رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيحية والعفة أخي الحبيب.. أختي المباركة.. *هل تعلموا أننا أولاد الله بالحقيقة وليس بالاسم فقط؟ *وهل تعوا جيدًا أننا أصبحنا هيكلًا للروح القدس وروح الله ساكن فينا؟ "أما تعلَمونَ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ، وروحُ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟ إنْ كانَ أحَدٌ يُفسِدُ هيكلَ اللهِ فسَيُفسِدُهُ اللهُ، لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الذي أنتُمْ هو" (1كو3: 16-17). هذا الهيكل المقدس الذي يسكن فيه روح الله القدوس يجب أن يكون طاهرًا نقيًا.. فكل آنيته (أعضاءه) مقدسة، ولا يوجد شيء فيه للشيطان. فنحن نلنا فِعل التقديس والتدشين والتخصيص لله، لنصبح هياكل مقدسة له يوم المعمودية، عندما خرج كل منَّا من جرن المعمودية إنسانًا جديدًا طاهرًا، لا يحمل أي خطية.. فتقدست أعضاءنا كلها بزيت الميرون، وأصبحنا هياكل مقدسة برشمنا به 36 رشمًا: *1 : عند المخ : لتقديس الفكر. *2 : الأذنين : لتقديس الحواس. *2 : العينين : لتقديس الحواس. *2 : المنخارين : لتقديس الحواس. *1 : الفم : لتقديس الحواس. *2 : القلب والسُرة : لتقديس القلب. *2 : الظهر والعمود الفقري : لتقديس الإرادة. *6 : مفاصل اليد اليمني : لتقديس الأعمال. *6 : مفاصل اليد اليسري : لتقديس الأعمال. *6 : مفاصل الرجل اليمني : لتقديس الخطوات. *6 : مفاصل الرجل اليسري : لتقديس الخطوات. فأصبح الإنسان كله هيكلًا مدشنًا مخصصًا مقدسًا للرب. هذه الحياة (حياة العفة والطهارة) مطلوبة من الجميع.. من المتزوج والمتبتل والراهب وكل البشر.. لأنها تحافظ على طهارة الجسد من أي سلوك رديء دنس يدنس الجسد كله. ولذلك صرخ مُعلِّمنا بولس الرسول قائلًا:"لأنَّ هذِهِ هي إرادَةُ اللهِ: قَداسَتُكُمْ. أنْ تمتَنِعوا عن الزنا، أنْ يَعرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ أنْ يَقتَنيَ إناءَهُ بقَداسَةٍ وكرامَةٍ، لا في هَوَى شَهوةٍ كالأُمَمِ الذينَ لا يَعرِفونَ اللهَ، أنْ لا يتطاوَلَ أحَدٌ ويَطمَعَ علَى أخيهِ في هذا الأمرِ، لأنَّ الرَّبَّ مُنتَقِمٌ لهذِهِ كُلها كما قُلنا لكُمْ قَبلًا وشَهِدنا. لأنَّ اللهَ لم يَدعُنا للنَّجاسَةِ بل في القَداسَةِ" (1تس4: 3-7). فالقداسة هنا توجد في العفة والطهارة التي هي ضد الزنا والنجاسة.. فهي تشبه حياة الملائكة في السماء، كقول السيد المسيح له المجد:"لأنَّهُمْ في القيامَةِ لا يُزَوجونَ ولا يتزَوَّجونَ، بل يكونونَ كمَلائكَةِ اللهِ في السماءِ" (مت22: 30). وعن هذه الحياة الملائكية تحدث آباء الكنيسة بغزارة وعمق.. *فيقول الأب يوحنا كسيان: (أنه لن توجد فضيلة تعادل تشبه البشر بالملائكة مثل فضيلة العفة.. لأن البشر يعيشون بواسطة العفة وهم في الجسد كمَنْ لا جسد لهم وكأنهم أرواح مجردة.. كقول الرسول بولس:"وأمّا أنتُمْ فلستُمْ في الجَسَدِ بل في الرّوحِ"(رو8: 9)..بل أن البشر الذين يحيّون في العفة والطهارة يسمون عن الملائكة الذين ليس لهم أجساد تشتهي ضد أرواحهم). هذه الحياة الطاهرة حافظ عليها آباءنا القديسين، مما اضطر بعضهم أن ينالوا إكليل الشهادة من أجل حفاظهم على عفتهم وطهارتهم. وها هي قصة الفتاة الصغيرة (أجنس) بطلة الإيمان.. من أجل حفاظها على عفتها تحملّت الكثير، فتعالوا نرى قصتها معًا: وُلدت بروما في أواخر القرن الثالث الميلادي.. شريفة بالمولد ومسيحية الوالدين، بارعة الجمال.. وما أن بلغت عامها الثاني عشر حتى اتجهت بكل أشواقها نحو الرب. تعلق بها قلب شخص يدعى "بروكوبيوس"، وكان أبوه حاكم مدينة روما، فعزم على الزواج بها،وافقه أبوه على ذلك، وطلب الفتاة من أبويها. ولما تأخر ردهما نفذ صبر الشاب، فحاول أن يكلمها مُظهرًا عواطفه نحوها. التقى بها في الطريق، واقترب منها ليكلمها.. لكنها رجعت إلى الخلف كما لو أبصرت حيَّة.. وقالت له: "ابعد عني يا حجر العثرة.. أنا لا يمكنني أن أنكث بعهدي وأخون عريسي الإله الذي لا أحيا إلاَّ بحبه".. ثم أفاضت في إظهار مشاعرها وعواطفها نحو هذا العريس الإلهي.. ورفضت أخذ هدايا كان يقدمها لها. وكشاب وثني لم يفهم بروكوبيوس حقيقة كلامها، وظن أنها تحب شخصًا آخر غيره، وأنها لفرط حبها اتخذته معبوًد لها.. ومن فرط هيامه وتعلقه بالفتاة مرض. قلق عليه والده واستدعى "أجنس"، وفاتحها في الأمر.. لكنها شرحت له في أدب نذر بتوليتها.. ولأن هذا الأمر لا مثيل له في الوثنية لم يستطيع أن يفهم كلامها على حقيقته. تدخل أحد الحاضرين وأفهمه أن الفتاة مسيحية، وما أن سمع ذلك حتى خيّرها بين أمرين: إما أن تعبد الآلهة الوثنية وتتزوج بابنه، وإما أن تُعذب حتى الموت. وأعطاها مُهلة للتفكير حتى اليوم التالي، لتعطيه جوابًا.. لكن الفتاة رفضت هذه المهلة للتفكير، وقالت له إن الأمر لا يحتاج إلى تفكير، لأنها قد انتهت من اختيار الطريق.. كانت إجابتها هذه بداية آلامها. أمر الحاكم أن تُقيد بالأغلال الحديدية، وسحبوها إلى هيكل للأصنام لتسجد لها.. أما هي فرشمت ذاتها بعلامة الصليب، ولم تنظر نحو الأصنام.. ولما فشل في إرهابها، هددها بإرسالها إلى أحد بيوت الدعارة. أما هي فقالت له: لا أخاف بيت الفساد، لأن معي ملاكًا يحفظني من كل سوء. شرع الجنود يعرونها من ثيابها وهم يدخلونها ذلك البيت، لكن شعرها غطى كل جسمها بطريقة معجزية حتى تعجب الجميع، وما أن دخلت ذلك البيت حتى أضاء نور من السماء، فتعزت وشكرت الرب. أما بعض الأشرار ممَنْ أتوا خصيصًا لارتكاب الفِعل الردئ مع هذه العذراء، لما رأوا المنزل مضيئًا بنور لا مثيل له ارتعبوا ولم يجسروا أن يتقدموا. غير أن "بروكوبيوس" ابن حاكم روما الذي كان يود أن يتزوجها تجاسر ودخل ذلك البيت ليفسد طهارتها.. وحينما اقترب منها ضربه ملاك الرب فخر ميتًا.. وما أن رأى الحاضرون ذلك حتى هربوا، وأذاعوا الخبر في كل المدينة، فأسرع الحاكم والد "بروكوبيوس" وعنفها.. وبعد أن عنفها عاد يتذلل إليها طالبًا منها أن تُقيم ابنه الميت.. فصلّت "أجنس" إلى الله ، فقام الشاب وهو يصيح: "ليس إله حق إلاَّ الذي يعبده المسيحيون". انتشر خبر هذه المعجزة في كل روما، ولكن كهنة الأوثان هيجوا الناس، وقالوا: "لتمت أجنس الساحرة". أما الحاكم والد بروكوبيوس فجبن إزاء صخب الناس، وترك الأمر لوكيله.. وهذا استحضر "أجنس"، وأمر أن تلتقى في النار.. لكن النار لم تؤذها، بل شوهدت وسطها واقفة تصلي. فلما رأى ذلك أمر بأن تقطع رأسها بالسيف.. فاقترب منها الجندي لينفذ الحكم، لكنه ارتعد وتراجع.. أما هي فشجعته، وقالت له: "هلم اقتل هذا الجسد الذي أعثر غير العريس السماوي"، وكان استشهادها في الاضطهاد الذي أثاره "دقلديانوس"، وكان لها من العمر 12 أو 13 سنة. هذه شهيدة من ضمن آلاف استشهدوا من أجل حفاظهم على عفتهم وطهارتهم.. فهل نحن لنا فكر آباءنا، أو نسعى نحوه ونقترب إليهم لكي نُعطى قوة من التمثل بهم.. أم نترك أنفسنا لتيار العالم المنحرف الذي يقدم لنا العثرات والرذائل التي إذا سار فيها الإنسان يكون سائرًا في طريق النجاسة والرذيلة والضياع الروحي؟! فهلموا بنا ننظر إلى آباءنا الشهداء والقديسين.. لنتمثل بهم ونسير على دربهم.. لنصل إلى السماء، وإلى عريسنا السمائي ربنا يسوع المسيح.. الذي لهالمجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 12 - 06 - 2014 الساعة 06:42 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيحية والعفة ( الراهب القمص بطرس البراموسي ) |
القديسة تكلا والبتولية والعفة |
حياة الطهارة والعفة |
المسيحية والعفة |
المسيحية والعفة |