البعض يظن أن كل ما يتعلق بالملاك رافائيل خيال وأنه شخصية خرافية.
*من الواضح لنا جيدًا من خلال الكتاب المقدس وسير الآباء أن عمل الملائكة الأساسي والخاص بالبشر هو خدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 14). ومن هذا المنطلق نجد أن الملائكة تأخذ صورة بشر -أيّ تتجلى بصورة بشر- وتظهر لأناس قديسين لإبلاغهم رسالة معينة أو لمعونتهم في عمل ما وهذا ما نلاحظه من المواقف الآتية:
في قصة هلاك سدوم وعمورة نجدهم يتجلون مع السيد الرب لإبراهيم أب الآباء فيقدم لهم طعامًا وشرابًا على أساس أنهم أناس غرباء. وبعد الغذاء ذهب الملاكان إلى لوط ابن أخي إبراهيم في سدوم وعمورة وأنقذوه دون أن يعلم أنهم ملاكان. ونلاحظ أن الملاكين قضيا ليلة كاملة مع لوط وأسرته. وعندما توانى عن الخروج هو وأسرته أمسكا بأيديهم وأخرجوهم خارج المدينة (تك 18: 1- 19: 26).
وعندما كان جدعون يخبط الحنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين ظهر له ملاك الرب في هيئة إنسان وشجعه على التحرر من نير المديانيين (قض 6: 11- 23).
ونفس الوضع تكرر مع منوح وامرأته عندما بشرهم بميلاد شمشون (قض 13: 2- 23).ومن هذا المنطلق نجد القديس بولس الرسول يشجع على إضافة الغرباء متعللًا بأن في إضافتنا للغرباء أننا نضيف ملائكة دون أن نعلم فيقول: "لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون (عب 13: 1)".
ونجد أن الملائكة ظهرت لهاجر جارية سارة زوجة إبراهيم مرتين. وشجعتها على العودة إلى بيت مولاتها عندما هربت منها، وأعلمتها عن مستقبل ابنها (تك 16: 7- 3). وأنقذت حياتها وحياة ابنها من الموت عندما تاهت في برية بئر سبع (تك 21: 14 - 19).
وظهر أيضًا لدانيال مرات عديدة ليعلن له عن أمور ستحدث في المستقبل منها إنهاء فترة السبي والممالك التي ستسود العالم حتى مجئ السيد المسيح في الجسد، وحدد وقت مجئ السيد المسيح في الجسد أيضًا (دا 7، 8، 9، 10، 11، 12).
ولزكريا (لو1: 11- 20). وليوسف الشيخ (مت1: 20، 23، 2: 13، 14، 19، 20) وللسيدة العذراء (لو1: 26- 28). فظهر الملائكة على مر كل هذه العصور والسنين أمر يفوق الحصر. فالملائكة تدافع عنا وتعلن للبعض عن بعض الأمور التي ستحدث في المستقبل. وترفع أعمال الرحمة والصدقة وصلواتنا وطلباتنا وتشكراتنا لدى الله. فواضح مما سبق أن الاعتراض على شخصية الملاك رافائيل بأنها شخصية غير حقيقية ليس له ما يثبته.