مارمارقص قدوة لنا في عدم الوقوع في اليأس
أول خطوة: هي التطهر بمياه التوبة:
† مارمرقس من نفس طبيعتنا البشرية وأخطأ كما نخطئ نحن وكما يخطئ أي إنسان. وكان من الممكن أن ييأس ولا يقوم من سقطته ولكنه قام بفعل الماء الذي قدمه السيد المسيح لمارمرقس والبشرية كلها والذي سبق أن قدمه للمرأة الخاطئة عندما قال لها: "مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»" (إنجيل يوحنا 4: 13، 14) هذا الماء يا أحبائي هو ماء التوبة.
† فيجب أن نضع أولًا في اعتبارنا ألا نستكثر على أنفسنا الخطية ونحترس من الوقوع في اليأس. فأحيانًا عندما نخطئ نلوم أنفسنا بشدة حتى نوقع أنفسنا في اليأس وهذا ما يجب أن نكف عنه تمامًا. ونتذكر أن مارمرقس أحد السبعين رسولًا خاف وهرب بل وكرر ذات الهروب مرة أخرى كما ذكر لنا سفر الأعمال "إصحاح 13".
† كرر مارمرقس الخوف والرجوع مرة أخرى ولكن رغم هذا لم ييأس "الابن يبقى في البيت إلى الأبد"، نعم أخطأ ولكنه تاب. فلا نستكثر على أنفسنا الخطيئة يا أحبائي المياه التي يقدمها لنا المسيح تغفر كل الخطايا. يأتي إلي من يقول:"يا أبونا أنا اعترفت وتبت ورجعت للخطيئة مرة أخرى! فأقول له: "مارمرقس رجع لذات خطيئته مرة أخرى فهل أنت تستكثر على نفسك الرجوع". السقوط ليس دليلًا على الضعف أو على الاستهتار بل هذه هي طبيعتنا البشرية الضعيفة.
† ماذا فعل مارمرقس؟ مارمرقس أمسك في المياه مرة أخرى وتتطهر مرة أخرى. اغتسل مرة أخرى. "إنسان حامل جرة ماء" وقد جاء إلينا حاملًا هذه المياه، مياه التوبة. مهما كانت خطايانا، التوبة تغسلها. مهما كانت خطايانا، المسيح يسامحنا. لا تجعل الشيطان يسلمك لليأس من جهة الخطيئة. لأن الشيطان إذا وضع اليأس في قلب الإنسان، يجعلك تستعبد للخطيئة ولفكر الشيطان "والعبد لا يبقى في البيت (الكنيسة) ولكنه سيخرج خارجًا ولن يكمل الطريق"، لكن الابن الواثق في قبول ربنا له وواثق في محبة الله له يقدم توبة بثقة. الابن يبقى إلى الأبد.
وكما تاب مارمرقس وظل في الكنيسة، ينبغي أن نتبعه ونتوب ونبقى في الكنيسة.
الخطوة الثانية بعد التطهر بمياه التوبة هي: التناول من جسد الرب ودمه:
† فالمسيح في الإعداد للفصح بعد أن قال لتلميذيه: "فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاء." قال لهما "اِتْبَعَاهُ"، وعندما نسير وراء مارمرقس سيدخلنا إلى العلية التي كان فيها المائدة والمسيح يكسر الجسد ويعطي الدم: "خذوا كلوا وخذوا اشربوا هذا هو دمي يعطي لمغفرة الخطايا".
الخلاصة:
† مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى قيامة التوبة التي يُرمز لها بالماء التي جاء لنا بها أبونا مارمرقس ليقدمها لنا، والتي أعطاها السيد المسيح للمرأة السامرية (مياه التوبة) "من يشرب من الماء الذي أنا أعطيه، لن يعطش للأبد".
† بعد أن تكون قد قدمت التوبة تأتي الخطوة الثانية التي تقيم الإنسان وتمتعه بالقيامة، وهي أن نتبع مارمرقس وندخل العلية حيث نأخذ دم المسيح،"دم يسوع المسيح يطهر من كل خطية"
بهاتين العطيتين تاب مارمرقس وتمتع بقيامة المسيح وبهاتين العطيتين جاء لنا مارمرقس حامل ذات جرة ماء التوبة وماء البشارة للخطاة وأقام مذبحًا للرب في وسط أرض مصر كما قال أشعياء، يقدم عليه كل يوم جسد الرب ودمه. يعطى لمغفرة الخطايا. ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين.