رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما أيسر أن يُقال الجمعة 20 يونيو 2014 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي "ماذا تفكرون فى قلوبكم؟ أي ما أيسر أن يُقال مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم و إمش؟" (لو :23). فى هذه المعجزة يا أحبائى معجزة المفلوج الذى أخذه أصدقاؤه للمسيح لكى يشفيه كما نقرأ فى النص أن إيمانهم بالمسيح كان عجيباً و كانت محبتهم لصديقهم المفلوج قوية جداً فلطالما سمعوا عن يسوع الذى أشبع الجموع و شفى المرضى و كان يجول يصنع خيراً فما كان بهم إلا أن حملوا صديقهم المفلوج بسريره و مضوا إلى المسيح و لكن لأجل الزحام حوله لم يستطيعوا الوصول إليه فأصعدوا صديقهم بسريره فوق السطح ثم دلوه من السطح حيث كان يسوع موجوداً، يقول النص "فلما رأى يسوع إيمانهم قال له أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك" (لو5 :20)، لقد إنبهر رب المجد و فرح قلبه لما رأى إيماناً هذا قدره و بالأكثر فى رأيى محبة أخوية من الأصدقاء لصديقهم بهذا القدر، فقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أعلن المسيح لهم سر خلاصه العجيب و سبب مجيئه للعالم، خلاص الإنسان و مغفرة الخطايا. إن إعلان المسيح لسر مجيئه للعالم على الملأ و إعلانه مغفرة الخطايا للمفلوج الراقد يلتمس شفاء الجسد، كان نتيجة لما رأى من إيمان عجيب و محبة قوية من هؤلاء الأصدقاء لصديقهم و لكن بعد ذلك تراءى أمام رب المجد ما دار فى أفكارهم و يذكر النص هنا ما دار فى أفكار الكتبة و الفريسيين الذين يحكمهم الرياء و المظاهر و الذى كان يدور حول لماذا و كيف يستطيع هذا الإنسان أن يغفر الخطايا و من أعطاه هذا السلطان و من يجعل نفسه و كيف يساوى نفسه بالله ، و لم يذكر النص ما دار فى عقل الأصدقاء الذين حملوا صديقهم و الذين بالتأكيدأصيبوا بالإحباط فهم لم يحضروا صديقهم للمسيح و لم يعانوا مشقة حمل السرير طوال مشوار السيرإلى حيث كان رب المجد و رفعه للسقف لكى يدلوه حيث كان الرب جالساً إلا لكى يشفيه المسيح من مرض الجسد الذى إعتراه و أقعده سريره، فأجابهم رب المجد بقوله للمفلوج أن خطاياه قد غُفرت، و رغم أن الرب بالتأكيد ظهرت عليه علامات الفرح بإيمانهم و بالتأكيد شجعهم على هذا الإيمان العظيم و هذه المحبة القوية و لكن جاء رد فعله مخالفاً لما توقعوه بل و مخالفاً لم تمنوه و رغبوه فقد كانت أمنياتهم و رغبتهم تتلخص فى كلمة واحدة أو لمسة من يد الرب كالذى سمعوا أنه قد فعله مع آخرين تقيم هذا المسكين من شلله و مرضه. و هنا يا أحبائى لما علم المسيح ما دار بأفكارهم فأجابهم بسؤال لكى يصلح و يوضح و يعلن سبب مجيئه و تجسده و هدف هذا المجىء و لكى ما يغير الرب أفكارهم و أذهانهم و أهدافهم إلى نفس هذا السبب الذى من أجله تجسد الرب المجد و الذى هو فداؤنا و خلاصنا و شفاؤنا من خطايانا المهلكة هلاكاً أبدياً و غفران الخطايا الذى أنعم به علينا الله فى المحبوب الذى صُلب و مات لأجل خلاصنا و قام لكى يقيمنا معه و يجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع. ( أفسس 2: 6) و كان هذا السؤال الذى يسأله رب المجد أيضاً لكل منا اليوم "أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم يقال قم و إمش" لقد سألت هذا السؤال فى عظة قداس الأحد الماضى فى كنيستى و كم كانت فرحتى بإحدى السيدات الجالسات عندما أجابت و بثقة أن الأيسر أن يقال هو قم و إمش و عندما سألت لماذا هو أصعب أن يقال مغفورة لك خطاياك، فقامت السيدة بفرد ذراعيها على مثال الصليب. آه يا رب كم كانت فرحتك أيضاً لما رأيت إدراك هذه السيدة لأن قم و إمشى لن تكلفالرب سوى كلمة أما مغفورة لك خطاياك فقد كلفت رب المجد طريق الألم و الصليب الذى جاز فيه حباً بنا، و الذى بمسرته رتبه لأجل خلاصنا و فدائنا فلم يدفعه لذلك سوى حبه و إشتياقاته أن يستعيد الإنسان، كل إنسان مرة أخرى من الهلاك إلى حضنه الأبدى المملوء حباً. و لأن وصية الرب صادقة و صالحة فهو الذى قال إطلبوا أولاً ملكوت الله و بره و هذه كلها ستعطى لكم و تزاد قال له قم إحمل سريرك و إمشى. يا أحبائى إن رسالة الله لنا فى هذا الإنجيل هى أنه يحبنا و جاء و صٌلب لأجل خلاصنا و أعطانا هذه العطية العظمى التى هى الفداء لكى ما نتنعم به. أما العطايا الأولى الخاصة بحياتنا هنا فقد وعد أنها ستُعطى لنا و تُزاد و لكنه يريدنا أن نفهم هذه الحقيقة حقيقة محبته غير المحدودة لنا التى تجلتفى فدائنا و أن نحيا نسبحه و نحبه رداً لحبه، فكما يلاطف عروس النشيد التى هى أنا و أنت قائلاً " أرينى وجهك أسمعينى صوتك فإن وجهك جميل و صوتك لطيف" (نش 2 )، الرب يريدنا أن ندرك حبه و أن نتفاعل مع هذا الحب و نحيا و نتحرك و نوجد به ليس فقط أن نتراءى أمامه فى الكنيسة أو فى مخدع الصلاة و كل تركيزنا على عطايا الأرض التى هو قد وعد أن يعطيها لنا و باستفاضة. فلنلتفت يا أحبائى لمسيحنا الذى يحبنا و لنتفاعل مع هذه المحبة التى هى حياتنا و لندرك فقط أنه كأى حبيب كل ما يتمناه هو أن يرى حبيبته و يسمع صوتها و يحيا معها فى هذه العلاقة المملؤة حباً و لا نتراءى أمامه فقط لطلبات أرضية عالمية فهكذا يا أحبائى نديرظهرنا إليه و إلى محبته و إلى خلاصه، فهذه الطلبات الأرضية أولاً لم تكلف الرب شيئاً غالياً و هو وعد بسدادها و حتى بعد سدادها هى إلى فناء و أما العطية العظمى التى هى خلاصنا الثمين فهذا كلف الرب دمه و موته على الصليب و نتيجته خلاصنا و حياتنا الأبدية و لذلك فلنركز على هذه العطية فى صلاتنا و تسبيحنا و حياتنا لكى ما ننعم بهذا الخلاص الثمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يُقال عنه إنه الرب العلي، فكم بالأكثر يُقال عنه إنه كلمة الله |
لا يُقال عن القديسين أنهم أموات بل يُقال عنهم أنهم راقدون |
أسم أيسر ومعنى الاسم |
سبب سفر المشاهير لجزر المالديف |
كيف تصنع ليزر للجوال |