون اعتبار لأي فوارق بينهم دينية أو عرقية، وواجبه أن يقوم بدور الحاكم العام لكل شعبه وليس لعرقية أو تجمع بعينه، وأن يقوم بدور رجل الدولة وليس رجل الدين. لأن الدين مفروض فيه أنه أمر شخصي ويحمل قوته فيه. كما أنه لا يصح أن يُفرض اعتناقه بالقهر والاضطهاد بل بالترغيب والتشويق وهذا عمل رجل الدين وليس رجل الدولة.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
تنبه العالم للدول التي تمارس الاضطهاد:

لقد علت في عصرنا الحاضر صيحات المدافعين عن حقوق الإنسان، وتنبه العالم للأقليات المضطهدَة دينيًا أو عرقيًا أو سياسيًا، وأصبح كل شيء مكشوفًا لديه مهما لجأت دولة ما إلى إخفاء اضطهادها لأي فئة من البشر. وصارت هناك ضغوط دولية علي الدول التي تمارس هذا النوع من الاضطهاد.
وبغضِّ النظر عن الضغط الدولي يجب أن يستيقظ المضطهِدون لإنقاذ أنفسهم من الصورة المزرية التي يبدون بها أمام العالم وهم لا يدرون. إذ يظنون في أنفسهم أنهم وحدهم الأذكياء والعالم كله غبي وعاجز عن كشف بواطنهم. وهم غافلون أيضًا عن أن شخصية المضطهِد عريانة بكل خزيها أمام العالم. كما أنها سوف لا تسلم من مقاومة العالم لها بكل الأشكال الممكنة.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الاضطهاد وتأثيره على الاقتصاد:

