رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثقافة الأقطاب أكثر ما يقلقني في اللّحظة الراهنة التي يمرُّ بها مجتمعنا هو الانحصار في الأقطاب.. وتخلُّق حالة مجتمعيّة جديدة لا تقبل بالتحليل الموضوعي العاقل، ولعل ذلك مفهوم في سياق الثورة، التي هي بتكوينها دفقة شعبويّة مدفوعة بالمشاعر لها صفة الجمعيّة، وهو ما يجعل رأي الفرد أو العقل غير مسموع في صخب الأصوات المتلاطمة؛ فتكوين الثورة قائم على هدم الخطأ وليس بناء صروح الحق والعدل، تلك مرحلة تالية تحتاج إلى هدوء وتعقُّل ووضع خطط وبحث متأنّي لئلا يدفعنا إيقاع الثورة المتلاطم لبناء بناء رملي مُزيَّن من الخارج لكن دونما أساس. ولعل الخوف يتصاعد من إمكانيّة دخول تلك الرؤية إلى كنائسنا فنتحوَّل إلى فِرَق لا نستمع فيها إلى الآخر، ونرى الحق في الأقطاب فقط، ونتبنّى منهج امتلاك الحقيقة!! مطبقين منهج الثورة المجتمعيّة داخل كنائسنا!! بيد أنّ المجتمع غير الكنيسة وطُرق الإصلاح والتغيير ليست واحدة والقياسات للخطأ والصواب ليست متشابهة ومن ثمّ فإنّ النتائج لن تكون واحدة. علينا أن ندرك أن دستور الكنيسة هو الإنجيل.. لن يتغيّر.. لذا فليس هناك ما يُسمَّى بشرعيّة ثورية تُسقط الدستور القديم داخل الكنائس أي الإنجيل والإنجيل يضع أساسات لا تقبل الجدل ولا المواربة مؤسَّسة على السلام والمحبّة واحترام الآخر وقبوله.. وليس معنى إخفاق البعض في تطبيق تلك الأُسُس الإنجيليّة أن نهدم المعبد ونعامله بالمثل!!! فالعين بالعين ليست منطق العهد الجديد، فقط أن نُحِبّ الآخر وأن نمد له يدَ المساعدة وأنْ ننزع، بكلمات مُملّحة بالنعمة والرقّة الإنجيليّة، من على عينيه الغشاوة ليرى حقّ الإنجيل وبهاء وصيّة المسيح..
|
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هناك فارق بين أن تكون ثقافة الخادم ثقافة كتابية |
هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة |
اللقطات الأولى لـ«على جمعة» عقب محاولة اغتياله |
ثقافة الأقطاب |
أكثر اللقطات الطريفة للمشاهير في عام 2013 |