كنيسة مارمرقس كنيسة سخية
وكما كان بيت مارمرقس وهو في الجسد بيت كرم وبيت جود كذلك أصبح بيته الروحي (كنيسة الإسكندرية) أيضًا كنيسة كريمة سخية في العطاء. لأنها أخذت طبعه. وكما أن طبع مارمرقس الكرم فعندما جاء وأسس بيت (كنيسة) في الإسكندرية أصبح طبع وشيمة هذا البيت الكرم.
الكنيسة كريمة في الشهداء الذين قدمتهم:
فالكنيسة قدمت الكثير من الشهداء للمسيح ومارمرقس كان يرى ويفرح بذلك "من تعب نفسه يرى ويشبع"، فالشهداء الذين خرجوا من كنيسة الإسكندرية – ويرجع الفضل في ذلك لمارمرقس – بالطبع بعد ملكنا المسيح لأنه هو الذي أرسل مارمرقس إلينا لكننا مديونين لمارمرقس – وهناك قول صادق هو: "لو وضعنا شهداء العالم في كفة وشهداء الكنيسة القبطية في كفة سنجد شهداء الكنيسة القبطية أكثر". ودم الشهداء هذا هو بذار الكنيسة فكل نقطة دم تنزل تكون بذرة تكبر الإيمان.
الكنيسة كريمة فيما قدمته من شبع روحي:
† ففي القرن الرابع عندما انفتحت الكنيسة على العالم في عهد قسطنطين، وانفتح القصر للكنيسة وأصبح المسيحيين أصحاب كلمة وأصحاب سلطان لأن الإمبراطور مسيحي بعد أن كانوا مضطهدين بدأت الحياة الروحية تضعف تدريجيًا!! قسطنطين كان له فضل لا ننكره لكن في الحقيقة هناك عثرة للكنيسة في عهده - هذا تاريخ لا نستطيع إنكاره - فلم تعد الحياة الروحية للمسيحية قوية مثل أوقات الاضطهاد والتعب، والتجرد، والأوقات التي كانوا فيها مطرودين ومذلولين فيها في البراري،في هذا الوقت كانت كنيسة الإسكندرية مصدر للشبع الروحي وسأعطيكم أمثلة على ذلك:
القديس أنطونيوس:
† في هذا الوقت التي ضعفت فيه الحياة الروحية خرج من البيت الكريم والكنيسة الكريمة التي أسسها مارمرقس أنطونيوس وأسس حياة روحية مشبعة. تجرد من كل شيء وعاش حياة الكفاف التي استهوت حتى الغرب.
† رهبنة الغرب قامت على سيرة الأنبا أنطونيوس التي كتبها أثناسيوس.
مكسيموس ودوماديوس:
† القديسان مكسيموس ودوماديوس تركا القصر والغنى وحياة الملوك والأمراء وجاءا ليعيشا حياة الكفاف حتى تسمو الروح- "وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 8). فجاء بهم لمكان الخير هذا أرسانيوس معلم أولاد الملوك.
فكنيسة الإسكندرية سخية في الشهداء، وسخية في الشبع الروحي، وأيضا سخية في الإيمان.