في اجتناب الدينونة الباطلة
1- حول عينيك إلى نفسك، واحذر أن تدين أفعال الآخرين.
عبثا يتعب الإنسان بدينونته الآخرين، وكثيرًا ما يضل، وما أسهل ما يخطأ!
أما إذا دان نفسه وناقشها، فتعبه يكون أبدًا مثمرًا.
كثيرا ما نحكم في الأمور بحسب قلبنا منها، وما أسهل ما نفقد الحكم الصوابي، بسبب حبنا لذواتنا!
لو كان الله، دائما الغاية الخالصة لأمانينا، لما كنا نضطرب بمثل هذه السهولة، إذا قاوم أحد رأينا.
2- ولكن ما يحملنا على العمل هو في الغالب دافع خفي في داخلنا، أو جاذب يأتينا من الخارج أيضًا.
كثيرون يطلبون أنفسهم سرًا في أعمالهم وهم لا يعملون.
لا بل يبدون موطدين في سلام حقيقي، ما دامت الأمور تجري وفق إرادتهم ورأيهم.
فإذا حدث أمر على خلاف ما يشتهون، اضطربوا في الحال واكتأبوا.
إن اختلاف الآراء والأفكار، هو الذي كثيرا ما يولد الخصومات بين الأصدقاء،
وبين المواطنين بل بين الرهبان وأهل العبادة.
3- العادة القديمة تترك بصعوبة، وما من احد يرضى بالانقياد لما يتجاوز مدى نظره.
إن اعتمدت على عقلك ودهائك أكثر من اعتمادك على قوة يسوع المسيح القاهرة،
فقلما تبلغ الاستنارة -وإن بلغتها، فبعد الأوان- لأن الله يريد أن نخضع له خضوعًا كاملًا،
وأن نتعالى فوق كل عقل باضطرام الحب.