|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البعض يظن أنه يوجد تناقض بين الآية القائلة: "ضع خبزك وخمرك على مدفن البار ولا تأكل ولا تشرب منهما مع الخطاة (طو 4: 18)". والآية: "لم آكل منه في حزني ولا أخذت منه في نجاسة ولا أعطيت منه لأجل ميت بل سمعت لصوت الرب إلهي وعملت حسب كل ما أوصيتني (تث 26: 14)".
* أننا لو أمعنا النصين المذكورين لا نجد أيّ تناقض بينهما أطلاقًا حيث أنه في سفر التثنية يقول: "متى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة سنة العشور وأعطيت اللاوي والغريب واليتيم والأرملة فأكلوا في أبوابك وشبعوا تقول أمام الرب إلهك. قد نزعت المقدس من البيت وأيضًا أعطيته للاوي والغريب واليتيم والأرملة حسب كل وصيتك التي أوصيتني بها لم أتجاوز وصاياك ولا نسيتها. لم آكل منه في حزني ولا أخذت منه في نجاسة ولا أعطيت منه لأجل ميت بل سمعت صوت الرب إلهي وعملت حسب كل ما أوصيتني أطلع من مسكن قدسك من السماء وبارك شعبك إسرائيل والأرض التي أعطيتنا كما حلفت لآبائنا أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا (تث 26: 12- 15)". فهنا يتكلم عن العشور وليس عن أي أكل وشرب ونلاحظ أن العشور مكرسة لله والأشياء المكرسة والمخصصة لله هي مقدسة ولهذا يقول مقدم العشور: "قد نزعت المقدس من البيت (تث 26: 13)". لذلك ينطبق عليها حكم جميع المقدسات فيجب أن تكون بعيدة عن أي دنس أو نجس وفي العهد القديم كل ما يختص بالموتى كان نجسًا وحتى الإنسان الذي كان يلمسه كان يتنجس ولابد له أن يتطهر (عد 19: 11- 13: 18- 22). وهذا ينطبق على كل الذبائح مثل ذبيحة السلامة وللكاهن ذبيحة الإثم والخطية حيث لا يأكل منهما أحد في حزنه. والله هنا يعلمهم يجب أن تكون التقدمة ليست على حساب تقدمة أخرى ونلاحظ هذا في تصرف داود النبي والملك حينما أراد أن يشتري قطعة الأرض التي لأرونة اليبوسي وقال له: "بل أشتري منك بثمن ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية (2 صم 24: 24)". والعشور عادة كانت تقدم في مواسم الأعياد والأفراح. فالله لا يريد أن تتحول الأعياد إلى حزن وذلك بتذكار الذين رقدوا من ذويهم والترحم عليهم. وخاصة كان الله يعتبر هذه الأعياد هي أعياده هو. ونجد أن تقديم القرابين من أجل الموتى هو تقليد قديم حتى عند قدماء المصريين منذ زمن بعيد ومازالت هذه العادة موجودة حتى وقتنا الحالي، وكانت موجودة لدى اليونانيين، والرومانيين، وحتى عند اليهود أيضًا كانت موجودة ولذلك نجد يهوذا المكابي يقدم قرابين وذبائح عن الموتى. ولم يعترض أحد الكهنة (2 مك 12: 38- 46). وواضح من سفر إرميا النبي أن المأكولات التي كانت تقدم من أجل الموتى كانت تقدم كنوع من أنواع التعزية. ولأن الله كان لا يريد أن يعزي هذا الشعب في ذلك الوقت -أي قبل السبي البابلي مباشرة- يقول لإرميا النبي: "لا تدخل بيت النوح ولا تمضى للندب ولا تعزهم لأني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب الإحسان والمراحم فيموت الكبار والصغار في هذه الأرض، لا يدفنون ولا يندبونهم ولا يخمشون -أي يجرح وجهه- أنفسهم ولا يجعلون قرعة -أي حلق الرأس بطريقة تعلن عن الحزن- من أجلهم. ولا يكسرون خبزًا في المناحة ليعزوهم عن ميت ولا يسقونهم كأس التعزية عن أب أو أم (إر 16: 5- 7)". وبذلك لا يوجد أيّ تناقض بين الآيتين المذكورتين. |
|