الأنانية
" أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى ّ " ( غل 2:20 )
+ إن " أم الخطايا " كلها هى "الأنانية" ( محبة الذات أكثر من محبة أى شيئ آخر ، بطريقة "سلبية" . أما محبة الذات "الأيجابية" فهى السعى الدائم لخلاصها من الخطية بالطرق الروحية المعروفة ،وينال بركة المسيح الساكن فيه ) .
+ والأنانى هو أبليس الثانى ، يهدم كل ناجح ، ويهاجم كل صالح ، ويرغب فى الكرامة الزائفة ، ويحب المديح ، ويخفى عيوبه ، ويميل إلى الأنتقام والقسوة والإدانة ، والذم والتجريح ، ويميل إلى الشهوات المختلفة . وهو يقوم بتحقير الغير ، ليرتفع على حسابهم ، ويغش ويسرق ويكذب لمصلحته .
+ والشخص الأنانى من الطبيعى أن يكون مبتعد عن الحياة الروحية ، فهو يحب الماديات دون الروحيات ، والرغبة فى الظهور والأفتخار بالحسب والنسب والعلم والجاه ، والسلطان والمركز العلمى أو الدينى أو الأدبى أو السياسى أو الأجتماعى ........ الخ .
+ وتنتشر " الأنانية " على كافة المستويات ، الأجتماعية ، والفردية ، والجماعية ، والمحلية ، والدولية ، حيث تتمثل الأنانية الجماعية فى التحزبات والتكتلات ، وتتمثل الأنانية الدولية فى الأستعمار والرغبة فى السيطرة على موارد الدول الصغرى أو النامية .
+ والأنانى هو فى حاجة إلى الجلوس لحظة مع نفسه ، وتذكر الموت ، والسعى نحو محبة الله والناس ، لا محبة النفس السلبية ، ومحبة العالم والمال والجاه والسلطة أو الجمال الذى سيصير تراباً بعد قليل . !!
وأيضاً يحتاج إلى النظر إلى القديسين المتضعين ، ويأخذ الدرس والعبرة منهم ، فيأخذ الدرس من يوحنا المعمدان ، ومن معلمنا بولس الرسول ( 1كو15:9) ، ومن ومن الأباء القديسين مثل الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا والأنبا مكاريوس وغيرهم الكثيرين .
ولا يفتخر بما لديه من امكانيات مادية أو أدبية أو فنية ، بل بنعمة الله العاملة فيه ، ولايعيش لذّاته (رو14:7) ولذاته ، بل يتطوع لخدمة الغير ، ولعمل الخير بلا مقابل .
+ ويقول قداسة البابا شنودة : " الشخص الذى يسير مع الله ينسى كلمة " أنا " وينسب كل عمله لغيره ، ويقول للكل " البركة فيكم " ، وفلان .... وفلان .... وفلان .... ، هما اللذان قاما بالعمل الفلانى ........ " .
+ وأن من يتعلم إنكار الذات ( مثلنا الأعلى فى ذلك السيد المسيح ) ، وأن يتدرب على حياة العطاء ( والتضحية ) ، أكثر من الأخذ ، وأن يعتبر اليوم الذى لا يصنع فيه خيراً غير محسوب من عمره ، وأن يعتاد على تقديم الكرامة للكل ، ويمتدح الكل ، ولا يذكر عيوبهم ، بل يسترهم ، لكى يستره الله ، وينال رحمته ورضاه ، فى دنياه وسماه ، ولا يتعب من أنانيته وباقى خطاياه .