مارمرقس إنسان حامل جرة ماء
† هناك قصة ذكرت في إنجيل القديس مارمرقس (الإصحاح 14) وأيضًا ذكرت في إنجيل لوقا يظهر فيها محبة مارمرقس الشديدة للخدمة. ربنا يسوع عندما كان يعد الفصح يقول الكتاب المقدس: أنه أرسل اثنين من تلامذته قال لهما:
"فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟" (إنجيل مرقس 14: 13).
† وكما أجمع الآباء الأول أن حامل جرة الماء هذا كان مارمرقس.
† ويجب أن نتوقف هنا أيضًا لنتأمل شخصية مارمرقس.
† ففي أيام مارمرقس لم يكن هناك مياه في البيوت كما هي الآن، ولكن يضطر الناس للذهاب لأخذ المياه من نبع ماء. وفي العائلات الغنية والمقتدرة مثل عائلة مارمرقس كان الذي عليه أن يقوم بإحضار المياه من النبع هم الخدم. فهذا من ضمن مهامهم، حيث يذهبون في الصباح ويملأوا المياه لأسيادهم في البيوت. فلماذا تقوم أنت يا مارمرقس وأنت غني ومن عائلة مقتدرة، بهذا العمل الشاق الذي يمكن أن يقوم به أي خادم من خدامك؟! هذا يعكس لنا مدى محبة مارمرقس للخدمة، فهو لا يستطيع أن يجلس ليُخدم بل هو يقدم الخدمة ولا يستنكف بأي نوع من الخدمة، هذا طبعه محب للخدمة.