رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتصروا على مخاوفكم وَلَكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا (1بط3: 14) في خضمّ ما تشهده البلاد الآن من حالة من الكرّ والفرّ السياسي والأمني والمجتمعي، وبين نزاع لم نشهد له مثيلاً في تاريخنا المعاصر، وبين مخاوف تحوّلت من أفكار عابرة إلى يقين يستوطن الكثير من القلوب، يأتي السؤال ما الذي يمكننا عمله؟؟ هل نخرج من البلاد ونتركها بكلّ خرابها لأنّ الأمل بات معدومًا في الإصلاح إذ أنّ العطب قد وصل إلى نخاع العقل المصري؟!! إنّ محاولة فهم دورنا إن لم تنبت من الإنجيل لن تكون ذات جدوى. ولعلّ أكثر ما يقلقني على المستوى الشخصي أنّ الكثير من الخدّام الكنسيين على أصعدة مختلفة ممّن كانوا يُعلِّمون بالوحدانيّة والجسد الواحد والفرح مع الفرحين والبكاء من الباكين، يبحثون الآن عن مخرج من الوطن!! تاركين تعاليمهم عارية من التطبيق، إذ أنّ الذين سمعوا منهم عن البذل والتضحيّة وإيثار الذات.. إلخ، يرون الآن من يحيا بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان، يسعون لترك المركب غارقة بمن عليها حتى بمن تعلّموا على يديهم الحبّ الباذل من قبل!!! هذا الأمر يبدو وأنه نذير خطر، فشعور الشخص أنّ أمانه وأمان عائلته أهم بكثير من الآخرين يفصل الجسد الواحد.. يمزّع الجسد الواحد.. يطعن الجسد الواحد في قلب وصميم الحبّ الذي كوّنه الروح القدس في إنساننا الجديد. هاجر أحد الشباب خوفً،ا منذ فترة لا تتعدّى العّام من أجل أمان العائلة، وهناك حدث له حادث على الطريق فقد فيه ابنته الوحيدة وأصبح هو زوجته معاقين بدرجات مختلفة!! فالأمان ليس في المكان ولكن في المسيح.. الأمان يكمن في التحصّن بالربّ يسوع لا في تغيير البلدان؛ فالطرق قد تكون متعدّدة ولكن الألم الإنساني والمخاطر الإنسانيّة واحدة.. فهناك بلدان تعاني من اضطرابات سياسيّة، وأخرى وعرقيّة، وأخرى اضطرابات مناخيّة وكوارث طبيعيّة، وأخرى جريمة منظّمة، وأخرى حوادث عشوائيّة.. إلخ. لا أمان للإنسان في مكان ما.. تلك حقيقة تتيقّن كلّ يوم للمتابع للأحداث في العالم.. لقد قرأت كثيرًا عن مرسلين أجانب رفضوا أن يتركوا رعيّتهم في بلاد غريبة وقتما كان القتل في الشوارع كشرب الماء! ومنهم من مات متمسّكًا بلواء الحبّ العملي وهم لم يكونوا من نبت صراع تلك البلدان ولكنّ الروح أعاد تشكيلهم في قالب الحبّ المسيحي الذي يقدّم ذاته عن أحبّائه ويموت ولا يترك من حوله وحدهم. يبدو أنّ تلك التعاليم يمكن أن تكون في قاموس الشهامة الإنسانيّة، قبل أنّ تكون في القاموس المسيحي. إنّها إحدى ملامح الفروسيّة والنُّبل، فترك المعركة جُبْنًا ليست بالشيمة الحسنة. لذا فإنّ أوّل ما يجب أن نفكّر فيه حاليًّا هو ألاّ نجرّد كلّ ما علّمنا به عن الحبّ الباذل من رداء التطبيق العملي.. علينا ألاّ نقفز من قارب متهالك لكي ننجو وحدنا.. علينا أن نكون على مستوى الإنجيل والمواطنة السمائيّة.. علينا أن نعلن عن إيمان صامد كالصخور لا يتذبذب مهما كانت التحديات.. فإن كان الموت يلوّح في الآفاق، فمرحبًا بالموت ولكن ونحن في بأس وشجاعة أبناء الله. فلا معنى لحياة يحرّكها الخوف ويقودها الهلع ويدفعها المصلحة الذاتيّة. علينا أن نقف لنُغيّر الواقع لا أن ننسحب إلى واقع آخر، فعظمة البعض في التاريخ كانت نتيجة أنّهم كانوا لواء تغيير وقدّموا تضحيات من أجل هذا الأمر، ولكن الآن يفرّقهم عمّن عاصروهم، لا الموت، ولكن عظمة ونبل الحياة التي عاشوها. هذا ليس بمثابة دعوة لعدم الهجرة، ولكن دعوة لعدم الهجرة انطلاقًا من الخوف والفارق كبير.. والفارق لن يعرفه أحد إلاّ أنت وحدك.. |
28 - 06 - 2014, 11:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: انتصروا على مخاوفكم
روعه ربنا يباركك يا غاليه ماري
|
|||
28 - 06 - 2014, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: انتصروا على مخاوفكم
شكرا لك مارى
|
||||
30 - 06 - 2014, 10:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: انتصروا على مخاوفكم
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل مخاوفكم ستزول |
لا تنظروا إلي مخاوفكم مرض |
الطريقة الوحيدة لتهزموا مخاوفكم وشكوككم |
انتصروا على مخاوفكم |
انتصروا على مخاوفكم |