إنَّ الدول التي تُمارس الاضطهاد تُعاني جميعها من سوء اقتصادها. لأن الاضطهاد سلوك غير أخلاقي، ومتى انهارت الأخلاق في أمة تردَّى حالها وانهار اقتصادها.
كما يقول الشاعر:
إنما الأُمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويرجع تأثير الاضطهاد على الاقتصاد في أنه يستهلك جزءًا كبيرًا من طاقة هذه الدول في الجهود التي تبذلها في رسم الخطط ووضع الأساليب التي تستخدمها في الاضطهاد، وتخصيص الأجهزة التي تُمارس التنفيذ وتشرف عليه، ثم أجهزة للمتابعة ودراسة التقارير من أجل تطوير الأساليب وتنمية الخطة المرسومة للاضطهاد من خلال القرارات والمنشورات السرية والواجبة التنفيذ بكل دقة. والساعد الأيمن في التنفيذ هو الرئاسات والقيادات والأجهزة التابعة للدولة. ثم يمتد التنفيذ من المصالح الحكومية إلى الشركات والمصانع والمؤسسات المالية والتجارية إلى أن يطول أنشطة القطاع الخاص.
وتشغل قرارات ومنشورات خطة الاضطهاد أذهان جميع المسئولين في كل المواقع. وحيث أن الاضطهاد يشبع نزعة العدوان عند الإنسان ويُنَفِّسُ عن حقده وعداوته، وحيث أن سر الحقد والعدوان هو إبليس، فهو لا يهدأ إلا إذا تمم مشورته بواسطة النفوس المملوءة بهما كما يقول الكتاب: "إنهم لا يَنامُونَ إنْ لم يَفعلوا سُوءًا، ويُنْزَعُ نَوْمُهُمْ إنْ لَمْ يُسْقِطُوا أحَدًا" (أمثال 4: 16).
ومنه نرى كيف يسهر المضطهدون على تتميم خططهم، وكم يفعل الحقد والضغينة في قلوبهم مستحوذًا على كل اهتمامهم من أجل إبادة الآخر. وهذا الاستحواذ ينتقل بالضرورة من عقول أصحاب السُّلطة العليا في الدولة إلى عقول الأقل فالأقل حتى يشمل أصغر المسئولين.
وهكذا يصبح تيار الاضطهاد الشغل الشاغل لغالبية أصحاب النفوذ. وعوضًا عن تفرغ الواحد منهم لدراسة خطط التنمية والتطوير والتحديث وعلاج السلبيات واستثمار الإيجابيات، كلّ في موقعه، من أجل النهوض بمستوى الأداء وزيادة الإنتاج. نجد طاقتهم وجهدهم ووقتهم يتبدد في الانشغال بدراسة طرق ووسائل وأساليب اضطهاد فلان أو الفئة الفلانية. وهكذا ينزوي الانشغال ببناء اقتصاد الدولة في زحام الانشغال باضطهاد الآخر.
هذا من جهة المسئولين عن التنمية. أمَّا من جهة المضطَهَدين الذين يمكن أن يكونوا اليد المُساعدة في التنمية، فقد شاءت إرادة الله أن يكونوا جزءًا من هذا المجتمع أو ذاك، ولا شك أن لهم مواهبهم وقدراتهم وإمكانياتهم العلمية والثقافية والفنية والأدبية، ويمكنهم أن يعملوا ويُنتجوا. بل أن يبتكروا ويخترعوا، ولربما يكون الله قد حباهم بفضائل وخصال حضارية نابعة من عقائدهم وثقافاتهم الموروثة. وعندما يعمد المجتمع إلى قتلهم أدبيًا وماديًا وتحطيمهم، فإنما يقتل موردًا أساسيًا من موارد الإنتاج لأن هؤلاء يُمثلون طاقات بشرية ذات خبرات ومواهب قادرة على العمل. والعقل يرى أن الحفاظ عليهم له فائدة غير قليلة لاقتصاد الدولة. ولكن روح العداوة والحقد تلغي دائمًا العقل، كما تطرح المصلحة العامة جانبًا.
أمَّا عن ظاهرة الاضطهاد في حد ذاتها فهيَ تُنتج مجتمعًا تشكيلته العامة لا تخرج عن كتلتين لا ثالث لهما. وهما المضطهِد والمضطهَد أو الظالم والمظلوم أو المذنب والبريء. وهذا المجتمع الذي يستخدم الظلم والعدوان من أجل قتل وإبادة الآخر هو مجتمع خالٍ من الأمانة والحب والإخلاص ومخافة الله، وتنتشر فيه روح الشر والجريمة والحقد والكراهية والرشوة والنهب والسلب. لأن مثل هذا المجتمع يجتاح الكتلة المضطهِدة فيه شعور بأنهم هم أصحاب الملكية الحقيقية لمقدرات الدولة فيجتهدون ويتعاونون على النهب والسلب، ويقول الواحد منهم للآخر: "شيِّلني وأشيِّلك" وهو مَثَل يُقال عن الذين يتعاونون على السرقة معًا.
ولا شك أن هذا المجتمع لا تطوله رحمة الله. لأن الله يتابع من سمائه أعمال البشر على الأرض ويرصد جرائم المجتمعات التي فيها يَضطهد الإنسان أخاه الإنسان ويُزهق روحه ويقتله سواء قتلًا بطيئًا أم قتلًا مباشرًا، ويحرمهم أيضًا من بركته الحقيقية التي يتمتع الإنسان فيها بالشبع والري الحقيقيين، وليس بالشبع والري المزيفيْن اللذيْن صاحبهما كمن يشرب ماءً مالحًا فيحس بالعطش الدائم ويصير في قلق مستمر، فلا ينعم براحة أو سلام مهما كال من مال أو متاع الحياة.
وحيث أن مجتمع القتل والنهب لا مصير له سوى الفقر والخراب، لذلك فالدول المضطهِدة هيَ أفقر الدول وأكثرها تخلفًا. لأنها تعيش على التَّسوُّل وعلى القروض والمعونات. ولربما في تسولها تحس بغناها وهيَ في فقر مدقع. كما يقول الكتاب: "لأنَّك تقول: إنِّي أنا غَنِيٌّ وقَد اسْتَغنَيتُ، ولا حاجة لي إلى شيءٍ، ولَستَ تَعلَمُ أنكَ أنت الشَّقِيُّ والبَئِسُ وفَقِيرٌ وأعْمَى وعُريَانٌ" (رؤيا 3: 17).
لذلك مهما نالت تلك الدول من معونات وقروض فإنها تظل فقيرة وعريانة، لأنها طالما تُمارس الاضطهاد وطالما عوامل الفساد تدب فيها فلا يُرجى لها خير.
يُضاف إلى هذه أن الدول التي تُمارس الاضطهاد قد تتعرض لبعض العقوبات الاقتصادية بما يضر كثيرًا باقتصادها. وقد تظل هذه العقوبات مفروضة عليها طالما تمارس الاضطهاد.
نخلُص من كل هذا أن الدول المضطهِدة تفقد جزءًا كبيرًا من طاقتها في تدبير الاضطهاد وتنفيذه وتطويره يومًا بعد آخر شدة وقسوة، وبه تدمر موردًا هامًا للإنتاج بقتلها وتخريبها ذلك الجزء من المجتمع الذين تضطهدهم. كما يستشري فيها الظلم والفساد فتحرم من رحمة الله وبركته.
وبسبب هذه كلها ينهار اقتصادها، ومن ثم لا تجني من الاضطهاد سوى الجهل والفقر والمرض. وهيَ سمات عامة مشتركة لجميع الدول التي تُمارس الاضطهاد، وهذا ما يجب أن تتأمَّله هذه الدول لكي تعي ما تجنيه من اضطهادها لخليقة الله.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حرب الأفكار (القمص صليب حكيم)
سؤال وجواب مهم
خطاب سؤال وجواب
كتاب معجزات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لأبونا القمص صليب متى ساويرس
سؤال وجواب عن الاجبية


الساعة الآن 09:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024