مارمرقس كشف لنا أيضًا عن نعمة المسيح الغنية جدًا في فعلها
† لذلك أقول لكم عندما نرجع لإنجيل مارمرقس صاحب هذه الطبيعة البشرية المماثلة لطبيعتنا، نجده ذكر "مثل" و"معجزة" لم يذكرها أي من الإنجيليين الأربعة. هو فقط الذي ذكرها. والمثل والمعجزة التي ذكرها أبونا مارمرقس كشفت نعمة المسيح الغنية جدًا في فعلها. وسأوضح لكم ذلك فيما يلي:
† مثل الإنسان الذي يلقي البذار: (مر 4: 26):
† في (مر4: 26، 27) ذكر القديس مارمرقس مثل لم يذكره أحد من الإنجيليين الأربعة حيث يقول:
"هكَذَا مَلَكُوتُ اللهِ: كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ، وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ" (إنجيل مرقس 4: 26،27)
† وعندما نسأل مارمرقس ما معنى هذا الكلام؟ نجده يقول لنا: أنا أصف لكم عمل نعمة ربنا في الإنسان.
† و"البذرة" دائمًا ترمز إلى "كلمة الله" و"الأرض" مقصود بها "قلوب البشر".
† "يضع البذرة وينام ويقوم". ومعنى كلمة "ينام ويقوم" أن الموضوع يأخذ وقت. فشرط التمتع بنعمة الله هو الصبر وعدم القلق وعدم الاستعجال.
† أي عندما توضع البذرة في القلب تمر أيام وأيام قد تكون متشابهة وتظن أنه لا يوجد نمو في هذه البذار ولكن فجأة تجد هذه البذرة قد أخرجت ثمر. وتتساءل كيف أخرجت هذه البذرة التي كنت تظنها لا تنمو هذا الثمر؟ ويكون السبب هو: نعمة الله الغنية.
† عندما تسأل مارمرقس كيف أن نعمة الله عملت معك؟ لقد رأيناك ضعيفًا ورأيناك وأنت تهرب (أي رأينا فيك ضعفنا البشري العادي) ثم رأيناك تستشهد من أجل المسيح (أي ظهر لنا مارمرقس القديس والشهيد)،كيف عملت النعمة معك يا مار مرقس؟ تجده يقول لك لا أعلم. أنا فقط وضعت كلمة الله في قلبي ثم نمت واستيقظت يوم وراء الآخر وكنت اعتقد أن كل أيامى متشابهة ولا يوجد أي تغيير في حياتي ولكن فجأة وجدت النعمة كبرت في حياتي وأنا لا أعلم كيف.