رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمة كتاب سفر باروخ يلذ لي أن أبدأ سلسله الدراسات في الكتاب المقدس بسفر باروخ، لأنه سفر تعليمي ونبوي أيضًا. وجاءت هذه الدراسة بسبب نقص ما كتب عنه في المكتبة القبطية بصفة عامة، والمكتبة العربية بصفة خاصة. وأبرزت في هذه الدراسة مدى أهمية السفر وقانونيته، ومدى ارتباطه بالكتاب المقدس ككل ومعظم الدراسات السابقة هى دراسات غربية، أغلبها بروتستانتية عنيفة في اعتراضها، لاذعة في تهكمها، والبعض الآخر كاثوليكي. مما لا يعبر عن رأى كنيستنا، باستثناء بحث نشر في مجلة مرقس في تسعة أعداد عام 1992م وأخر في "كتاب النبي الباكي وباروخ تلميذه" وبعض الشذرات لكتاب مختلفين في بعض الكتب التي تدرس مدخل إلى الكتاب المقدس، وكتابيّ كنيسة الأمجاد ومشكاة الطلاب. وبسبب وجود أراء مختلفة، وانتقادات عنيفة لا أساس لها، كلها بروتستانتية، نحو السفر والتشكيك في قانونيته. فكان لابد من دراستها مع الآراء الأخرى لتتضح الصورة الحقيقية لأهمية السفر وقانونيته، مما حذا إلى دراسة جميع الترجمات العربية عن الأصول اليونانية واللاتينية، مع الرجوع إلى النص باللغة الإنجليزية في بعض الأحيان، وتاريخ مملكة بابل في هذه الفترة التي صاحبت سبى يهوذا إليها. فجاء البحث كالآتي:- 1- نبذه عن حياة كل من إرميا وباروخ من حيث أنه تلميذه، وبسبب ملازمته لمعلمه إرميا تشبع جدًا بأقواله وكتاباته، وانعكس كل ذلك على سفره المسمى كتاب أو سفر باروخ وأحيانًا نبوءة باروخ. وبسبب الارتباط الوثيق بينهما، نجد أن رسالة إرميا التي وجهها إلى المسبيين في بابل، كونت الإصحاح السادس من سفر باروخ، في نص اللاتيني (الفولجاتا) ومن يترجم عنه. 2- مكانة السفر في العصور الأولى لكنيسة وما هى مكانته الآن؟ ولماذا يرفضه اليهود؟ 3- دراسة أصول الترجمات لمعرفة أصول لغة السفر الأصلية. 4- وتعرضت أيضًا إلى بعض التعاليم الموجودة بالسفر، وبعض الآيات. وهذه الدراسة ما هى إلا بعض المفاتيح لدخول القارئ العزيز إلى السفر، ودراسته بطريقته الخاصة المحببة إليه. وأظهرت بعض الربط بين السفر والكتاب المقدس واقتباسات كتبة العهد الجديد من رسل وتلاميذ منه. 5- شرح للنبوات الموجودة بالسفر ومدى تحقيقها، وكيفية اعتماد الكنيسة الأولى على بعضها في الحوارات اللاهوتية، التي تمت في ذلك الوقت بسبب بدعة أريوس. 6- وتعرضت إلى أهم الاعتراضات مع الرد عليها. 7- وقد استخدمت نص ترجمة الآباء اليسوعيين التقليدية المأخوذة عن الترجمة اللاتينية (الفولجاتا)، مع وضع شواهد كتابية لآيات السفر بسبب انتشار هذا النص بصورة أوسع بين أبناء الكنيسة. وأفدت في نهاية البحث بقائمة الكتب والمراجع التي تم الاعتماد عليها. وهنا أشير لأهمية تشجيع أبى نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون، حتى كملت هذه الدراسة، ومساندته لي بالدعاء، واهتمامه بنشر هذه الدراسة للفائدة العامة. وأخص أيضًا بالذكر والشكر الجزيل لنيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الذي تفضل بكتابة مقدمة الدراسة بالرغم من ضيق وقته وكثرة مشغولياته. وإنى لمدان لمحبتهما وعنايتهما بالبحث. ولهذا العمل جنود مخلصين ينكرون ذواتهم، وهم من أبائى وأخواتى رهبان دير الأنبا بولا الذين بدون جهدهم ومثابرتهم معى، ما كان ولد هذا العمل في الوجود، فلهم جزيل الشكر ويعوض الله عملهم الخفي بأجر سمائى معلن أمام عرش النعمة. كما أشكر مكتب جرافيك ستوديو، على تعبه في تجهيز الأفلام وفصل الألوان، وكل من له تعب في هذا العمل. إلهنا الصالح يعوض تعب محبتهم التي أظهروها نحو هذه الدراسة في ملكوت ابن محبته. هذه الدراسة شذرة صغيرة أهديها للكنيسة ولصاحب الغبطة قداسة البابا شنودة الثالث، طالبين صالح دعواته، راجين دوام حبريته على كرسي مار مرقس الرسولي، منتفعين بتعاليمه ورعايته، لمجد اسم الرب يسوع، بشفاعات وطلبات وتشكرات والدة الإله العذراء مريم، والقديس يوحنا الحبيب البتول الإنجيلي، والأنبا بولا أول السواح. الراهب يوانس الأنبا بولا 13 يناير 1996م 3 طوبة 1712ش تذكار نياحة القديس يوحنا الرسول |
|