رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الترتيب الزمني للأحداث في إنجيل مرقس هناك مثلين هامين انفرد بهما إنجيل مارمرقس يوضحان اهتمام مامرقس بالترتيب الزمني للأحداث: † لأن مارمرقس يهتم بترتيب الوقت ويذكر الأحداث في تتابعها، سأذكر لكم نقطتين في إنجيل مارمرقس ينفرد بهم من جهة ترتيب الوقت وأهمية الأمر: أولًا: ترتيب الأحداث في أسبوع الآلام: نحن ندين لمارمرقس ترتيب الأحداث في أيام الأحد والاثنين والثلاثاء من أسبوع الآلام وفيما يلى توضيح لذلك: في إنجيل يوحنا: † لا ننكر أن القديس يوحنا بدأ لنا أسبوع الآلام في إنجيل يوحنا إصحاح 12: "قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا، فعملوا له وليمة.. وفي الغد دخل أورشليم". † لا ننكر أن يوحنا رتب لنا هذا الأمر. لأننا سبق وقلنا أن يوحنا يلتزم بالترتيب الزمني ولكن ركز على الأحداث التي حدثت في أورشليم. † ونفهم من كلمات الآية أن الرب يسوع ذهب إلى بيت عنيا يوم السبت ودخل أورشليم يوم الأحد. في إنجيلي متى ولوقا: † إذا حاولنا ترتيب أسبوع الآلام ترتيب زمني، في إنجيلي متى ولوقا لن نستطيع. فمثلًا لو تكلمنا عن دخول السيد المسيح لأورشليم، ستجدونها مكتوبة في إنجيل متى إصحاح 21 وإنجيل لوقا إصحاح 19: ففي إنجيل متى إصحاح 21: "ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا؟ فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل. ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة" وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ». وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ (إنجيل متى 21: 12-10). † عندما نقرأ هذه الآيات نفهم أن المسيح في يوم دخوله أورشليم طهر الهيكل. † ونفس الكلام تجده في إنجيل لوقا حيث تفهم أنه طهر الهيكل يوم الأحد أي يوم دخوله أورشليم. † ولكن بالنسبة ليوحنا كما قلنا فقد أفهمنا أن المسيح دخل أورشليم في الغد (أي يوم الأحد)، فقبل الفصح بستة أيام أي السبت وفي الغد دخل أورشليم أي الأحد. أما في إنجيل مرقس: † لكن عندما نقرأ في إنجيل مارمرقس نجده ذكر التوقيت بدقة لأنه يهتم جدًا بالوقت وترتيبه، فيقول في إنجيل مارمرقس (مر11: 11): "فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (إنجيل مرقس 11: 11). † (بذلك يكون قد انتهى يوم الأحد) ففهمنا من إنجيل مرقس أنه عندما دخل أورشليم كان الوقت قد أمسى. † فاهتمام مارمرقس بالوقت يجعلنا نفهم أن الاحتمال الكبير أن السيد المسيح لم يدخل أورشليم في صباح الأحد وإنما دخلها بعد الساعة الثانية عشر. فكما يتضح من الكلام أنه عندما وصل الهيكل كان الليل قد حل. † الذي يهمنا هنا أن مارمرقس وضح بما لا يدعو مجال للشك أن السيد المسح دخل يوم الأحد في زفة أحد الشعانين وخرج. † ثم يكمل مارمرقس في الآية التي تليها من نفس الإصحاح إصحاح 11 آية 12: "وفي الغد.... جاءوا إلى أورشليم ولما دخل يسوع الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل". † وبهذا تكون الصورة وضحت وليس فيها أي مجال للالتباس. أن السيد المسيح دخل أورشليم يوم الأحد، في موكبه الظافر، ونظر كل شيء وكان الوقت قد أمسى خرج. وفى الغد (أي يوم الاثنين) طهر الهيكل. † فلولا إنجيل مارمرقس ما كنا فهمنا هذه النقطة. كنا فهمنا أنه دخل الهيكل يوم الأحد وطهره في يوم الأحد أيضًا وهذا لم يحدث طبقًا لما ورد في إنجيل مار مرقس. † هذا يعكس مدى اهتمام مارمرقس بالوقت والترتيب الزمني للأحداث. † بعدها تجد مارمرقس يقول في العدد 20: "وفي الصبح (معنى هذا أننا دخلنا في يوم الثلاثاء) وهو ذاهب إلى الهيكل وجد الشجرة يبست. † أي أننا استطعنا أن نكمل ترتيب الأحداث في أسبوع الآلام بفضل دقة مارمرقس واهتمامه بالتوقيت الزمني للأحداث في إنجيل مارمرقس. ولولاه ما كنا عرفنا بدقة ما الذي حدث الأحد وما الذي حدث يوم الاثنين وما الذي حدث يوم الثلاثاء. † أمر آخر لا يقل أهمية من جهة انفراد مارمرقس في أمر الوقت ودقته في سرد الأحداث، هو حادثة القيامة. |
|