رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فماذا نفعل ؟ الى اين نذهب ؟ تهتز الارض حولنا احيانا ً وتتزلزل ، تنهار المباني وتسقط الحصون ، تنقلب الاعمدة وتتهاوى الجبال . ونتلفت حولنا في فزع نبحث عن ملجأ ٍ ومخبأ ٍ يحمينا . ولا نجد ، فكل ما حولنا ينهار ويسقط وينقلب . ويتسائل داود النبي في مزموره الحادي عشر : " إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ ؟ " كل ما كان يتصوره صامدا ً شامخا ً عظيما ً ، ضاع . لا يجد ما يقبض يده عليه ويتمسك به ويحتمي فيه . فماذا نفعل ؟ الى اين نذهب ؟ على من نعتمد ؟ ويقول في اول مزموره : " عَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. كَيْفَ تَقُولُونَ لِنَفْسِي: «اهْرُبُوا إِلَى جِبَالِكُمْ كَعُصْفُورٍ ؟ " العصفور لا يحتمي بالجبال ، لكن الله ، الرب قائم ٌ في جبل قدسه " اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ. " حين ينهار وينقلب كل ما نعتمد عليه ، نرى الله ، نتوكل على الله . وسط الانهيارات نستطيع ان نرى الله قائما ً شامخا ً . وسط الانقلابات نرى الله جالسا ً في السماء على كرسييه ، بيده ِ كل شيء ثابت ٌ قوي ٌ صامد فلا نخشى شيئا ً . لا يحجبه عنا غبار الانهيار ، لا يخفيه ظلام السقوط . هناك هو ، نرى الله ويرانا الله ، مهما كانت الاعمدة يرانا وسطها ، مهما صغر حجمنا يهتم بنا ، يمد يده لنجدتنا ، ينقذنا من وسط الانهيارات ، يُظهر قوته ُ وقدرته ُ على استمرار الصمود بعد انقلاب الاعمدة . يده حولنا اعظم واضخم واقوى من كل الاعمدة ، يحملنا ، يقيمنا ، يرفعنا ، يدفعنا الى اعلى . لا احتياج لاعمدة ، هو عمودنا الحي القائم . هو عضدنا ، عِوضنا ، جبلنا ، الهنا . وسط الانهيار ترى الله ، وسط الانقلاب يراك الله . |
|