صوم الرسل
هل هو بدعة؟! أم اختراع للشقاء؟! هل هو كما نسمع جديد على الساحة الروحية لم نسمع به من قبل؟! أم هل من طرف آخر للكهنة أو بالأحرى للرهبان؟!
أسئلة نبرر بها لأنفسنا عدم خوضنا في هذا الصوم المبارك وذلك لأننا نجد من فترة الصيف فسحة للمرح واللهو وإلى ما شابه ذلك وتكثر أفراحنا الاجتماعية من حفلات الخطوبة والزواج والمعمودية وحفلات التخريج وحفلات نضع لها نحن مناسبات كما يحلو لنا فتجد من يذهب إلى (Black and white) Party أو إلى بيجامة Party أو نصنع أي شيء لنفرح فقط ونلهو وهذا يؤكد لي حقيقة أن البشر غير فرحين من داخلهم تنقصهم الفرحة الكاملة التي لا تُنزع من نفوسهم، ينقصهم ذلك السلام الداخلي، فوجدوا للأسف بأن صوم الرسل أصبح عائقاً أمام مغرياتهم مع أن هذا الصوم قد كان موجوداً منذ عهد الرسل فكيف لنا نحن من نكرمهم ونكرم أعمالهم ونقر ونعترف بأنهم هم من أوصل لنا الإيمان وحفظوه حتى نحيا به اليوم ألا نصوم
كيف لي أن أتغاضى عن تعاليم الكنيسة والتي تنص في قوانينها بأن الأسبوع الذي يلي العنصرة لا نصوم به وأما بعد ذلك فنصوم حتى نشكر الله على الموهبة العظيمة التي منحنا وهي موهبة الروح القدس من خلال إرسال المعزي في العنصرة وتأسيس الكنيسة التي اقتناها هو بدمه.
فالأنبياء وفي العهد القديم صاموا، موسى وإيليا ودانيال وداوود ولا ننسى صوم أهل نينوى.
ومن أجمل ما ذكر القديس باسيليوس حول هذا الصوم الذي يعتبر تسليماً غير مكتوب ويحذّر من إهمال التقاليد غير المكتوبة فيقول:
" لأننا إن قصدنا ترك السنن غير المكتوبة على أنها بلا قوة عظيمة نكون قد خسّرنا الإنجيل في الأمور الضرورية نفسها عن غير أن ندرك ذلك."
فتعالوا أحبتي نسير في هذا الصوم المقدس لعلنا ننال شفاعة الرسل الأطهار وحظوة أمام الله موزع النعم والمواهب ومرسلها.
بركة الرب تحفظكم بنعمة القدوس وبشفاعة رسله القديسين الأطهار. آمين