الرسالة السابعة
إلى أحبائي في الرب الذي أحصوا في نصيب ملكوت السموات، لأنكم بحكمة طلبتم الله متبعين مثال آبائكم في الإيمان، كي تنالوا المواعيد أيضاً، لأنكم تعتبرون أبنائهم، والأبناء يرثون بركة آبائهم، لأن غيرتهم تشبه غيرة آبائهم.
ولهذا، عندما سار يعقوب المبارك في كل طرق مخافة الرب التي لآبائه، حلت عليه أيضًا بركات آبائه، وإذ باركوه (أي آباؤه) رأى فجأة السلم والملائكة تصعد وتهبط عليه (تك28) وهكذا الآن بعدما ينال الإنسان بركة آبائه ويرى جموع الملائكة، لا يستطيع شيء أن يحركه، فعندما رأى المبارك بولس هذه القوات، صار راسخاً وصرخ قائلاً: "لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو8: 38).
لذلك يا أحبائي اطلبوا ليلاً ونهاراً أن تحل عليكم بركات آبائي، وأن تفرح جموع الملائكة هكذا بكم في سائر الأشياء، وأن تكملوا باقي أيامكم في كل مسرة القلب... لأنه إذا بلغ الإنسان هذه الدرجة، سيرافقه فرح الله على الدوام، ولذلك لن يتعب في أي شيء، لأنه مكتوب "نُورُ الصِّدِّيقِينَ يُفَرِّحُ، وَسِرَاجُ الأَشْرَارِ يَنْطَفِئُ" (أم13: 9)،ولكنى أصلي أن تأتوا أنتم أيضاً إلى موضع الحياة، وهذا أفعله بسبب طاعتكم، فعندما رأى ربنا تلاميذه يطيعونه، سأل أبوه (الآب) من أجلهم قائلاً "أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي" (يو17: 24) وأيضاً طلب أن يُحفظوا "من الشرير" (يو17: 15) حتى يبلغوا موضع الراحة.
هذا هو ما أطلبه وأسأله من ربنا، أن تُحفظوا من الشرير وتبلغوا موضع الراحة الذي له، وتكونوا مباركين، لأنه بعد أن رأى السلم، رأى يعقوب حشود الملائكة وجها لوجه، بل انه تصارع مع ملاك وغلبه، ودبر الله هذا كي يباركه.
الله الذي خدمته منذ شبابي يبارككم.